صناعة البلطجي

> عبدالحميد محمد عقلان

> لا شك أن أعمال البلطجة الدرامية الدامية التي تبرز دور البلطجي على أنه النجم والبطل الحقيقي وشخصية قيادية ومؤثرة في دنيا الناس، وأنه لا نظير له ويمكن أن تعيش بكرامة، وتجمع بين كفتين كفة المال والقوة والنفوذ وكفة الحياة الكريمة الرائعة ليهابك الناس ويحسبون لك ألف حساب.
ولكن كيف يقدم لك صناع الدراما كل ذلك، الأمر ليس بسيطا، فخلف كل مسلسل عمليات وبرامج نفسية وتسويقية وإثارة، تأخذ بلب عقلك وتؤثر في مكنون نفسك وتنعكس على قسمات وجهك وطريقة حياتك وأسلوب كلامك، وقبل كل ذلك طريقة تفكيرك، وما الفكرة أو ما يراد لك أن تفكر به من خلال مشاهدة الجمهور الشبابي لها، وكذا من خلال تكرار الأعمال التي أغلبها تعظيم لدور البلطجي وتمجيد لحياته.
هنا رسالة مضمونها إن لم تكن مثل هذا البلطجي فأنت على هامش الحياة منسي، ولا كلمة لك وربما مهما كان دورك في دنيا الناس، فلست كالنجم البلطجي.
ومنذ 2011 وصاعدا نشاهد نوعية الأعمال التي تقدم على الفضائيات العربية من مسلسلات رمضانية وعربية وأفلام ودراما تركية، أغلبها ذو طابع عنيف متنمر، يعزز قيمة العنف، ويدعم تلك الثقافة ويؤسس لتلك العقلية، وأنه إذا لم تكن عقليتك وأفعالك مثل أفعال نجوم الدراما، فأنت لست في الصورة وغائب عن المشهد، ولاحظ لك ونصيبك من الحياة قليل جدا، فعليك اللحاق بالقوم، فمنذ 2011 م تغيير الشباب تبعا لما تبرمجت عليه عقولهم من تكرار لا يتوقف عند حدود الحلقات والأفلام.
بعد مشاهدتك للحلقة ترى تحملا للمقاطع العنيفة أو مقاطع المشادات الكلامية والسب وقصف الجبهات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتكرر تلك اللقطات وغيرها بمختلف أنواعها وتحضى بنسبة مشاهدة عالية خلال ساعات قليلة.
عبدالحميد محمد عقلان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى