مفاوضات.. تحت النار

> نجيب صديق

>
نجيب صديق
نجيب صديق
* مع نهاية العام الثالث، وبداية العام الرابع للحرب في بلادي هناك شيئان يملآن العقل دوماً بالشك والخوف.. هل حققت الحرب بأعوامها الثلاثة نهاية حاسمة عسكرية لطرف من أطراف الحرب وصار عنوانا للحكم القادم للوطن.
* وغالبا ما أقول إن هناك بعض الأشياء يجب أن تقال، من المستفيد من إطالة أمد الحرب، ومن أتته النعمة والثراء المتزايد الذي يمكنه من الاحتفاظ بديمومة الخراب للوطن.
* الحوثيون (أنصار الله) كما يسمون أنفسهم، أوصلونا إلى حالة عداء معهم باختيارهم منهج السيطرة والإلغاء والإقصاء للآخرين واعتناقهم لفكر أرادوا بسطه على كل البلاد، وكانت المصيبة!
* الشرعية.. ويالها من شرعية.. لم تقدم أي ممكن لنطلق عليها شرعية.. فشرعية الفنادق والغرف المغلقة لا تبحث عن حلول لمشكلات الحرب وما بعد الحرب، أو عن حلول لقضايا الوطن.
* إنها تبحث عن المزيد من الثراء والالتهاء بأي شيء، وأكثره التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
* إن من حسن ظن الشعب أنه لا يعطي لهذه الشرعية مكانة، فلا يعول ببقائها أو برحيلها، بل إن الأمر عنده في حال رحيلها أجدى وأنفع من بقائها في الحكم.
* ولنتحدث عن الأحزاب.. هذه الأحزاب التي تطلق على نفسها “الأحزاب الوطنية”.. أعطوني حزباً ليس له أجندة إقليمية أو دولية.
* إن أحزابنا - يا سادة - أحزاب مرتهنة.. لا تملك قرارها ولا تسيطر على واحد بالمئة من الشارع في الوطن.
* لقد كان سيناريو الأزمة والحرب يمثل نموذجاً للصورة التي نعيشها اليوم، والتي كانت ثورة الشباب والحراك الجنوبي عناوين التغيير وإيذاناً ببدء مرحلة جديدة، تعطلت أم توقفت.. اسألوهم.
* ولقد كان واضحاً أمام الناس أن البلاد أمام مفترق طرق، أما التغيير أو الكارثة، وكان لصناع الكارثة أدواتهم وعناصرهم وأسلحتهم.. وكأن الأمر يدبر بليل.. لقد وجدوها بالخلاص من الشعب والوطن فأشعلوا حرباً.
* وعلى الرغم من كل ما تقدم مازال بصيص الأمل يراودني أن ثمة مخارج لابد من أن تبدأ بالحل.. إن مفاوضات تحت النار من المهم أن تجرى.. ومن الممكن أن يصير الحل ممكنا..!
* إن حالة القلق والخوف الشديد التي تسود البلاد فيما إذا استمرت الحرب وعما يجري على أرض الواقع يدفعنا إلى أن نقول إن الموقف الدولي والإقليمي صار اليوم مختلفا تماماً، وأن هذه المرة صارت الأزمة والحرب شأنا داخليا، وهو ما عبرت عنه الأوساط الدولية، بأن ذلك الأمر يثير دهشتنا.. لذا أدعوكم للتفاوض ومن تحت خط النار، وغلّبوا مصلحة الوطن و الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى