كفى.. ارحموا عدن وأوقفوا عبثكم..!!

> أحمد عبدربه علوي

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
لم تعد بلادنا في استطاعتها أن تتحمل المصائب والمحن فوق ما تتحمله الآن، وما تعاني منه وما يدور فيها من قبل أشخاص منهم من يتحدث عن نية حسنة وتراه يسهم في نشر شائعات ضد بلاده، فيقلل من شأنها وشأن أهلها، ومنهم من يلعب دوراً مخرباً عن نية سيئة ولأسباب خاصة ضيقة سياسية أو شخصية ومنهم من يقبل أن يبيع ضميره وأخلاقه وشرفه ويلوث سمعته وسمعة عائلته بالعمالة أو الخيانة السافرة لجهات معادية تئن مما يفعله بها الجاحدون من أبنائها الذين لا يريدون لها عافية ولا أمن واستقرار.
تلاحظ بين حين وآخر البعض من هؤلاء ضعفاء النفوس يطلقون الشائعات المغرضة لهز استقرارها، وتارة يريدون خنقها بافتعال تصريحات وبيانات وأعمال غير معقولة ولا لائقة، وتارة يرتكبون جرائم كبرى في حقها بأحداث تخريبية أو بلبلة ودعايات كاذبة وفوضى لا تخدم المصلحة العامة للوطن والمواطن. كما تلاحظ أن هناك أشخاصا ممن يعيشون بيننا بلغت فيهم درجة خلافهم السياسي مع أصحاب القرار في وطنهم إلى درجة أنهم يفرحون بحلول الكوارث في الوطن، لا لشيء إلا نكاية في هؤلاء الذين يجلسون على الكرسي وتشفياً فيمن تشيع لهم ودعا إلى وجودهم.
على كل واحد منا أن يتقي الله في وطنه وشعبه، وأن يفرق بين كراهيته لمسؤول وبين الإضرار بالوطن، وبين حقده على نظام ما أو معاداته له، وبين تخريب وتدمير البنية التحتية للبلاد واستعداء العالم على وطنه.. ويتوجب على الكل مسؤولا كان أو مواطنا عاديا أيضاً أن يطبق مبدأ "حب الوطن من الإيمان"، وإدراك أن المسؤولية الحكومية تضامنية، لا يمكن لليد الواحدة أن تصفق.. كما أن هناك شعار يتداوله الناس وهو “كل مواطن خفير” أي حارس، كل واحد منا مسؤول مهما كان محبطاً.
علينا أن نتبع الحكمة التي تدعو الغني إلى خدمة وطنه بالمال والقادر بالعمل والأديب بالقلم والمجاهد بحياته...إلخ.
سألت زميلي: ما الذي جرى لنا؟ لماذا تتوالى الكوارث علينا؟ كلما خرجنا من كارثة أو محنة حلت كارثة أخرى؟ ما السبب؟.. أجابني على الفور: السبب في ذلك الجهل والحقد والفساد والنوايا غير السليمة وغير الصادقة، ثم استشهد بقول الله تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً)، وهذه حقيقة.. فالحروب تتوالى والخراب والدمار عما البلاد والمآسي وويلات الحروب متواصلة منذ الحرب الأهلية بين رفاق السلاح ومن ثم ما تسمى خطوة 22 يونيو 1969م التصحيحية، وهي في الأساس خطوة خراب وتدمير (شيوعية).
وهناك كوارث حروب كثيرة شهدتها بلادنا (الجنوب)، حرب 20 يونيو 1968م، وحرب 13 يناير 1986م بين قبائل الجنوب، وحرب غزو حكومة الشمال في 7 يوليو 1994، والحروب متواصلة، بما معناه مزيداً من الخراب والدمار.. سوف تظل هذه المشاهد المأساوية متواصلة إلى أن يحكم الله خير الحاكمين.
مواجهات قتالية بين أبناء الوطن الواحد (مُنكر ما بعده مُنكر).. إننا إذا لم نراجع أنفسنا ونعالج عيوبنا ونتلافى سلبياتنا فنحن مهددون ولاشك في كل لحظة بسبب أن البعض منا عنده مناعة ضد الفهم واللامبالاه بحياة الناس.
علينا إعادة تعمير ما خربته الحروب السابقة واللاحقة، وأن نتسلح بالأخلاق كمبدأ أساسي في العمل والتعامل، لكن للأسف أصبحنا نئن من كثرة الأحداث وتوابعها في المرحلة الراهنة، كلما حلت أزمة وكارثة حلت غيرها، وأصبح المواطن الغلبان في صراع في كيفية قضاء يومه مرتاح البال دون قلق أو توتر، وكيفية النوم قرير العين.. الواقع والوضع الذي نحن فيه لن يتغير بتغير وزير أو وزراء بالكامل أو حتى بتغيير رئيس جمهورية، فالمشكلة الأساسية تكمن في غياب الضمير والرقابة الذاتية لكل واحد فينا وتوفر النوايا السليمة الصادقة، فلو أن كل مواطن حاسب نفسه وراعى ضميره وأخلص النية فإننا لا نحتاج إلى من يحكمنا.
تعالوا نفكر معاً قبل حدوث بشكل يومي في طول وعرض البلاد اقتتال وخطف ونهب أراض ومحلات صرافة وبنوك وأعمال إجرامية ضد الآمنين العزل وغير ذلك من الأعمال الإجرامية..
هل يتم ذلك عن طريق الصدفة أم أنه مخطط ينفذ لخلخلة الأمن وإقلاق السكينة العامة وعرقلة جهود البناء والتنمية والإصلاحات، ولإفشال وعرقلة جهود الجهات المختصة في مكافحة الفساد وترتيب البيت من الداخل وهي أولى خطوات البناء السليم للمستقبل.
ومن يتمنون ويمنون أنفسهم بأن تبقى بلادنا عليلة طول الزمن، ويسعون للعبث بها وجعلها مترنحة ضعيفة تعيش في فوضى وخوف فهم واهمون، فالله حاميها وشعبها واعٍ لكل المكائد والمحن والفتن والخطط الجهنمية.. اللهم اجعل بلدنا آمناً مطمئناً..!!
كلمتنا هذه نقولها للحظة والواقع الذي نعيشه وليس للشماتة.. وعلى العابثين الجاحدين لعدن أن يكفوا أيديهم عنها ويرحموها، أولئك الذين جعلوا البلاد على شفير الهاوية..
أحمد عبدربه علوي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى