ستاد عدن الرياضي الدولي.. عبث وخراب ونهب طال كل محتوياته

> عدن «الأيام» نجيب المحبوبي

> تمكنت صحيفة «الأيام» من النزول إلى ستاد عدن الرياضي الدولي بالعاصمة عدن، وذلك بعد سيطرة قوة أمن حماية المنشآت الحكومية التابعة للواء الدعم والإسناد على الملعب، بعد أن تم مهاجمة وطرد المخربين الذين كانوا يقومون بأعمال نهب لما تبقى من كيبلات كهربائية وأشياء عديدة في الملعب، سنسردها في قادم السطور .. ويعتقد البعض أن القصف الصاروخي خلال الغزو الحوثي - العفاشي للعاصمة عدن، قد تسبب بخراب الاستاد الرياضي الدولي بشكل كامل ، لأن القصف كان في مناطق محدودة في مدرجات الملعب ومن ثم بدأت عمليات نهب الاستاد الذي كان يحتوي على أحدث التجهيزات الثمينة من أجهزة ومستلزمات رياضية بل إنه كان (مدينة رياضية متكاملة)، تحتوي على ملعب لكرة القدم، ومضمار للسباق وألعاب القوى، ومقرات للاتحادات الرياضية وبيتاً للشباب.

وبمجرد دخولنا للاستاد والذي كنا لم نستطع الدخول إليه بعد الحرب، لأسباب أمنية، شاهدنا فداحة أفعال الدمار والنهب التي حصلت فيه ، وعندما نظرنا إلى المدرجات التي دمرها الطيران تأكد لنا أنه لو تم إقرار القيام بمشروع إعادة تأهيلها فإن الأمر سيكون صعباً ومكلفاً نوعاً ما، نظراً للخراب الكبير الذي خلفه القصف .. وعندما شاهدنا ما قام به المخربون من أعمال نهب فيه، تأكد لنا أيضاً، أنه من الصعب أن تتم عمليتي الاصلاح والترميم حيث سيكلف ذلك مليارات الريالات ، بينما من قام بأعمال النهب لم يستفيدوا إلا عشرات الآلاف فقط لكون كل ما كان يُنهب منه يباع في محلات شراء الخردة المنتهية صلاحيتها، والتي يُعامل فيها المخربون على أساس أنهم من اللصوص.

وبمجرد مرورنا بغرف الاستاد وجدنا أن كافة الأبواب والأسلاك الكهربائية وبقية المستلزمات قد تم سرقتها بعد انتزاعها من مكانها، حيث لم تتبق في الاستاد الدولي إلا غرفاً فارغة، أو غرفاً يتواجد فيها الغطاء البلاستيكي للأسلاك والكيبلات الكهربائية، التي تم سرقتها من داخل الغرف وأعمدة الإنارة العملاقة .. ولم يكتف اللصوص والمخربون بهذا فقط ،بل حتى أن الكيبلات الكهربائية الرئيسية المتواجدة في باطن الأرض تم استخراجها بكل جرأة ودناءة ، حيث كانوا يقومون بربط سلك معدني قوي بالكيبل المتواجد تحت الأرض ويقومون بتوصيله بسياراتهم، ويقومون بقطع الكيبل من الجهة الأخرى، ثم يتم بعد ذلك سحب الكيبل بالسيارة ليقومون بتعريته بعد ذلك من الغلاف البلاستيكي من أجل أن يتم بيعه بأرخص ثمن.
وعند دخولنا إلى مدرجات الملعب شاهدنا ما لم نستطع استيعابه حيث كانوا يقومون بنزع كراسي المدرجات التي يبلغ عددها 30 ألف مقعد، ويتم فصل البلاستيك عن الحديد، ليستفيدوا من الحديد فقط، الذي يُباع بأبخس ثمن حيث أن سعر الكيلو الحديد في محلات الخردة يُباع بـ 20 ريال يمني فقط .. أي أن قيمة أكثر من خمسة كراسي قد بُيعت بقيمة 20 ريال يمني فقط، بينما سعر الواحد يتجاوز 40 دولاراً.

أما بخصوص أرضية ملعب الاستاد الدولي فقد تم تقطيع النجيل الصناعي (عشب ملعب كرة القدم) الخاص به، والمستورد من الخارج حيث أصبح بعضه متواجداً في ملاعب شعبية ، ومنه ما هو موجود في المنازل.
وبالنسبة للمولدات الكهربائية الخاصة بالملعب والتي تكفي لتغذية مديرية بأكملها ، فقد تم تشليحها بالكامل كما تم إخراج أحد المولدات وبيعه بأبخس ثمن، بينما الآخر لم يستطيعون إخراجه فقاموا بسرقة العديد من قطعه. . أما بئر الماء الخاص بالملعب، فقد تم سرقة آلات الشفط التابعة له (دينمات الماء)، وحتى الحنفيات، وكل ما يختص به البئر قاموا بنهبه.
من خلال زيارتنا هذه للاستاد الرياضي الدولي الذي يسمى استاد 22 مايو، تأكد لنا تماماً، أن مسألة إعادة تأهيله وترميمه سيحتاج إلى ميزانية كبيرة جداً، تفوق الميزانية التي تم من خلالها، إعادة تأهيله استعداداً لاستضافة بطولة خليجي 20 التي احتضنتها العاصمة عدن في عام 2010م حيث أن الميزانية كانت 6 مليار ريال يمني، والآن ستكلف أكثر ، بل ربما الضعف، لأن كل شيء في الاستاد انتهى.
* مدير الاستاد الرياضي الكابتن (منير الدين حمود) قال لصحيفة "الأيام" : " إن حجم الدمار في استاد 22 مايو الرياضي كبير جداً فكل ما فيه انتهى ويحتاج الاستاد الرياضي لإعادة تأهيل من جديد ، وأتمنى أن يتم تأهيله في أسرع وقت ممكن لأن الاستاد منشأة كبيرة تخدم الشباب والرياضيين في عدن والوطن أجمع .. ولا ننسى أنه احتضن بنجاح كبير بطولة كأس خليجي 20 التي لم تقم في بلادنا، إلا مرة واحدة ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى