خسرنا محافظا أراد أن ينقل عدن للمستقبل

> حسين فروي

> عندما كتبنا عن الأستاذ عبدالعزيز المفلحي، أثناء توليه منصب محافظ عدن، لم يكن دفاعنا عنه مصالح شخصية، وفي نفسي لم التقِ به يوما عندما كان محافظا، ولكن دفاعنا حتى هذه اللحظة كان ولا زال على الحق من الباطل، وعن الأبطال لا اللصوص والمبتزين، وعن الجنوب لا عن شخص لذاته، حاولنا أن ننبه الجميع سابقا أن ما يدور في عدن أكبر من المهاترات الإعلامية وبعيدا عن الاتهامات بالفشل، وأردنا أشياء مما يدور خلف الكواليس من أعمال قذرة وخبيثة تستهدف الأرض والإنسان في عدن الحبيبة، وأكدنا أن لوبي الفساد والفاسدين أكبر من قدرات الأستاذ المفلحي، ومن سيأتي بعده، لأن من يديرون اللعبة في عدن يمتلكون كل الإمكانيات، ناهيك عن الخبث السياسي والحقد المتوارث على عدن الذي يحمله هؤلاء الحاقدون، واليوم بإمكان الإنسان في عدن أن يدرك أن الأستاذ المفلحي كان أحد ضحايا هذا اللوبي الذي يتمتع بعذاب عدن وأبنائها الطيبين، وهم الذين لطالما بكوا بكاء الثكالى على عدن وتحسروا على ما يحصل فيها، وهم يرون أهلها يذبحون من الوريد إلى الوريد.
لقد حاول الكثير في دوائر في الحكومة وفي محافظة عدن احتواء هذا المحافظ ووضعه تحت مظلتهم لكنهم لم يتخيلوا بالصورة التي أردوا الوصول إليها، خلقوا عداوات، وحاولوا تمرير فساد وصفقات مهولة تحت مسمى تمويل عجلة التنمية لعدن، والتي لم تكن سوى تحريك عجلة الفساد باسم المشاريع الوهمية.
أدرك الأستاذ المفلحي أنه سيقع في الفخ وأنه إن استمر لن يكون سوى مظلة لتحقيق نهب المليارات باسمه وتوقيعه مع حتمية الفشل من تحقيق أي من الوعود التي قطعها على نفسه، لأنه ليس مطلوبا منه أن ينجح أو يقدم لعدن شيئا، فأدرك في قرارة نفسه أنه لن يسلم ولن يستمر جلوسه على كرسي المحافظة، لأنه لم يكن تابعا لأصحاب القوة والنفوذ، لذلك فضل المغادرة والرحيل، لأن الرجل ليس بالسهولة التي يتصورها حتى يستخدموه مطية لعبور ما يريدونه، لذلك قرروا هم أيضا إنهاء خدماته لكن قبل أن يغدروا به، ففضح فسادهم، لأنه لم يخضع لسماسرة الشرعية وهو يفضح من يقف خلف تدمير عدن، وكانت النتيجة خسارة محافظ لن تعوضه عدن.
أخيرا وضح للجميع ما كنتم به تفترون عن الرجل الوفي والمخلص لعدن، وباتت عدن تعرف عن غراتها وتعرف أنه لن يكون هناك محافظ لعدن، فالمحافظ يعني حاكما، والحكومة لا تريد حاكما يشاركها في عدن أو السيطرة عليها، رغم وجود فاسدين، وإن وجد سيناله ما نال المفلحي وعيدروس.
لك الله يا عدن.. وكلما ضاقت فرجت.
حسين فروي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى