«الأيام».. أمانة الكلمة ومهنية العمل

> فارس حسين السقلدي

>
فارس حسين السقلدي
فارس حسين السقلدي
لا يخفى على كل قارئ ومتابع وسياسي وناشط وإعلامي ما تعرضت له صحيفة «الأيام» الغراء في زمن ونظام كان لا يعي معنى الحرية وأبسط مقومات الديمقراطية آنذاك، منتهجا في الوقت ذاته سياسة القمع والتنكيل وتكتيم وتقييد الأقلام والحريات بما فيها الوسائل الإعلامية، إلا أن قوة القلم وقول الحقيقة وأمانة الكلمة ومهنية العمل كسرت بل وحطمت جبروت ذلك النظام وسياسته القمعية ومآربه بما فيها حكم الفرد وذاته.. فصحيفة «الأيام» واحدة من تلك الأقلام الحرة الشريفة والنزيهة واللامعة التي سطرت بصفحاتها أروع ملاحم النضال وأسمى معاني الحرية ببسالة وصدق الكلمة من منطلق الإيمان بالقضية والوطنية وإيجابية العمل بحيادية ومصداقية وموضوعية نقل الخبر في بلاط صاحبة الجلالة والمهنة الشريفة دون انحياز.. وتأبى «الأيام» إلا أن تكون كما هي بتغطيتها للتظاهرات والمسيرات السلمية والمهرجانات والفعاليات الجماهيرية المنددة بنظام حكم الفرد وكهنوته الذي عصف بالبلاد والعباد طيلة حكمه واحتكار شعب بأسره.
لقد لعبت صحيفة «الأيام» دورا هاما ورياديا في رفع مستوى حجم القضية الجنوبية وتضحيات الشعب الجنوبي الذي خرج مطالبا بحقه وحقوقه، فكان لها فضل كبير ودور إيجابي في رفع مستوى الوعي والثقافة والتنوير في نقلها وتغطيتها المستمرة والمتواصلة التي لا زالت حتى يومنا هذا.
وعلى النهج نفسه الذي سار عليه مؤسسها الراحل محمد علي باشراحيل (طيب الله ثراه) منذ تأسيسها الذي كان له فضل تأسيس الصحيفة وشرف المهنة السامية لريادة الحركة التنويرية والثقافية للمجتمع في تلك الحقبة الزمنية.. وعليه أيضا سار أبناؤه في العمل وتولي إدارة تحرير صحيفة «الأيام» الموقرة، وإن كانت هناك ظروف وعراقيل إلا أنها شامخة في سماء الكلمة المدوية ملامسة في ذلك عنان السماء، فأشعلت في طياتها وصفحاتها نظام (المخلوع)، ودقت ناقوس خطر هدد شعبا وعصف به، فألهبت دهاليز الظلم وكل ما يدور في أروقة نظام المخلوع الذي لا يعرف حقوق الفرد والإنسانية من منطلق إيمان وثقة ويقين في حيادية تامة في نقل الكلمة وتوظيفها دون انحياز أو محسوبية.
وهكذا هي «الأيام» ستظل كما عهدناها فاتحة صدرها الرحب لكل شرفاء الوطن والأقلام الحرة، لنقل قضايا شعب وهموم وطن، فبتعاون الجميع وتضافر الجهود يكمن بناء ومستقبل الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى