الجزيرة.. تقطع الشك بالعصيد..!

> علي عبد الكريم

>
علي عبد الكريم
علي عبد الكريم
وانبرت الجزيرة تفتح بعد الممات الملفات وعلى كل اشكال التلون والاثارة، اعتمدت على ألوان عدة من المشهيات، او لنقل على الطريقة الشامية من “المقبلات”.. فالموضوع شائك وشيق التطلع لمحتوياته التي تثير الكثير لما يكتنفها من غموض والتي لم تكن قطر الدولة/ المشروع/ الأذرع/ الكيان المتداخل في صناعته غائبة ولا زاهدة عن ما به من متفجرات ومؤامرات وتراكمات أموال نهبت من ثروة شعب اليمن... لكن شيء أوان، وقد آن أوان تصفية الحسابات مع الذين تواطوا وتورطوا مع نظام علي عبدالله صالح، ليس حبا باليمن وشعبها ولكن نكاية بالذين تراهم قطر اليوم أعداء وكانوا بالأمس القريب إخوانا أحبابا.
لكن مخرج الروائع الذي استعانت به قطر ليخرج الفيلم كان مخرجا للروائع على شاكلة المخرج حسن الإمام مخرج روائع الردح وهز الخصر والاجناب متاجرا بالسوق ليس بحثا عن القيم ولكن لتحقيق ارباح لغرض في نفس يعقوب، لان اليمن ليست هي من تهمه مصلحته ولا جراح ودماء اليمنيين التي تسيل هي المراد.
وعلى طريقة هوليود وسينما سنجام الهندية المثيرة للخيال يشطح بنا التقرير يغرد يستعرض العضلات، وعبر شهود زور صمتوا دهرا ونطقوا كفرا وكأن صالحا حسب وجهة نظرهم كان صالحا حين كان يحكم أو كان نبيا مرسلا، هم كانوا (ضُمْدا) بحقله يحرثون، تحالفوا معه آزروه سواء كانت قطر الدولة أو الذين اتكأ عليهم المخرج وصالح نفسه وزمانه كشهود بعضهم قال ما ينبغي ان يقال وبعضهم صمت حين كان شريكا و خصما حين صار على خلاف وليس على اختلاف مع نظام صالح، ولما قويت شوكته كحزب انبرى بعد فوات الاوان، وأقصد بذلك أصحاب الحزب الذي استعان به المخرج وليس بغيرهم مع من في بلادنا من يقال عنهم ذوي رأي سديد..
ماذا يريد الفريد هيتشكوك الريكيك الذي أخرج هذا المسخ يتاجر به على حساب مصالح اليمن وثرواته المنهوبة.
نظام صالح كان نظام قتل وفساد دمر البلاد من اقصاها إلى اقصاها، والآن والشعب اليمني يقتل وبلاده تدمر وجغرافيتها تسرق وصراعات المصالح تتمدد كي تقطع اوصاله تأتي الجزيرة بأحلامنا تتاجر وتتبختر، لأن الجزيرة المحطة حليفة لحزب سياسي، هل الساعة آنت كي نطلق السيف المأسور من غمده للحساب، وآنت لحظة الحساب التي ستصفي قطر حسابتها على حساب شعب اليمن أم أن الوقت قد آن كي يقف الشعب أمام كل الملفات وأمام كل الاحزاب والتي ممارساتها سينكشف كما انكشف اليوم أن الهدف الكامن وراء اهداف فتح الصندوق الاسود لصالح ونظامه لم يكن يهدف لخدمة شعب اليمن ولكن مؤشر البوصلة وفقا لمجريات الصراع في المنطقه والاقليم إنما تسعي لضرب اكثر من عصفور بحجر، فالدور القطري مشبوه دوما في بلادنا وليس دوره دور ملاك طاهر والاخرون بالاقليم شياطين كلهم أسهموا بتدمير اليمن ووحدة شعبه ووحدة أراضيه، كلهم أسهموا عبر سنوات طوال في تدعيم نظام صالح واعادة انتاجه اكثر من مرة بحجة كاريزميته وقدرته على ضبط رقص الثعابين التي كان يفرخها تحت مخدعه وبمساندة ودعم من كانوا يملكون مفاتيح صندوقه الأسود والآن بعد أن اختلت موازين القوى وفقد الرجل مصادر سحره طبقوا عليه “وأما من خفت موازينه”.
لا نريد لقطر ان تزايد على فساد حاكم كان وثيق الصلة بها ولا نريد لها ان تصفي حساباتها وخلافاتها مع دول التحالف العربي، اذ هي شريكة كانت في وأد ثورة 11 فبراير التي شكلت قراءة جديدة في سفر ثورات اليمنيين واتت عليها المبادرة الخليجية لنصل إلى ما نحن فيه، ولا نريد المزايدة بالقول والسعي لاعادة انتاج نظام صالح وتفريغ العقوبات من محتواها وفي نفس اللحظات يعاد تجييش اولاده واقاربه ويتم المتاجرة ببقايا حزبه... لو كان مخرج الجزيرة محترفا للصدق في تعامله مع قضايا الشعوب لقدم ملفا موثقا للمبعوث الاممي الجديد تمكنه بالدلائل من استعادة اموال صالح لبناء ما دمرته الحرب لاحقا.
يبدو ان المخرج قد استهوته لعبة اجهزة الام سكس وفبركات اسكتلانديارد وهي تؤجج ملف العميل المزدوج الروسي سكريبال الذي لو كانت موسكو راغبة بقتله لتخلصت منه وهو قابع لديها.
رحمة يا جزيرة محمود شكوكو ذلك الفنان المبدع حقا كان حقا يلعب دور البلياتشو لكن ليس استغفالا ولا استغلالا للناس، ولكن نقدا لمزريات أوضاع مجتمعية يسعي لتغييرها قدر دوره المتواضع، أما دور الجزيرة ومخرجها الهمام فما قدمه من مسرح العبث القاتل خواء وكان للذين انتظروا وشاهدوا غثاء لن يمكث في الارض ولن تتقبله حتى تلك العقول التي جرجرها أو يحاول جرجرتها للجنان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى