عبرة

> د. ياسين سعيد نعمان

>
د. ياسين نعمان
د. ياسين نعمان
الصورة لأطفال فيتناميين يستقبلون نائب قائد الأسطول الامريكي أثناء زيارة بعثته المكونة من آلاف الجنود والبحَّارة لفيتنام منذ أيام.. كما أوردتها الصحف يوم أمس.
الشعوب التي تتطلع إلى المستقبل لا تغرق في مأساتها.. تتجاوزها بروح لا تجعل من الماضي قيداً على عزمها للتوجه نحو البناء.
منذ أيام التقينا السفير الفيتنامي على هامش حفل بمناسبة الذكرى السبعين لقيام المنظمة العالمية للشئون البحرية IMO والذي حضرته جلالة الملكة اليزابيث الثانية، وكان معنا على الواقف كل من سفراء عمان والامارات العربية المتحدة ولبنان والعراق وكوستاريكا، وسألناه عن أحوال فيتنام فقال "فيتنام تتطور وعلاقتها ممتازة مع كل دول العالم وبالذات مع الولايات المتحدة الامريكية".. لاحظنا أنه قصد أن يذكر أمريكا بالاسم، فسألناه كيف استطعتم أن تتجاوزوا الماضي لتكون أمريكا الصديق الأول؟ قال: تاريخ العالم كله حروب!! ولو أن الحياة توقفت عند الحروب التي خاضتها كل دولة مع الاخرى لما تشكل العالم على هذا النحو الذي نعيشه اليوم.
لا شك أن العالم قد تعلم من الحروب ومآسيها كيف يدير مصالحه، وربما بحد أدنى من الخسائر أحياناً.
قلنا له أصبحتم من أكبر المصدرين للأرز الذي يعتبر في الوقت الحاضر الأجود بالمقارنة مع الدول المجاورة لكم وكنتم حتى وقت قريب تتعلمون زراعته من كمبوديا.. ضحك وقال في عام 1973 أرسل العم هوشي منه (زعيم فيتنام الشمالية حينها) مجموعة من الفلاحين الى لاوس ليتعلموا زراعة الأرز بطرق حديثة، ووزع هؤلاء الفلاحين على أربع مقاطعات فيما كان يعرف بفيتنام الشمالية ونجحت الزراعة لكن الطيران الامريكي أحرق هذه المزارع إلى درجة أن الزراعة فيها لم تعد صالحة.. وتوقفت زراعة الأرز.. نفس هذه المزارع استصلحناها بمساعدة الخبرات الأمريكية وعادت للزراعة بجودة الأرز الذي تحدثت عنه. وإذا أردتم أن تتذوقوا هذ الأرز فأنصحكم بزيارة المطعم الفيتنامي في ضاحية... لم أتمكن من التقاط الاسم.
على فكرة الذي يحكم فيتنام اليوم هو نفس حزب هوشي منه الذي تقاتل مع الأمريكان من أجل فيتنام الجنوبية. وفي ذلك عبرة لمن يريدون بناء أوطانهم.. مغادرة العقلية التي تحول الهزيمة إلى لوثة والانتصار إلى مجون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى