شخصيات قانونية لامعة

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
قبل أيام غيبت يد المنون المحامي اللامع الأستاذ بدر باسنيد، تلك الشخصية القانونية والاجتماعية المعروفة. والأستاذ بدر- طيب الله ثراه - واحد من كوكبة من الشخصيات القانونية التي كان لها حضور على مدى عقود خلت، ومنهم على سبيل الذكر الراحلون: السيدة راقية حميدان وحميدة زكريا والمحامي سقاف الهادي، وعلي زين وغيرهم من تلك الهامات الرائعة التي تنوع عطاؤها وعرفت بمواقفها الوطنية في الكثير من المنعطفات التي مر بها الجنوب، الحال الذي عرضهم لمضايقة السلطات التي وضعت تلك الأسماء ضمن نطاق اهتماماتها القمعية.
وعلى ما أذكر أن الأستاذ الراحل بدر باسنيد قد تعرض للكثير من المضايقات في السنوات الماضية بحكم آرائه السياسية التي ظلت تعارض قمع السلطات. وكثيراً ما شكلت آراء هؤلاء إزعاجا للسلطات القمعية التي كانت تدرك عمق تأثيرهم خصوصاً من خلال كتاباتهم المعارضة والتي لجأ إليها هؤلاء القانونيون لتعرية السلطات وفضح ممارساتها.. الحال الذي جعل الكثير من أصحاب تلك الآراء يفكرون بدروب الهجرة حتى يتم الإفلات من تلك الممارسات التي ظلت تستهدفهم وتمارس التضييق عليهم.
الراحل المحامي بدر باسنيد وعدد من زملاء مهنته كان لهم حضور ليس على مستوى الجنوب فحسب بل كانوا أعضاء فاعلين في هيئات تحكيم دولية نظراً لقدراتهم المعروفة، ناهيك عن إلمامهم التام باللغة الانجليزية. ورغم تقلص مساحات عطاء رجال القانون بحكم الأساليب التي سادت على مدى سنوات خلت إلا أن قناعات تلك الشخصيات ظلت ثابتة تدعو إلى منع الظلم وسيادة العدل الاجتماعي.
رحيل مثل تلك الهامات يشكل إفراغا لساحتنا من عطاء مدرسة ظل يشار إليها بالبنان، بل هي مصدر ثراء حقيقي لنقابة مهنية ليست كسائر المهن، علاوة على دورها الإنساني والقانوني الذي يسعى إلى تجسيد العدل حتى في أصعب الظروف.
ويحسب لرواد هذه المدرسة التي عرفتها عدن مقاومتها للظلم بكل صروفه.. وعلى أيديهم تتلمذ عدد ليس بقليل من رجال القانون، وهو الوضع الذي ظل على مدى عقود يجسد ثقافة وقناعات أبناء هذه المدينة الحضرية التي يمكن البناء على ما لديها من مدارس عطاء في مختلف المجالات الحياتية.
ولا نبالغ إذا ما اعتبرنا نقابة المحامين التي ظلت زاخرة بقدرات تلك الأعلام النابهة من نفائس تاريخنا الذي نعتز بالانتماء إليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى