كيف نترك انطباعا جيدا؟

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
السياسي في كل الحالات لا يأتي إلا على إثر تضحيات الآخرين ما يجعل من الضروري أن يكون هذا السياسي أكثر إحساساً بالآخرين وقرباً من معاناتهم على الأقل حتى يترك انطباعا جيدا، وهذا نهج السياسيين في مراحل مختلفة، حتى أن الناجحين منهم من يجيدون العلاقات الاجتماعية ومن يتعاطون بإحساس صادق مع محيطهم الاجتماعي، هؤلاء يكسبون قلوب الآخرين.
أذكر ما قرأته عن سر نجاحات عدد من الرؤساء الأمريكيين ممن فازوا في السباق على البيت الأبيض من أشهرهم الرئيس (لون كولن) الذي كان من عادته حفظ أسماء وعناوين كل من يقابلهم، ويكلف نفسه السؤال عنهم وعن أسرهم، ما جعله يحصد أعلى الأصوات ويفوز بالرئاسة الأمريكية، حتى أنه كان من أشهر الرؤساء الذين تركوا تاريخا وعطاء مشرفا.
يقال إن جارة الرئيس الأمريكي (لون كولن) سألته مرة عن "طائر الحجل" فحاول أن يشرح لها صفات هذا الطائر الجميل، إلا أنه شعر أن معلوماته كانت غير كافية، وفي اليوم التالي وبينما كان السيد الرئيس "لون كولن" يقف على النافذة شاهد "طائر الحجل" على الشجرة، فما كان منه إلا أن رفع سماعة التلفون واتصل بجارته كي تشاهد بأم عينها الطائر على الشجرة المجاورة. وعودة إلى ما سلف حدثني أحد الأعزاء ممن سقط ابنه شهيدا في الآونة الأخيرة، قال جاري: جارنا ممن يتطلعون للعب دور سياسي في الحياة يحكم موقعه في إحدى الهيئات المهمة لم يكلف نفسه وهو جار في تقديم واجب العزاء، وظنا مني أنه لم يكن يعلم بما حدث، فأحببت أن ألفت انتباهه كسياسي بضرورة تقديم واجب العزاء من منظور أن يترك لنفسه انطباعا جيدا، تظاهر بأنه لا يعلم، ووعد بفعل ذلك لأكتشف بعد ذلك أنه لم يفعل شيئا.
قلت في نفسي مثل هؤلاء لا يدركون أنهم يصعدون على أكتاف هؤلاء الذين يجودون بأرواحهم، ثم إنهم لا يحرصون على تلمس عذابات غيرهم لأنهم ببساطة يمارسون سلوكا استعلائيا يخفي نقائصهم، ثم إن السياسي في مثل مجتمعاتنا لا يحرص على كسب مشاعر الآخرين، لأنه يرى نفسه وقد فرض تواجده في السلطة دون أي معايير تذكر. فلماذا لا يحرص هؤلاء على أن يكون لهم حضور في محيطهم الاجتماعي؟
ومن المؤسف حقاً أن نجد نماذج كثيرة ممن تناط بهم بعض المهام ويظهرون درجة من التعالي والتميز وسط أحيائهم الفقيرة، ناهيك عن درجة الثراء الفاضح التي تميز بعض هؤلاء، واقع ربما نعيده إلى مستوى ثقافة تلك النماذج التي تفتقر بفن التعامل مع البشر، وتعد نفسها على قدر من التميز، وهو سلوك متكرر في مجتمعاتنا التي تعيش تناقضات كثيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى