لمن القرار يا سيادة الرئيس؟

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل محمد القميشي
مقبل محمد القميشي
كلنا يعلم تعدد الحكومات في اليمن، وتعدد الجيوش، وتعدد الميليشيات، وتعدد الرؤساء، حتى المبادئ متعددة في اليمن.. ولا استغراب في ذلك طالما والأمور تمشي هكذا أمام الرأي العام المحلي والعالمي دون استحياء. وربما الكثير يوعز ذلك إلى الوضع الحالي والظروف الحاصلة، لكننا نحن كشعب لا يرضينا ذلك العذاب طالما وهناك ناس تأكل عسل وناس تأكل بصل.
وفي ظل هذا كله لابد لنا من أن نتساءل: لمن القرار؟ ومن يحكم من في هذا الوطن؟ ولماذا ضاع العقل والبصيرة، وضاعت الحكمة التي يتصف بها اليمنيون؟ من وجهة نظري ما فيش داعي للتفصيل حول تلك المسألة، لأن السبب هم اليمنيون أنفسهم الذين عبثوا ببلادهم على مر تاريخهم الطويل، ولذلك عليهم أن يتحملوا العواقب مهما كانت نتائجها. الحرب مستمرة وستستمر حتى تحقيق أهدافها، والخسائر تتوالى من كل الأطراف، لكن الغريب في الأمر أن الحرب في اليمن كأنها غير موجودة، فالأمور عادية، رغم ضراوة الحرب وخسائرها.. عندما تشاهد إعلام صنعاء تفتكر بأن الدنيا عوافي عندهم، وإذا سألت أحدا آتٍيا من هناك يقول لك ما فيش حاجة، الحركة عادية والأمن موجود، والإرهاب ما فيش.. طبعا نحن بعيدون عن الحقيقة وعن أخبار صنعاء، لكننا على دراية تامة أن الواقع يقول شيئا آخر عن الحرب مهما حاول البعض إنكار خسائرها من كل النواحي، باستثناء الإرهاب الذي لا يمكن أن يكون موجودا في صنعاء طالما وهي تحكمها ميليشيات إرهابية، فإرهاب فوق إرهاب ما يركب.
أما في الجنوب فحرب من عدة نواحي، حرب الإرهاب، وحرب اقتصادية، وحرب إعلامية، وحرب إبراز عضلات بين القوات المتواجدة في عدن بكل مسمياتها، وحرب النهب والفيد بحماية عسكرية، بالمختصر المفيد في الجنوب حرب حقيقية ولا تعرف العدو من الصديق فيها، في الجنوب كان من المفروض أن تكون المناطق المحررة قد قطعت شوطا كبيرا من ناحية البنية التحتية وترميم ما دمرته حرب الحوثي، من أجل وضع حد لمعاناة المواطن المتكررة، هذا أولا. وكان من المفروض أيضا استتاب الأمن في ظل وجود قوات متواجدة كبيرة محلية وخارجية في عدن، وهذه القوات مكتملة الأركان ولا شيء ينقصها، ولكنهم مع الأسف (سلطة ومجلس انتقالي) ركزوا على أمور لا تفيد المواطن بشيء واستغلوا السلطة وأصبحوا يخافون على مناصبهم أكثر مما يخافون على الوطن ومصلحة المواطن.
الكل في الجنوب ركزوا على ترتيب وضعهم الخاص، ما حد بريء منهم، هذا أكيد والدليل وجود عائلاتهم كلها في الخارج، وفي المستقبل ستظهر النتائج صحة كلامي هذا. الشعب فقط هو المظلوم.. ثلاث سنوات مرت مؤلمة ومظلمة على الشعب اليمني كله، ولاتزال الأمور معقدة، أزمة شرد فيها المواطن البسيط وارتاح فيها المسؤول الكبير، أزمة لا تعرف لها نهاية ولا بداية، يكتنف أبطالها الغموض رغم ظهور الخيانة والهيانة من أول مراحلها.. وتلك الأزمة أصبحت مفروضة على الكل ولابد من بقائها.. أعتقد هكذا تقول المؤشرات، وحتى وإن انتهت الحرب ستبقى المعاناة سنين عديدة، وسيظل اليمن يحاول النهوض لكنه لن يستطيع أن يقوم خلال خمسين سنة قادمة، وسيبقى عائشا على المساعدات الخارجية كما سبق وتعود عليها في الماضي.
والسؤال الأخير هنا: هل من منقذ لليمن؟ فهو يعيش في أسوأ مراحل الضياع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى