الشارع العربي يتطلع لقمة الرياض

> أحمد عبدربه علوي

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
يتطلع أبناء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج إلى مؤتمر القمة العربي، الذي سيعقد في الرياض يوم الأحد الموافق 15 أبريل 2018 الجاري، يتطلعون إليه آملين وراجين أن تخرج عن المؤتمر قرارات تاريخية طال انتظارها، قرارات يلمس أبناء هذا الوطن العربي نتائج ملموسة لها تنعكس بشكل واضح على حياتهم وعلى قضاياهم المصيرية، لا قرارات تظل حبراً على ورق، لا تسمن ولا تغني من جوع.
ينتظر أبناء هذه الأمة أن يتخذ القادة العرب قرارات واضحة لا لبس فيها ولا غموض بدعم السعي إلى حل مشاكل الوطن العربي وما أكثرها في يومنا هذا.. نريد من القادة العرب أن يثبتوا للعالم بأننا خير أمة أخرجت للناس، وأن لدينا كل الإمكانات الطبيعية والبشرية لكي نعتمد على انفسنا ونعيد لهذه الامة امجادها من جديد.
عيب وكل العيب أن أصبحنا اضحوكة للعالم ومثار تهكم دائم، فمن غير المعقول أن نملك كل هذه الثروات من بترول وثروات طبيعية أخرى كثيرة ونستورد حتى ملابسنا الشعبية وغيرها من الخارج، ومن غير المعقول أن نبقى شعوباً مشرذمة ممزقة الأصول لا حول لنا ولا قوة، نتسابق لترضى عنا الكثير من الدول الاجنبية الاخرى، ومن غير المقبول أن نبقى ننهش في لحم بعضنا بدلاً من أن نجند إمكاناتنا للعمل والبناء والإعداد لأجيال المستقبل.. كما نأسف أن لا نحل قضايانا من دون أن نقحم الدول الاجنبية في حلها.. فأمتنا أمة عظيمة وقادرة على تحقيق المستحيل، لكن تنقصها الإرادة والإصرار، وينقصها القلوب صافية المخلصة لتتجاوز خلافاتها وصغائر الأمور، أمة تحتاج إلى قادة أقوياء قادرين على تحريرها من نفسها أولاً ثم من التبعية والانكسار.
إن الأمل يحدونا جميعاً بأن يتخذ مؤتمر قمة الرياض قرارات جريئة وقوية، فنحن أمة إما أن نكون أو لا نكون، فهذا الزمن يمضي في غير صالحنا، وأملنا معقود اليوم على قادتنا الافاضل لكي يحررونا ويحرروا امتهم ويعيدوا كتابة تاريخها من جديد ليصبح تاريخاً مشرقاً مضيئاً نفاخر به العالم أجمع.
باختصار.. الدول العربية تحتاج للوقوف أمة واحدة في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجهها. إن الشعوب العربية تتوقع قرارات قوية ترقى إلى مستوى الاخطار التي تحيق بأمتنا حتى تجتاز هذه الفترة العصيبة من تاريخها.
ويمكننا إفصاح القول بأن انعقاد القمة العربية يشكل إنجازاً في حد ذاته، حيث يعكس حرص القادة والزعماء العرب على الحفاظ على الحد الادنى من التضامن العربي والعمل المشترك لمواجهة التحديات المتزايدة أمام الامة العربية، خاصة في ظل المرحلة الصعبة الحالية التي تمر بها الأن أمتنا العربية. تتجه انظار العرب والعالم بأسره في هذه الفترة الحرجة إلى العاصمة السعودية الرياض حيث ستعقد القمة العربية فيها، نترقب ما ستسفر عنه مناقشات الملوك والرؤساء العرب حول أهم القضايا التي تشغل المواطن العربي، وتتصدرها الأوضاع المحلية وما تدور من قضايا مهمة ملحة مناقشتها في مؤتمر القمة وأملنا كبير جداً في أن تكلل الجهود المتواصلة التي تبذلها قيادة المملكة العربية السعودية بالتنسيق مع اشقائها قادة الدول العربية لإنجاح القمة في تجاوز الخلافات الماضية الحالية وبدء عهد جديد من الود والتعاون العربي، والخروج بموقف عربي موحد من القضايا المطروحة واتخاذ قرارات عملية وملزمة تحافظ على حقوق الامة العربية وتلبي احتياجاتها، وتتناسب وطموحات وتطلعات المواطن العربي.
دعونا نعترف بأن الموقف الذي يواجهه العرب الان يتطلب ان يكونوا جادين وشجعانا باتخاذ قرارات تجبر بخواطر الملايين من العرب والمسلمين في كل انحاء الارض، الشارع العربي يتطلع للقمة العربية التي تعقد في الرياض خلال الايام القليلة القادمة لبلورة موقف عربي موحد ووضع اليات لذلك..
قمة الرياض المرتقبة حدث مهم للغاية ينعقد في مرحلة تشهد تطورات كبيرة يعرفها القاصي والداني، وهي فرصة كبيرة أمام العرب في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الامة العربية في ظل خطر المد الصفوي الايراني تجاه البلدان العربية يستهدف العرب أيضاً ووجودهم وتاريخهم وثقافتهم وموقعهم الاستراتيجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى