لا للفوضى.. فما هي الفوضى ؟

> أحمد عمر حسين

>
أحمد عمر حسين
أحمد عمر حسين
إذا لم يكن تعمد الفشل واعتباره منهجاً لإجبار شعب بقبول ما لا يرضيه، فما هي نعم للحوار الجاد، نعم للحوار الصادق الرصين، والذي يعترف بحقوق الآخر كما هي لا كما يريد هو.. نعم للحوار بهكذا صورة، ولا للجدل العقيم الذي يستهلك الوقت والجهد والمال والحياة ذاتها.
لا للفوضى ألف مرة ومليون مرة، ولكن هل الفوضى فقط هي التظاهر السلمي أو الاعتصامات للمطالبة بإزاحة الفساد والفاسدين من حياتنا؟ هل الفوضى هي أن تكون مضادا لي في رأيك ومسيرتك وتوجهاتك؟.
هناك فوضى خبيثة وتجري بهدوء لم يتطرق المجتمع الإقليمي والدولي إليها، وهي، أي هذه الفوضى، هي إدارة البلاد بالأزمات، من خلق عذابات للمواطن في عدن بالذات، كمثل تعمد تعذيب الناس بقطع معيشتهم وتأخير رواتبهم وانعدام تطبيع الحياة في محافظة عدن بالذات وجوارها من محافظات مغرر بها وليست محررة، إذ إن الفوضى التي تمارسها الحكومة هي في التعمد بعدم قيامها بواجباتها في حماية العملة والحفاظ على الموارد جميعها التي في مأرب قبل التي في عدن وتسخيرها في خدمة مواطني المناطق المحررة وليس لتعبئة أرصدة الحكومة وأعضائها ومحاسبيها وترك الشعب هنا يعاني الويلات.. الفوضى يا مجتمع دولي.. ويا إقليم ويا شرعية هي هذه الممارسات التي عكفت عليها حكومة الدكتور بن دغر، والتي هدفت وتهدف إلى تعكير صفو الحياة وإقلاق سكينة المواطن الذي لم يجد وسيلة لحماية حياته والعيش بكرامة ودون حاجة للسؤال بمذلة، أعطاه الناس المقتدرون أو منعوه.
هذه هي الفوضى الحقيقية والتي لا تريدون يا تحالف ويا مجتمع دولي أن تلتفتوا إليها، وهي ممارسات تصل إلى مستوى جرائم الحرب والتي لا ولن تسقط بالتقادم بإذن الله، الفوضى هي جعل هذه الخدمات من كهرباء ومياه ورواتب ومعاشات تقاعدية، جعلها مسرحاً حربياً آخر، وبشكل ناعم لا تسمع فيه دوي دانات المدافع ولا طلقات الرشاشات، بل تسمع “لمن ألقى السمع وهو شهيد” بل تسمع أنات وآهات وحسرات وحنينا للذي مضى وفات.
هذه هي الفوضى اللا أخلاقية، والتي تجعل من عدن والجنوب بالذات ملف ابتزاز سياسي بين الأطراف المتصارعة، وإبقائها رهن الفوضى الناعمة تلك حتى يتم تحرير صنعاء ومران من الجماعة الحوثية- حسب توجهات التحالف والشرعية في الإعلام.
هذه هي الفوضى وأمها وجدتها، وهي الأفعى السامة التي تتسلل بهدوء لتقضي على الحياة، فهل هناك توجه حقيقي وشراكة حقيقية مجتمعية مع المناطق المحررة، فأنتم لا تستطيعون أن تتصرفوا بريال واحد في مأرب، ولن تنبسوا ببنت شفة أمام مملكة مأرب الأخوانية.
الجنوب تعاملونه كثور حراثة، وحتى لا تريدون أن تقدموا له العلف الممتاز نظير خدماته يا هؤلاء!.
خاتمة: إن هو لك المدعى تطلع له خبر
وإن هو عليك الحق ما قريت له.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى