اقتصادنا للهاوية

> أحمد عبدربه علوي

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
من الذي يدير الاقتصاد الوطني في بلادنا؟ هل هناك حكومة تخطط وتدير، وبنك مركزي يدير السياسة النقدية؟ أم أن العشوائية هي عنوان الإدارة في البلاد؟!.
إذا كانت هناك إدارة حكومية حقيقية للاقتصاد الوطني، فلماذا وصل اقتصادنا إلى حافة الهاوية وإلى حد الكارثة؟ فقد كان الرصيد النقدي من الاحتياط في البنك المركزي من عملة الدولار لا شيء وعلى وشك إعلان الإفلاس، ووصل سعر الدولار الواحد إلى 500 ريال، حتى أن محلات السوق السوداء سميت "السوق الموازية"، وكان المودعون والمتعاملون حينها يعيشون حالة من القلق والاضطراب لشعورهم بتآكل الرصيد، وكان السعر في زيادة شبه يومية، وكانت الحكومة والبنك المركزي عاجزين عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذا الانهيار والتدهور في العملة المحلية.
إلا أن المملكة العربية السعودية (الجارة الكبرى) أودعت ملياري دولار في البنك المركزي في عدن لتدارك ذلك الانهيار والتدهور في عملتنا، إضافة إلى الوديعة السابقة مليار دولار، فأنقذت البلاد والعباد من كارثة إفلاس البنك المركزي، وفرح حينها المواطنون وهللوا واستبشروا بتلك الوديعة التي منحها جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي أدت إلى استقرار صرف الريال.
ولكن للأسف الشديد لم نسمع عن إجراءات جادة وعاجلة لوقف انهيار عملتنا الريال وجموح الدولار، إذ ما زلنا نتعامل مع العالم وكأننا دولة عظمى، بعثات دبلوماسية وملاحق إعلامية وثقافية وعسكرية من جميع الأشكال والألوان وكله بالدولار، سفارات في دول ليس بها مواطنون إلا قلة من بلادنا، وهناك ميزانية دولارية بالملايين لوزارة الخاجية غير الميزانية بالريال، فلماذا لا ترشد الخارجية نفقاتها حباً وإخلاصاً للبلاد.
وإذا كانت هناك ضرورة لكل هذه السفارات على مستوى العالم فليتم تخفيض العاملين فيها إلى حد تسيير الأعمال دون زيادة.. لن ينصلح الحال إلا إذا أخلصت الحكومة في العمل واتخذت القرارات المناسبة لوقف نزيف الاقتصاد تنسيقاً مع البنك المركزي..
نطالب الحكومة بتوفير المساحات المطلوبة للزراعة، فالأرض في بلادنا ليست جرداء، نستطيع أن نشغل الشباب فيها، بالإضافة إلى التوسع في مزارع الدواجن وعدم استيرادها بكميات كبيرة.
الحل ليس مستحيلاً، فبلادنا لديها إمكانيات اقتصادية متعددة زراعية وسياحية وتجارية، وهناك العديد من الموانئ الهامة تستطيع أن تخرج من عنق الزجاجة وليس بتفاؤل قيادة البلاد وحدها ولكن بعمل وإخلاص الشعب والحكومة معاً.
فعلينا أن ندرك أن الآمال والأحلام لا تتحقق إلا بالكد والجهد المضني، وأن التطلع إلى الهدف أكبر نصر وتصميم، وعلينا أن نعقد العزم على تحقيق ذلك والوصول إليه دون النظر إلى الخلف واجترار الماضي المُر.. فليذهب الماضي بكل فساده وظلمته ومساوئه وشخوصه وعفنه إلى الجحيم، وما فات مات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى