بدر باسنيد كما عرفته

> أحمد يسلم

> صعقت لسماعي خبر رحيل أبرز رجال الدفاع عن الحقوق والحريات المحامي الشهير الأستاذ بدر سالمين باسنيد، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم، توطدت معرفتي وعلاقتي الشخصية مع الأستاذ بدر من خلال منتدى الأيام الذي يرده كبار رجلات عدن من مثقفين ومحامين وأساتذة جامعات وسفراء وفنانين وقادة..كان منتدى الأيام وما يزال قبلة لكل الرموز الوطنية وفي حضرة صاحبيه الأستاذين هشام باشراحيل، رحمه الله، وأخيه تمام باشراحيل ،كتقليد رائع ورثاه عن مؤسس «الأيام» الراحل الجليل الأستاذ محمد علي باشراحيل، ومما عرفته من خلال ترددي على المنتدى بوجود علاقة ومكانة متميزة تربط الأستاذ بدر بالناشرين تجلت في أكثر من منعطف ومجال.
كلنا يعرف حجم التحديات والمشكلات التي واجهت «الأيام» خلال فترة حكم المخلوع صالح، والتي بلغت ذروتها بالحصار العسكري الغاشم ومن ثم اقتحامها بعد قصفها ما أسفر عن استشهاد حارسها سلام اليافعي، وما نجم عن ذلك من اعتقالات وتنكيل ومضايقات ومحاكمات لا أول لها وﻻ آخر طالت رموز «اأيام» وطاقمها ومحرريها ومراسليها حين دفعنا الثمن جميعا وما يزال عميد الأسرى الجنوبيين أحمد المرقشي يقبع في سجن صنعاء الى يومنا هذا، وفي كل هذه المحن والمواقف ينبري المحامي بدرباسنيد مدافعا بكل ما لديه من شجاعة وقوة قناعات راسخة في مجابهة الظلم والتعسف وطغيان القوة، وفي كل مرة تجد «الأيام» كصحيفة وطنية مرموقة في بدر باسنيد خير نصير وداعم ومدافع بسلاح القانون وإيمانه بالحياة المدنية التي اتصفت بها عدن منذ عقود خلت حين كانت درة الخليج والجزيرة سباقة في سيادة القانون والصحافة والإعلام والنقايات العمالية وشكل وروح الحياة الحضارية المدنية التي هدمها الغزاة الحاقدون في حروبهم الممتدة منذ عام94م.
ذات مرة وفي محكمة عدن اقتيد اﻻستاذ هشام باشراحيل في محاكمة للكلمة الشريفة والحياة المدنية شكل محامو عدن والجنوب هيئة دفاع عن «الأيام» برئاسة المحامي بدر باسنيد، وكنا حريصين على حضور هذه الجلسات أظهر فيها المحامي بدر وزملاؤه براعة فائقة في الدفاع، وهذا يعود لقدرات وامكانيات فريق الدفاع و مهاراتهم القانونية المتراكمة، فكان المحامي بدر عراب الجلسات بما فرضته شخصيته من وقار وهيبة مع ما يمتلكه من سعة في فقه القانون، وهو الذي مارس القضاء والمحاماة معا. كسبت «الأيام» القضية كما أتذكر. وفي كل المحطات والكلمات التي واجهت الجنوب والجنوبيين كان بدر باسنيد الصوت المدوي والمدافع الصلب والمؤمن بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم وسيادتهم، روى لي في جلسة خاصة حجم المهمة التي اضطلع بها في حرب صيف 94م، وكيف أوكلت اليه العديد من المهام القانونية والحقوقية في مخاطبة العالم عبر إصدار العديد من البيانات والمناشدات لدول العالم والأمم المتحدة، حتى أن البيان الذي أعلنه علي سالم البيض في ليلة 21 مايو 94م قد صيغ بأنامله وفي داره العتيق مما يوحي وقوفه حتى اللحظات الأخيرة منافحا ومدافعا عن حق الجنوب في العودة إلى ما قبل هذه الوحدة الملعونة التي امتزجت برائحة البارود والدم والموت طبقا لشعار الوحدة أو الموت.
وفي الختام نترحم على روح باسنيد الطاهرة، وبوفاته خسر الجنوب وروح دولة النظام والقانون أشهر رجالها الميامين.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أحمد يسلم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى