فرح.. طائر الفينيق: عودي إلى عدن!

> رضية شمشير علي

>
رضية شمشير
رضية شمشير
التقيتها مصادفة وأنا أغادر مدينة (أحمد أباد) في طريق عودتي إلى عدن.. تحدِّق فيّ مطولاً سائلة: هل أنتِ من عدن؟ قلت: نعم، وأنتِ؟ أجابت: غادرتها مع عائلتي خوفا من البطش والتنكيل والغدر الذي طال المفاهيم في مدينتي عدن، التي عرفت التعايش السلمي بين الأجناس والطوائف المختلفة والقبول بالآخر، رغم اختلاف العقيدة والدين.
واصلت: تركتُ عدن ورحلت أنا وأسرتي في "صنبوق" إلى جيبوتي، المحطة الاولى، ومنها إلى أكثر من دولة، حيث كانت مدينة (أحمد أباد) المحطة الأخيرة.
فرح من مواليد 1979، مديرية المعلا، ودرست الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارسها، حاصلة على شهادة البكالوريوس في تقنية المعلومات من كلية الهندسة.
قلت لها: ما الذي يمنع عودتك إلى عدن؟ قالت: سأعود عندما تعود عدن كما كانت عدن، التي عرفت فيها المحبة والأمن والسلام، أشتم رائحة عدن في غربتي، رائحة الفل والياسمين، وهدير امواج البحر في محيطها الدائري!!
رسالتي إلى الشباب - ذكوراً واناثاً وهم كثيرون - اسعوا جاهدين إلى أن تستعيد عدن (أم المدن) مدنيتها، هويتها، نسيجها الاجتماعي، مكانتها في قلوب محبيها، سارعوا جميعاً، فاليد الواحدة لا تصفق.. هناك من يكتب في الصحافة، وهناك من يعمل منكم بدأب وصمت في إطار منظمات المجتمع المدني، إليهم: عفان، كامل، حسام، مازن، مها، دفاع، رابعة، آثار ، بهية، حليمة، إيمان، إفتكار، باسمة، محمد ، بشرى، وائل، صفاء، وهيب ، بسام، محمد العولقي، الذي يستفزني بكتاباته، ويجعلني أعيد القراءة مراراً وتكراراً لما يكتبه حتى في مجال الرياضة، إليهم أنحني تقديراً واحتراماً لمواقفكم الإنسانية الرائعة، وأقول فيكم ما قاله جبران خليل جبران في نثره:
“لقد أحببتكم كثيراً، وفوق الكثير، قد أحببت الواحد منكم كما لو كان كلكم، وأحببتكم جميعاً كما لو كنت واحداً منكم”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى