في حوار مع «الأيام».. نائب مدير مؤسسة مياه عدن م. فتحي السقاف: المديونية الحكومية تضاعفت وأكثر من 40 ألف مستهلك غير شرعي

> حاوره/ رعد الريمي

> قال نائب مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن، لشؤون المياه، م. فتحي السقاف إن الصيف الجاري سيكون أفضل، وذلك بفضل ارتفاع منسوب المياه في الحقول والآبار الى مائة وخمسة الف متر مكعب في اليوم، والتي تغطي معظم سكان عدن بما فيها الأماكن المرتفعة.
وأكد السقاف في حديث لـ«الأيام» أن المؤسسة تعمل على حفر آبار جديدة في حقول مياه ستسهم في انتاجها، مشيرا إلى أنها اليوم أمام تحدٍّ باستمرار تموين المياه خلال فصل الصيف الجاري.
وقال السقاف إن هناك منحة من البنك الدولي لصيانة خزان البرزخ الخاص بالمديريات الثلاث: صيرة والتواهي والمعلا، بمبلغ مليون ومائتي ألف دولار.
ونفى فتحي ما يتداول من حفر لآبار بطريقة عشوائية من قبل المؤسسة تضر بالحقول والآبار الموجودة، مؤكدا أن هناك آبارا جديدة سيتم إضافتها إلى الحقول السابقة..
وشكا التجاوب الضعيف من قبل المؤسسات الأمنية إزاء البناء العشوائي الذي بات اليوم يضر بالآبار، داعيا إلى تخصيص قوة أمنية مرابطة في الحقول لإزالة العشوائيات بشكل عاجل وسريع.
وناشد نائب مدير مؤسسة مياه عدن المواطنين أن يكونوا عونا للمؤسسة لتستمر في عملها بكفاءة، بتوريد ما يستطيعون دفعه شهريا مما عليهم من مديونية للمؤسسة.
ونوه المهندس فتحي أن للمؤسسة اهدافا وخططا وبرامج طموحة تسعى لتحسين ورفع كفاءة الخدمة واستدامتها، وإصلاح المنظومة كاملة. وأوضح أن المؤسسة تستطيع بأهالي عدن ان تنفذ خططها وبكفاءة عالية.
جاء ذلك وغيره في حوار خاص أجرته صحيفة «الأيام» مع نائب مدير مياه عدن المهندس فتحي السقاف.
فإلى نص الحوار.
* هناك تحسن واضح في خدمة المياه لمسه المواطن في جملة من المديريات، هل هذا التحسن عائد إلى كون المؤسسة ادخلت آليات جديدة أسهمت في تحسين منسوب المياه أم انه بسبب قلة استخدام المواطن للمياه بفصل الشتاء؟
- التحسن بفعل عدة عوامل حيث بدأنا منذُ ثلاثة أشهر بالعمل على رفع منسوب المياه إذ كان ما تنتجه المؤسسة يتراوح من 75-80 الف متر مكعب في محافظة عدن، وعملنا على رفع نسبة المياه والتي تتراوح حاليا من 100 - 105 آلاف متر مكعب باليوم.

* هذا الارتفاع في منسوب المياه عائد إلى أي جانب تحديداً؟
- هناك آبار تم تشغيلها أضيفت إلى الآبار السابقة رافق ذلك اهتمام في العمل خلق انعكاسا ايجابيا، وهذا عائد إلى الجهود الإدارية وكذا عودة عمل فرق الصيانة والتي بدأت تعمل على مدار الساعة، ولهذا تحدث نتائج إيجابية، بالإضافة إلى عوامل ساعدت على ذلك كاستقرار خدمة الكهرباء والتي يعتبر تواصل عملها عامل مساعد بالإضافة إلى توفر الوقود واستقرار التموين في المحافظة بشكل عام، وهذه من العوامل التي عملت بشكل إيجابي بتحسن خدمة المياه بالمحافظة.
* هل ممكن نعتبر وصول منسوب المياه إلى 100 ألف متر مكعب سقفا ثابتا لا يمكن ان تتراجع عنه مؤسسة المياه إذ ما تراجعت مسببات استقراره؟
- طبعا لا يمكن أن يتراجع منسوب المياه عن 100 الف بل على العكس نحن نتطور، وللإيضاح هناك في بئر ناصر بمحافظة لحج 43 بئرا متبقية 3 آبار سيتم تشغيلها مع بداية الصيف، وهناك 34 بئرا في بئر أحمد من ضمن 46 بئرا سيتم تشغيل البقية قريبا، كذلك معنا في بئر المناصرة 20 بئرا تبقت سبعة آبار سيتم تشغيلها بإذن الله قريبا.. ما يعني أن الصيف الحالي سيكون أفضل بإذن الله، والذي نامل أن تتناسب خدمة المياه مع طبيعة الاستخدام وسيزيد منسوب المياه حينما يتم تشغيل ما تبقى من الابار.

وهناك منحة من الصليب الأحمر خاصة بمحركات جديدة غير انها لم تصل حتى اليوم ونحن على وعد بوصولها في الشهر الجاري والتي سيكون لها أثر كبير في تشغيل بقية الآبار، عدا ما ادخل من هذه المضخات للعمل حيث بدأت مؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في عدن بتشغيل مضخات المياه في حقل المناصرة وبئر ناصر بتمويل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وقد سخرت لمشروع المياه والصرف الصحي، في إطار تحسين أوضاع السكان وتطبيع حياتهم.
كما تم توفير 15 مضخة غاطس لثلاثة حقول تم تركيب وتجهيز وتشغيل 8 مضخات منها في حقل المناصرة ومضخة في بئر ناصر، مما أدى إلى ارتفاع كمية ضخ المياه من 12 ألف متر مكعب إلى 20 ألفاً، ما احدثا تحسنا كبيرا في كميات المياه المتوافرة، ومعالجة كثير من الصعوبات التي كانت تواجهنا في العام الماضي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
* هناك وعود بصيانة أكثر من خزان في المحافظة كيف مضت مؤسسة المياه بتنفيذ هذا المشروع؟
- بالمناسبة نحن الآن نقوم بصيانة خزان كابوتا حتى يتم تشغيله في الصيف الجاري، وهناك خزان هدم أيام الحرب، وهناك منحة من البنك الدولي بمليون ومائتي ألف دولار، لإعادة صيانة خزان البرزخ.
* ماذا شبكات المياه في الممدارة وقرية الرعب بالتواهي والدرين تكاد تكون مدمرة وذلك بفعل السلوكيات الخاطئة من قبل المواطنين بسبب شح المياه؟
- لا يمكن القول ان شبكة المياه في المناطق التي أشرت إليها مدمرة ونقر بوجود ربط عشوائي في اماكن كثيرة كمنطقة الممدارة ومنطقة بئر فضل ومنطقة العريش والصولبان ومنطقة اللحوم وهي مناطق غالبا تقع في أطراف عدن وتعاني من الربط العشوائي والسلوكيات المخالفة بسبب ضعف المياه.
و يعمد المواطن بغرض الحصول على المياه بالحفر والبحث عن النقطة الرئيسية "الركزات" الخط الرئيسي لأنبوب المياه الواصل من المؤسسة ويقوم بتركيب المضخة الخاصة به غير ان امثال هذه السلوكيات ستتلاشأ وتنتهي متى ما ارتفع منسوب المياه.
وفيما يخص قرية الرعب بالتواهي، فقد قامت المؤسسة بتركيب مضختين الأولى في رامبو والثانية في العروسة لتحسين وصول المياه للقرية واعتقد اننا وفقنا في ذلك.
* هل اختلطت مياه الشرب بمياه المجاري في بعض المناطق بالمديريات؟
- كانت هناك مشكلة في مديرية دار سعد واعتقد ان قسم المجاري بالمؤسسة تجاوزها بعد تنفيذ مشروع معني بهذه المشكلة من قبل منظمة ميرسي كور وفي حال وصول أي بلاغات من قبل المواطنين فإننا على الفور ما نُسير الفرق لعمل الازم وفحص المياه.
* هل مازال المواطن المستهلك لخدمة المياه (السكني) بخلاف التجاري مصرا على عدم دفع قيمة رسوم الخدمة؟
- نعاني انحدارا رهيبا في مستوى سداد الفواتير إذ تبلغ نسبة من يدفع من المواطنين من 5-7 % من إجمالي (93 %) والبالغون 119 ألف مشترك ومستهلك لخدمة المياه من المواطنين، فيما يبلغ من يقوم بالسداد بالنسبة للمستهلك التجاري 80 %، وتبلغ مديونية المؤسسة أكثر من 8 مليار مع العلم ان هناك مستهلكين غير شرعيين يصل عددهم الى اكثر من 40 الف مستهلك.

* كيف تعاملت المؤسسة بالنسبة للمديونيات الحكومية ؟ وهل هناك تقاعس من قبلهم في سداد المديونية التي ستسهم في مساعدة المؤسسة؟
- بالنسبة للمديونية الحكومية فيتم دفعها مركزيا من المالية إذ كان من سابق يتم الدفع من صنعاء والآن يتم عبر المالية وهو موقف، وحتى المخصص المالي من الحكومة لا يتناسب مع المرافق نفسها.
وإليك توضيح ذلك مثلا يتم التخصيص لجميع مرافق الصحة استهلاك 20 مليون غير انه واقعيا تستهلك هذه المرافق الضعف 40 مليون فتقوم المالية بدفع المخصص وما زاد بفعل تجاوز الاستهلاك يتم تحويله لمديونية وهي اليوم بالمليارات.
* هل قصرت المؤسسة في اقامة حملات توعوية إلى جانب المنظمات الدولية لتوعية المواطن بضرورة دفع رسوم خدمة المياه؟
- لم تقصر المؤسسة إذ أسهمت في توعية المواطن من خلال تنظيم جملة من الحملات والالتقاء بالخطباء والفاعلين المحليين، ولكن للأسف لا حياة في من تنادي..
مع العلم ان المؤسسة لم ترفع سقف الدفع من قبل المواطنين بل طلبت بالمتيسر دفع (1000) ريال فقط في الشهر وهذا بالنظر لحال الناس مبلغ زهيد ومقدور عليه وسيعود بالأخير على المواطن بالنفع من خلال تحسين منسوب المياه ووصول الخدمة إليه بشكل أفضل حيث لو اسهم المواطن بالدفع خلال الثلاثة الأشهر الماضية لتمكنا من تجاوز ازمة الصيف، إذ مازلنا بحاجة إلى حفر 10 آبار غير اننا لن نتمكن بفعل ضيق الوقت.
* هناك تحذيرات من مهندسين مهتمين ان مؤسسة المياه تمارس الحفر لآبار مياه بشكل عشوائي؟
- لا، بالعكس تماماً، نحن لا نحفر إلا في الاماكن التي فيها مياه، فحينما نحفر في بئر فهذا لأن الحقل موجود ومعروف من ضمن ناتج الابار ومنسوب المياه في الآبار السابقة مؤشرات تأخذ بعين الاعتبار. فإذا ما أشارت الآبار القديمة إلى نسبة نضوب او هروب المياه فيها فإننا نتوقف، لكن الحمد الله كل المؤشرات في بئر المناصرة وبئر احمد تشير إلى امكانية حفر المزيد ومازال انتاج المياه في تصاعد.

* هل أسهمت المؤسسات الأمنية بالعاصمة عدن في مساندة مؤسسة المياه لمكافحة البناء العشوائي بالقرب من حقول الآبار؟
- نعاني من مشكلة قائمة وهي مشكلة ليست آنية بل مستقبلية وهي البناء العشوائي بالقرب من الآبار، وما يجب ان يفهمه المواطن هو أننا مؤسسة خدمية ولسنا امنية ونحن لا نستطيع تجاه امثال هذه المشاكل سوى تقديم البلاغ للجهات الامنية ومتابعة المؤسسات الأمنية، ولكن للأسف الشديد التجاوب من قبل المؤسسات الأمنية ضعيف وخاصة في بئر احمد، وهناك وعود بتنفيذ حملة لإزالة العشوائيات ولكن حتى اليوم لم تتم.
ما نأمله تشكيل قوة أمنية مهمتها حماية الحقول وأن تتخذ من الحقل موقعا ترابط فيه، وان تدعم تواجدها وقوتها بمعدات وآليات عسكرية للتدخل السريع لتنفيذ الهدم والإزالة لأي بناء أو استحداث، ونحن في صدد عقد لقاء مع محافظ محافظة لحج اللواء أحمد التركي لمناقشة حماية بئر ناصر.
* هل مؤسسة المياه تعاني من عمالة فائضة الأمر الذي يكلف المؤسسة صرفيات مضاعفة؟
- يجب أن ندرك شيئا أن زيادة عدد الموظفين ليست سلبية بل على العكس إذا ما تم استخدام هذا العدد من الموظفين بالشكل السليم، فالمؤسسة تمتلك عدد (2060) عاملا وموظفا، ونحن مؤسسة كبيرة ومترامية الاطراف تبدأ من جنوب عدن "شعب العيدروس" حتى غرب عدن «مدينة عمران» بمديرية البريقة إلى شمال عدن "بير ناصر الفيوش" وهناك منشآت في لحج تابعة لمؤسسة مياه عدن تقع في بئر أحمد.
حاوره/ رعد الريمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى