لقد طال أمد الفوضى

> عادل المدوري

>
عادل المدوري
عادل المدوري
لقد عمت الفوضى في كل مكان في هذه البلاد، واستشرت في جميع مفاصل حياتنا، واضطرب خلالها حبل الأمن والأمان، وتقطعت بالناس السبل والأسباب، وساءت أحوالنا حتى صارت كرة قدم الكل يرفسها.
تلك الفوضى أوجدت الفرصة للحوثيين وسهلت مهمتهم لاحتلال صنعاء وتشكيل حكومة انقلابية، وسهلت في مأرب تشكيل حكومة إخوانية وفي عدن حكومة انتقالية جنوبية وفي الرياض حكومة شرعية، وتركت أحوال الناس تديرها وحوش وعصابات، حتى فقد الناس الثقة بل والأمل، وباتوا ينتظرون الفرج حتى لو أتى على أيدي الإسرائيليين.
لقد طالت فترة الفوضى والحرب في بلادنا وفقد الناس في هذه الفترة حقوقهم التي كفلتها الدساتير والشرائع السماوية، كحقهم في العيش مثلهم مثل جيرانهم الخليجيين والعرب، وحقهم في التعليم وحقهم في الصحة، فمن وباء الكوليرا إلى وباء الدفتيريا، وهذه الأوبئة قد عفى عليها الزمن وانقرضت في جميع أنحاء العالم ولم تعد لها حاضنة غير اليمن.
سقطت الدولة وانهارت المؤسسات الهشة، وصادر الظالمون أموال المواطنين ولم يمنعهم مانع، وتظالم الناس في تجارتهم ومعاملاتهم وكل واحد اتبع هوى نفسه وشهوته التدميرية، وخسروا الموازين والمكاييل، وارتفعت الأسعار، وهبطت العملة متسببة بحالات الفقر والمرض الشديدة، فلولا رحمة ربنا بكبار السن والضعفاء والأطفال وبمن لا ذنب لهم لهلكنا بأعمال بعضنا، ولولا رحمته الواسعة ولطفه الخفي وعدم مؤاخذتنا بالجرائم والعظائم التي تورطنا فيها لخسف بنا كما خسف بمن قبلنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى