أبين.. بين الأمس واليوم

> جهاد عوض

>
جهاد عوض
جهاد عوض
مَن يزر محافظة أبين هذه الأيام، يشهد أمورا تغيرت وأحوالا تبدلت في مظهرها وحياتها اليومية، فقبل تولي المحافظ الجديد اللواء أبوبكر حسين سالم مهام عمله في مارس 2017م، كانت أبين تعيش أوضاعا مزرية، ويندى لها الجبين، يخيم عليها الإهمال والتهميش في شتى المجالا، من جراء الحرب المدمرة، لأطراف جعلوها ساحة لصراعاتهم وأحقادهم المريضة، ولا تريد الخير والأمان لها.
فحاول جاهداً، برغم الظروف الصعبة والإمكانيات الشحيحة والمخاطر المحدقة من حوله، إعادة ترتيب بيتها الداخلي، من خلال إلزام المدراء والموظفين بالدوام الرسمي، وإعادة ترميم وفتح المرافق المغلقة، وتفعيل دورها ونشاطها، وإخراج الباسطين والمحتلين للبعض منها.
حجز له عددا من الغرف التي بقيت ولم يطلها دمار في حروب القاعدة والحوثي في ملعب خليجي 20، وجعل له منها سكنا وإدارة، يداوم ويباشر عمله فيها، بل لم يكتفِ بهذا، بل نزل إلى المرافق والشوارع وبشكل يومي مساهماً بشخصه مع المواطنين والعمال في أعمال النظافة لتصفيتها من القمامة ومخلفات آثار الحرب.
قام بإعادة تشغيل كل المرافق، فمن محلج القطن إلى تصفية القنوات والنوازع الناقلة للمياه المحرومة من الصيانة من سنوات. وزار المعاهد والمدارس وأغلب المناطق والمديريات وجلس وناقش مع مواطنيها، متلمسا همومهم ومشاكلهم، مما خلق الارتياح والإعجاب بينهم.
كل ما يقوم به يقابله محاولات عرقلته من قبل أطراف في الحكومة تحاول بالخفاء عرقلة مسيرته، بإفشال التزامه التي وعد بها والتشكيك من قدراته ونزاهته وبتنفيذ برامجه لتغيير الوضع في أبين وانتشالها من وضعها المزري، كما هو معلوم عانت أبين ما لم تعانه أي محافظة، وتألمت من الحرب وقاست كثيرا.
واليوم تتبدل صورتها ومنظرها، تدب الحياة في أوصالها، بدت تكتسي لونها الأخضر كما عُرف عنها بعودة زراعتها، حيث الحياة التعليمية مستمرة ومستقرة، والأمن شبه مستّقر فلا اغتيالات أو تقطعات إلا فيما ندر، تم مطاردة والقضاء على الجماعات المسلحة بمسمياتها المختلفة.
أصبحت أبين اليوم مأوى وملجأ للمهجرين والنازحين من الحرب من المحافظات الأخرى، حيث المئات من الآسر وجدت الأمن والأمان وتلقى المساعدة لتحاول أن ترد الدين للآخرين لمن أحسن وقدم لأبنائها المساعدة في وقت محنتها.
نأمل من الحكومة إيفاء وعدها بتنفيذ المشاريع مثل إيفاها ببناء جامعة أبين باعتباره صرحا علميا واستراتيجيا، وكذا بناء واستكمال مشاريع الكهرباء والزراعة كاستكمال سد حسان وغيره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى