قراءة نقدية في أزمة السينما العربية

> علي عبدالله الدويلة

> تعاني السينما العربية في ظل التحولات السياسية التي تشهدها بلداننا العربية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات التي تتمحور القضية الفكرية والأوضاع العربية المتردية الكثير من الأزمات، وبسبب غياب المخيلة الإبداعية وضعف المعالجات الدرامية وقلة الإنتاج من حيث الموارد المالية وعدم الالتزام بالنصوص وافتقادها للمشاريع السينمائية الجدية، ونتيجة ما يشاهده رواد المهرجانات من أفلام هابطة رائعة في الشكل وزائفة في المضمون، تراجعت من خلالها مستوياتها الفنية والتقنية والثقافية الدرامية بشكل مخيف وخطير للغاية، وبرغم من هذا التراجع المخيف في نوعية نتاجاتها البصرية وكميتها من الأفلام التجارية لا تزال عاصمة الفن السابع العربي ومرآة السينما العربية لكونها السينما المصرية الأقدم والأغزر إنتاجا لا تقلل من هذه المفاهيم والقيم الفنية والثقافية لبقية السينمات العربية التي عرفت كيف تتناول الكثير من القضايا الإنسانية السياسية والاجتماعية والوطنية والحياتية مستجيبة في الوقت نفسه للشروط الجمالية الفنية ومواكبة التحولات الحضارية والفكرية، وبل إن قيمة العمل السينمائي لا ترتبط دائما بنهج المخرج وتطلعاته، أحيانا ينحدر الفيلم إلى مستوى رديء من حيث التقنيات والمعالجات الدرامية والثقافية، ولكن في بداية القرن العشرين من خلال الأعوام الفائتة أنتجت معظم الأفلام الهادفة ذات المميزات والخصائص والانطباعات الموضوعية الهامة التي تدين النظام المصري بالفساد والقائم على القهر الفكري والنفسي وكبت حرية الإنسان واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان والتلاعب بالنظم والقوانين ونهب مقدرات الشعب.
ونبدأ بفيلم فتاة من إسرائيل أوغل في سطحية المعالجة الدرامية للصراع العربي الإسرئيلي وللتطبع مع الكيان العدو الإسرائلي إلى بهتان نصه السينمائي وشخصياته المتصارعة في ما بينها وسياقة الحكائي المشتت وغير المتمكن من أدواته التعبيرية البصرية وشروطه الثقافية والفنية والآخر، فبدت العناوين المذكورة مجرد كليشيهات عادية لم تتحول إلى عمل متكامل وكذلك المصير لم يعرف القيمة الفنية والدرامية والثقافية التي تمتعت بها أعمال سابقة لصاحب الأرض والعصفور وباب الحديد باختياره هنا في الصراع الحضاري الدائر تحت عنواني العولمة والتواصل مع الآخر.
وكما يرى الكثيرون من رود الفكر السينمائي والنقاد أن الأزمة التي تعانيها السينما العربية لا تنحصر على غياب قلة الإنتاج والتمويل بل على تنامي السذاجة في المواضيع والركاكة في المعالجة الدرامية والفقر في الجوانب الفنية، وهذا مما يجعل بعض من السينمائيين يتساهلون التعاطي مع السينما معتبرينها مجرد صناعة ولا تعنيها إذا أنتجت بضاعة فاسدة، وما هو سر انخفاظ نسبة مشاهدي الفنان عادل إمام ومحمد هنيدي بعد النجاحات الجماهيرية الكبيرة التي حققها كل واحد منهما في فترات سابقة ولا مجال هنا لقراءة نقدية تتناول المستويات الفنية والدرامية لهذه الأعمال ولكن لابد من الإشارة إلى أن عادل إمام يبقى أفضل الكوميديين العرب وكما أنه قدم أعمالا جريئة تنتقد النظام السياسي المصري وانتقاده للإرهاب والتطرف وأصحاب السلطات المختلفة، وتراجع القيم الجمالية والفنية في ثلاثية يوسف شاهين الأخيرة (المهاجر والمصير الآخر).
علي عبدالله الدويلة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى