(مليشياتنا) والسيطرة !!

> وهيب الحاجب

>
وهيب الحاجب
وهيب الحاجب
تعددُ الأجهزةِ الأمنية في عدن وبقية محافظات الجنوب واحدٌ من أهمِّ أسباب الانفلات الأمني وعاملٌ أساسي يسهّلُ للتنظيماتِ المتطرفة اختراقَ الأمن وتنفيذ عملياته.
الحديثُ عن تعددِ الأجهزة الأمنية هنا حديثٌ في إطاره العام دون البحثِ في تفاصيل ذلك التعدد وأسبابه ودوافعه التي قد تصلُ أحياناً إلى تعدد الولاءات والأهداف، وهذا بحاجة إلى تناول أكبر وبشكل أكثر منهجية وموضوعية.
ففي أدنى الأحوال حين تعدد الأجهزة الأمنية وتتنوع تسمياتها، رغم واحدية الولاء والهدف، إلا أن هذا التنوع والتعدد مشكلةٌ في حد ذاتها من شأنها أن تكونَ مدخلا للاختراق وعاملاً يساعد التنظيماتِ الإرهابيةَ والجهاتِ السياسيةَ المعادية للجنوب على الوصول إلى مبتغاها وضرب السكينة العامة وإصابة أهدافها بدقة تامة.
الأخطر في ذلك التعدد غير المبرر هو عدم وجود غرفة عمليات مركزية للتنسيق بين مهام كل جهاز أمني، والترتيب بين مهام جماعة فلان وقوات (أبو فلان) وعناصر (أبو فلانة).. وهو- بكل أسف - الحال والمسمى الذي باتت عليه قواتنا الأمنية والعسكرية في عدن، فحتى التسميات لا تُحترم ولاتُعطي أية قيمة تشير إلى أن الكل - مهما كان وفي أية جماعة كان - ينتمي إلى مؤسسة عسكرية هي جزء من منظمومة متكاملة تشكل في نهايتها دولة ونظام وقانون لا ملك لـ(أبو زعطان) ولا تحت الطلب لخدمة رغبات (أبو زليخة).. نعم هذه هي الحقيقة المرة وهذه هي الطريقة الهمجية التي تُدار بها القوات الأمنية في عدن ومحافظات الجنوب كافة.
لا نتحدث عن الخلط بين مهام القوات الأمنية وبين الجيش والفرق الكبير بينها بقدر ما نتحدث عن منهجية الإدارة وعبثية التخطيط وعشوائية المهام ومزاجية التنفيذ في أي تشكيلة عسكرية سواء كانت أمن أم جيش.. فهذا الفرق والخلط بين المهمتين قد يكون مقبولا إلى حدٍ ما في ظروف استثانية كالتي تمرُّ بها عدن والجنوب منذ الاجتياح ثم التحرير وحتى اليوم.
ولتجاوز كل تلك الهفوات ولو بشكل مرحلي ومؤقت حتى تتم عملية الهيكلة وإعادة البناء للمؤسسة العسكرية بشقيها الأمن والجيش، كان يُفترض بل ويحتم أن تكون هناك غرفة عمليات مشتركة ومركز سيطرة وتحكم قادر على توجيه كل تلك القوات والتنسيق بين مهامها وتوجيه خطوط سيرها في العمل الأمني والتعاطي مع مسرح العمليات والوضع في الجنوب بشكل أكثر دقة وترتيب، بدون ذلك ستظل كل تلك القوات هدفا للقوى المعادية سواء التنظيمات المتطرفة أو أحزاب الإسلام السياسي المعادية للجنوب كالإصلاح وغيره من قوى النفوذ الشمالية التي لا يروق لها أن يأمن الجنوب ولا يرضيها أن تتطور المؤسسات العسكرية الجنوبية أو يرتقى أداؤها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى