قصة شهيد.. قصة وطن

> علي راوح

>
علي راوح
علي راوح
قصة شهيد.. إنها قصة شعب، قصة وطن، جاء الغزاة المعتدون ليسلبوا عزته وكرامته، ويستبيحوا ارضه، وينتهكوا عرضه، وقبل كل شيء ليصادروا دينه، ويفرضوا عليه ملتهم الكهنوتية الضالة المضلة الصفوية الرجعية العفنة.
جاء الغزاة متيقنين بأن ابناء عدن والجنوب سيكونون لُقمة صائغة يسهل بلعها، وأنهم اناس لا خبرة لهم ولا اساس لهم في الشجاعة وخوض المعارك، وكانت المفاجأة من عدن، عدن المدينة المسالمة المدينة المتحضرة التي اوت في حضنها الدافئ أبناءها المنتمين لكل المحافظات والمناطق المجاورة لها والبعيدة عنها.. عدن تركيبة اجتماعية فريدة ونادرة، إذ تضم جميع الأطياف البشرية، ففيها العدني اللحجي، والعدني الضالعي، والعدني القباطي، والعدني اليافعي والردفاني والأبيني والبيضاني والشيباني والحضرمي، والدبعي، والشبواني، والقدسي، والمهري والذبحاني، والمقطري، والحبيشي، والعبسي، والشبوطي، والمطري، والحشيشي والبكيلي والحاشدي، والحديدي، والخولاني، وغيرهم من الاجناس كالهندي والصومالي والبهري...الخ، ممن سكن أجدادهم القدامى هذه المدينة منذ العصور الغابرة، عدن عاش جميع ابنائها متجانسين متحابين يفدي بعضهم بعضاً، فكانت عدن موطنهم الاصلي وحضنهم الدافئ، إذ يكون البعض قد استوطن اجدادهم عدن، قبل دخول القبطان (هينس).
قلنا ان ابناء عدن هم اناس متحضرون مسالمون، ولكن للمسالمة حدود، وقد شاهدنا في الحرب الأخيرة الظالمة في العام 2015م عندما اجتاح جيش عفاش والمليشيات الحوثية مدينة عدن، كيف هب أبناء عدن من أحفاد لبوزة ومدرم وعبود، وسالمين، وعنتر، وبدر وشائع وخالد هندي والمكاوي والهارش والمفلحي وسيف الضالعي، وغيرهم من المناضلين القدامى الذين قدموا ارواحهم فداءً للوطن في العديد من المراحل هب جميع ابناء عدن للدفاع عن أرضهم وشعبهم وللدفاع عن دينهم وكرامتهم، هبوا هبة رجل واحد وواجهوا المعتدي البغيض، مواجهة شجاعة نادرة لم يكن يتوقعها الغزاة، رغم قلة الخبرة وقلة المونة، لكنهم واجهوا العدو وما جلبه من ترسانة عسكرية تفوق التصور، لكن شباب المقاومة الجنوبية خاضوا الملاحم البطولية، وقدموا آلاف الشهداء والجرحى الذين روت دماؤهم الزكية الطاهرة أرض الجنوب، وكانت ثمناً للنصر فتمكنوا من كسر القوة الغاشمة الخبيثة الحاقدة على هذا الوطن وشعبه خاض شباب المقاومة الجنوبية المعارك رغم عدم التكافؤ بالعدد والعدة ولكن ارادتهم وعزيمتهم وايمانهم كان اقوى من كل الاسلحة التي بيد العدو، وكان النصر بفضل الله ثم بفضل هؤلاء الشباب الذين قدموا أرواحهم ودماءهم، ثم بفضل الدعم السخي لقوات التحالف بقيادة الامارات والسعودية، ويعلم الجميع ما قدمه الاماراتيون من دعم كبير من اسلحة ودخائر وتموينات لجميع الجبهات، وفضلاً عن ذلك قدموا الارواح رخيصة لتحرير عدن وبقية مناطق الجنوب.
خلاصة القول، ان شهداء المقاومة الجنوبية اكثر بكثير عما ذكر في الاحصائيات، والشكر لصحيفة «الأيام» التي خصصت اهم صفحاتها للنشر اليومي (قصة شهيد) وهذا عمل وطني ليس بمستغرب على «الأيام»، ولكن الدعوة موجهة للجهات المسئولة ان تقوم بإحصاء دقيق وشامل للشهداء، وأن تؤسس متحفاً كبيراً وشاملاً يوثق فيه كامل المعلومات لجميع شهداء المقاومة الجنوبية ابتداءً من العام 1990م مروراً بحرب 1994م وصولاً لغزو العام 2015م بما في ذلك شهداء العمليات الارهابية الاجرامية، التي هي امتداداً لغزو عدن والجنوب عام 2015م وهي رداً على الهزيمة النكراء التي مني بها الغزاة المتغطرسون، وإلا ما معنى أن تقوم داعش والقاعدة (مجازاً) بكل هذه العمليات الاجرمية بعد تحرير عدن وغيرها من مناطق الجنوب، بينما لم تقدم قارح طماشة واحدة في اي محافظة من محافظات الشمال، وهذا الامر لا يتطلب فهمه ذكاءً خارقاً.
أملنا في تجاوب السلطات المسئولة في عدن، وفي مقدمة ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل الشرعي للقضية الجنوبية، في البدء بتأسيس متحف وطني كبير وشامل لشهداء المقاومة الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى