نتذكر الماضي بسبب فشل الحاضر والخوف من المستقبل !

> علي بن شنظور

> ليس شرطا ان يكون القادم اجمل والمستقبل أفضل، إذا لم تتوفر له عوامل الأفضلية الدينية والدنيوية.
علي  بن شنظور
علي بن شنظور

نتذكر الماضي ومحاسنه حينما نفتقر لتلك المحاسن والإيجابيات في الزمن الحاضر، ويصبح الحاضر مؤشرا سلبيا على القادم. فحينها لابد لنا من تذكر إيجابيات الماضي.. حتى نرسل إشارات للعقول الخاملة أو المتهورة لعلها تصحو من غفلتها وتعيد تنشيط خلاياها السلبية بذبذبات إيجابية مشرقة.
ما الذي ستتذكره أجيال المستقبل التي تعيش طفولتها وريعان شبابها في الزمن الحاضر في ظل الحروب والصراعات الإقليمية، وفساد قوى النفوذ، وفشل الحكّام في تحمل مسؤوليات حماية شعبهم من كوارث الحروب والدمار والفساد.
هل سيتذكر الشاب الصغير في المستقبل أنه كان يخرج من بيته وهو يتمنى أن يعود سالما مرة أخرى بسبب الحروب والفوضى الأمنية؟.. أم يتذكر أنه كان يتمنى أن يذهب بأمان مع والديه للحديقة والنزهة ولم يستطع فعل ذلك بسبب الخوف من التفجيرات الانتحارية؟.. أم يتذكر مواكب الأطقم العسكرية التي تحمي من يبسطون على الأراضي العامة والخاصة والسواحل؟.. أم يتذكر توقف الأنشطة الرياضية واتجاه الشباب لأسواق القات لأنه لا بديل عنه، وإن كانت أسعاره مكلفة ومعظم جلساته غير مفيدة؟.. أم يتذكر غياب النظام والقانون وفوضى الشوارع وحركة المرور؟.. أم الخوف من انقطاع الكهرباء؟ أم انتظار الموظف لمرتباته بفارغ الصبر؟.. أم الخوف من ارتفاع أسعار الأدوية والأسعار بشكل عام بسبب تصاعد ارتفاع سعر الدولار..؟!!.
هناك محاسن تتذكرها الأجيال في كل زمن.. فحافظوا عليها لتكون ذكرى للقادم بإذن الله. حافظوا على طاعة الله وعلى محاسن الصبر والجلد عند الشدائد وعلى ما تبقى من صروح علمية ومواقع أثرية وفن معماري وعادات وتقاليد اجتماعية وقبلية حميدة وعلى محاسن انتقال الناس بين المناطق رغم الحرب في الشمال والوضع السياسي في الجنوب.. وحافظوا على ما تبقى من أخلاق حسنة.
لنسعى للحفاظ على الإيجابيات في حياتنا وتطويرها وتشجيع من يلتزمون بالصفات الحسنة لكي يستقيم المجتمع على الحق ويتحقق للجميع الخير.
ولنحارب انتشار الظواهر السلبية والثقافات الفاسدة في سلوكيات المجتمع من غش وكذب وخلف الوعد وعبث بالممتلكات العامة وفساد أخلاقي ومالي وعدم الالتزام بالنظام... إلخ.
لا يمكن صلاح مجتمعنا دون السعي إلى إصلاح أنفسنا.. فابدأ بنفسك وبيتك، وانظر لمستوى تعاملك مع أهلك وجيرانك وأصدقائك بالأخلاق الحسنة والفاضلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى