> بات أبناء محافظة ذمار يُعانون جوراً عظيمًا من قبل مليشيات الحوثي منذ ثلاثة أعوام، والتي ترى في المحافظة مخزوناً بشيراً كبيراً لتجنيد المقاتلين والرفد بهم للجبهات عنوة، فضلاً عن أزمة الغاز الخانقة وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، والمواد الغذائية التي يكتوون بنيرانها جراء منطقة الجمارك المستحدثة، وما تفرضه من رسوم جمركية على الشاحنات الخاصة بالمواد الغذائية والتجارية لاسيما القادمة من المنافذ الجمركية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وأفاد مراسل «الأيام» في ذمار أن "المليشيات تفرض التجنيد الإجباري، والبحث عن أفراد الجيش التابعين لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي بالمحافظة لإلحاقهم بالجبهات، وذلك بعد فرارهم من النقاط والجبهات عقب مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى تشكيلها لجانا ميدانية للنزول إلى مختلف القرى والعزل في المحافظة بغرض حصر كافة الأفراد المنتمين لصفوف الجيش في الفترة السابقة، والذين ما يزالون في منازلهم، مبتدئة من مديرية "الحداء" باستدعاء المنتمين لتلك الوحدات العسكرية وإخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة لنحو شهر في مكان مجهول لرفد جبهات القتال بهم".

وأكد المراسل أن "المليشيات حولت الكثير من المناطق الحيوية والمنشآت الحكومية في ذمار إلى ثكنات عسكرية أبرزها: الاستاد الرياضي، وكلية المجتمع شمال المحافظة، ومنطقة "هران"، وعدد من المناطق في المديريات كمديرية جبل الشرق، وآنس، وجهران، وعنس، ومغرب عنس".
*قتلى بارزون من الجماعة
ومُنيت جماعة الحوثي في ذمار خلال الأيام الماضية بخسائر بشرية كبيرة في صفوفها بينهم قيادات عسكرية كبيرة أبرزهم المكنى (أبو هواجس) والمعين لإدارة قسم الشرقية بالمدينة ومشرف المربع الشرقي للمدينة، وأبو هواجس هو الثاني من رؤوساء الأقسام بالمدينة يلقى مصرعه بعد رئيس قسم منطقة (هران)، فيما أصيب رئيس قسم المدينة منذ فترة على إثر خلافات في أوساط الجماعة بالمحافظة.
وفي مديرية عتمة غرب المحافظة قتل مشرف المليشيات بمنطقة عزلة الشرم السافل والمكنى (أبو رصاص) على يد مجهولين يستقلون دراجة نارية، واستحدثت على إثرها الجماعة الكثير من نقاط التفتيش في المناطق المجاورة".
*تعيينات بمناصب كبيرة
وأجرت الجماعة في الفترة الماضية العديد من التعيينات لأنصارها بمواقع مهمة وحيوية، خلفاً لقيادات مناهضة لها من حزب المؤتمر الشعبي العام، كالإدريسي مدير أمن المحافظة، بالإضافة إلى تعيين مدير لصندوق التحسين من أحد المقربين من أمين العاصمة حمود عباد، وآخرين لمكتبي الأوقاف والإرشاد، والتربية، ورئيس لجامعة ذمار.

*حملة اعتقالات مستمرة
وتواصل جماعة الحوثي عمليات الاقتحامات والاختطافات والاعتقالات دون أي تهمة، وهو ما أثار غضب أبناء المحافظة الرازحين تحت قوة السلاح، فيما يقبع المئات من المعتقلين في العديد من السجون كـ"السجن المركزي، كلية المجتمع، سجن الأمن السياسي، سجن معبر، سجن الوحدة، مركز الرصد الزلزالي"، يتعرضون فيها للتعذيب المستمر، مع حرمانهم من أبسط متطلبات الحياة.
وترزح المحافظة تحت حكم المليشيات منذ ثلاثة أعوام، حُرم أهلها فيها من الخدمات الأساسية، وتفاقمت لديهم الأزمات، وانتهاك الحقوق ونهب الممتلكات العامة والخاصة.