وطني محاصر!

> نجيب صديق

>
نجيب صديق
نجيب صديق
في بلادي المشهد مثير!! لقد بات واضحاً أن الذين قفزوا على الثورة وسيطروا على المناصب العليا للدولة تنكروا لمطالب الثورة التي أوصلتهم إلى سدة الحكم وراحوا يديرون الأوضاع في البلاد وفق مصالحهم، كان سلاحهم هو الإطاحة بمن يرفض تنفيذ تعليماتهم.
وجاءت الأزمة الأخرى والمشهد أكثر إثارة! لم تعد لليمنيين كرامة وقيمة حيث جرى تشكيل حكومة جديدة (حكومة الوفاق) تقاسمها شركاء الأمس وحلفاء اللحظة.
ازدادت الأزمة احتقاناً وتصاعدت.. إن قراءة الأحداث التي مرت بها البلاد منذ أن تقلد عبدربه منصور وتوليه رئاسة الجمهورية أظهرت أن هناك طرفا سياسيا هو صانع القرارات التي تصدر والإجراءات التي تتخذ!.
في ظل هذه الأجواء، وهذا التحدث أصبح الكل على يقين أن البلد يسير نحو المزيد من التعقيد.
في هذا الوقت كان السؤال المطروح هل يستطيع الرئيس وحكومة الوفاق إنقاذ البلاد؟.
ولكن البلاد تمضي نحو مزيد من الانهيار!!، ومع مضي الأيام يتراجع الأمل في النفوس، والإحباط يزحف والغضب يتصاعد ويكتم الناس أنفاسهم.. وكلنا يعلم انفجار الوطن كيف حصل!.
لم تعد للثوابت قيمة، انقلبوا على كل شيء، اختطفوا كل شيء، أطاحوا بكل شيء، أعادوا الناس إلى المربع صفر.
شهوة الانتقام وتصفية الحسابات لا تريد أن تتوقف، شغلونا بالمعارك حتى يتاح لهم الاستيلاء على كل شيء في غمضة عين.
كان الشعور باليأس والإحباط، فالشعب هو من صنع الثورة وجد نفسه فجأة بعيداً عن المشهد، وأصبح الوطن في يد جماعة تسعى إلى تمزيقه، هذه الجماعة لم تشارك بفاعلية في الثورة والتحقت فيما بعد.
اندلعت الحرب واستمرت ولا زالت في مناطق يتحدث فيها صوت الرصاص والمدافع ومناطق صمت فيها أزيز الطائرات، ولم يصمت ضجيج الأطقم وحراسة القائد وملثمو المليشيات وبلاطجة الشوارع.
وطن محاصر، مهدد بالانهيار، وولاء يطيح بالريال فيطرحه أرضاً، أسعار ترتفع، فقر يزحف إلى البيوت فيقضي على ما تبقى من كسرة خبز وحفنة رز.. ثم يحدثونك عن مشروع النهضة المنقذ للبلاد والعباد.
لم يعد الشعب يثق بالوعود، إن الوطن يمضي نحو مزيد من الانهيار، فلا الدولة قادرة على حماية الأفراد والمؤسسات، ولا النظام لديه حلول للمشكلات المجتمعية في الوطن.
وفي هذه الأثناء بدأت المليشيات ممارسات تتجلى في أبشع صورها، وتتصاعد حدة الأزمة في الشارع، وتعددت حدود المواجهات إلى حصار كل شيء جميل في عدن وفي الوطن.
واستطاعت الأزمة والحرب أن تحدث انقساماً في الوطن لم يستطع إحداثه المستعمر البريطاني الذي كانت سياسته مبدأ (فرق تسد)، ولا حكم الإمامة المتخلف الذي كانت سياسته (تجهيل الشعب).
هذه الأزمة والانقلاب والحرب والانقسام أسهم إلى حد كبير في انتشار الفوضى وتصاعدت حدة الجريمة، فشهد الشارع تصاعد لغة العنف الانتقامي وأعمال البلطجة، فأصبحنا نرى ربما للمرة الأولى عمليات القتل اليومي والذبح والسحل، وهي قيم لم يتعود عليها أبناء عدن والجنوب والوطن عموماً، وذلك برفضهم للعنف والميل لتطبيق النظام والقانون.
ويستمر تصاعد لغة العنف السياسي والجنائي، ويتراجع الأداء الأمني وعدم القدرة على تنفيذ القانون، أصبحت الفوضى هي السائدة حالياً في الوطن.
أيها السادة إن الوطن بجغرافيته وتاريخه يمضي نحو المزيد من الانهيار!!.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد!.
نجيب صديق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى