أكلت لحج حبوب الإغاثة فنامت 24 ساعة

> عياش علي محمد

>
عياش علي محمد
عياش علي محمد
في أربعينيات القرن الماضي، عاشت لحج ظروفا صعبة لم تعرف مثلها من قبل، حيث أصاب أرضها التصحر نتيجة انعدام الأمطار والسيول، فعاش البشر في لحج قحطا ومجاعة لم يروا مثلهما من قبل.. ومن أجل البقاء أكلت الناس كل شيء يدب على الأرض حتى الأشياء غير المستحبة أصبحت حينها قابلة للاستخدام البشري.
ذلك الوضع أزعج سلطان لحج آنذاك عبدالكريم فضل العبدلي، فجمع بعض الأعيان والمشايخ والقضاة والسادة في ديوان حكمه وطلب مشوراتهم لتجاوز أزمة القحط والمجاعة التي تمر بها لحج..
فكلٌّ أدلى بدلوه فكانت بعض الآراء على جانب قريب من الحل والبعض الآخر كانت بعيدة كل البعد عن الحلول الآنية، ومن بين تلك الآراء حفر الآبار، فرد عليهم السلطان عبدالكريم بأن حفر الآبار لن يحل مشكلة لحج في الوقت الحاضر، وقال إن عملية حفر الآبار تحتاج إلى وقت كبير، ونحن نحتاج للوقت، وحتى إذا حفرت الآبار فكم تتصورون تكفي، فالمجاعة كبيرة.. والذي رأى بأن يأكل الناس حيواناتهم، رد عليه السلطان إذا لم يجدوا خبزا فليأكلوا “جاتوه”.. الأغنام هلكت وماتت والجنائز تمر إلى المقابر في كل ساعة زمن، فما هو رأيكم الناجع؟.
وجد الحل عند أحد سكان قرية “الشظيف” اللحجية، رفع يده وطلب من السلطان أن يعطيه فرصة الحديث ليدلي برأيه، فسمح له السلطان عبدالكريم فضل العبدلي بذلك.. فقال الشظيفي للسلطان أنتم رحتوا بعيد عن الحل الموجود عندكم.. سأله السلطان وما هو هذا الحل القريب من أقدامنا؟ قال الشظيفي هل تعلم يا سلطاننا المبجل أن معنا شخصية لحجية من أكبر التجار في الحبشة (إثيوبيا)، لماذا لا تطلبون منه معونة إغاثية، فهو رجل فاضل ويحب لحج وأهلها وهو متسع في تجارته.
رد عليه السلطان هذا هو الحل السليم، فطلب فوراً من وكيل السلطان الاتصال بالحبشة، والفاضل الشيخ (هادي امهوب) جد الإعلامي القدير (عبدالقادر سعيد هادي امهوب) وتواصلوا معه ولم يمض أسبوع واحد إلا ومعونة الإغاثة من الشيخ هادي امهوب ترسوا سفينتها في عدن.
حملت المعونة من ميناء عدن بواسطة الجمال والحمير وحطت رحالها في لحج، وشكلت لجان توزيع الإغاثة وقسمت لحج إلى مربعات تشرف عليها لجان رباعية، وتوزعت الإغاثة بسرعة البرق لحاجة الناس للغذاء فالموت جوعاً قاب قوسين أو أدنى منهم، فأكلت لحج الإغاثة ونامت 24 ساعة.
بعض المحتاجين أراد أن يعرف إذا كان اسمه موجودا في قائمة المحتاجين للإغاثة، فذهب إلى رئيس لجنة الإغاثة فوجده نائماً، وذهب إلى اللجان الرباعية فوجدهم نائمين، وذهب للسلطان فقالوا إنه نائم.
تعجب هذا الرجل من حالة النوم التي هبطت على لحج وأمرائها وسلاطينها، فوجد الجواب عند أحد أحفاد (هادي امهوب) بأن الحبوب مخلوطة بحبوب مخدرة، وكان على الناس أن يفرزوا تلك الحبوب جانباً..
بعد 24 ساعة صحا الناس، وشاع خبر (الحبوب المخدرة) التي جعلت من لحج تنام 24 ساعة، منهم من ضحك ملء فكيه ومنهم من غضب، ومنهم من أعجبه الصوت واتخذ من حبوب (التخدير) كيفاً يتمتع بها من هم مدمنون على التخدير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى