مرحلة ما بعد الوقاحة في المشهد اليمني

> محمود المداوي

>
محمود المداوي
محمود المداوي
لغة الاستكبار التي جاد بها علينا بعض من رموز الشرعية اليمنية المهزومة جنوبيا في الأيام القليلة الماضية، هي لغة مكرورة أعتاد عليها شعب الجنوب، إذ نرى انه وكلما زينت لهم أوهامهم - أي أوهام هذه الشرعية بجناحيها الحاقد على شعب الجنوب - فكرة ما نجد توافقا عليها من قبل جحافلهم المنظمة، من غفيرهم الى وزيرهم نجدهم يطلعون علينا وبحسب اوهامهم تلك بذات اللغة العنجهية وبخطاب واحد موحد تافه سمج وممل، وحديث لا جدوى منه عن الوحدة اليمنية وانتصاراتها الوهمية، وجملتهم المعهودة الزاعمة زيفا ان شعب الجنوب أكثر وحدة منهم... اي منهم شمالا كما يصورون ذلك وهما.
هذه هي لغته.. لغة خشبية متيبسة لم تعد تنطلي حتى على البهائم منهم وأيضا من يدور في فلكهم الآفل، فكيف بشعب كامل هو شعب الجنوب.
هكذا خطابات تتضمن رسالة واحدة رئيسية وهي الوحدة أو الموت.. وهم هنا كأنهم لا يعلمون ان ساعي البريد الجنوبي بل وكل شعب الجنوب قد أودعها في غياهب القبور، وأنها قد شبعت موتا وهؤلاء هم اول من يعلم بذلك، ولكن ماذا نعمل للعنجهية التي يحرص اولئك ان يتحفونا بها بمناسبة وبدون مناسبة.
هم ومن وجهة نظرهم البائسة تلك على غيهم أن هذا هو التوقيت المناسب لإعادة الروح في تلك الوحدة التي وأدوها وهي في المهد بأسلوبهم الممقوت وبذات طريقة الغدر والاحتيال، ولم لا الآن والرياح صارت مواتية جدا لهم ولابد من إطلاق رصاصتهم و لسان حالهم يقول إذا ما أصابت أحدثت دويا أيّا كان نوعه، فالمهم انها ستدوش الجنوبيين مع اقتراب زيارة المبعوث الدولي السيد «مارتن جريفيث» التي لابد منها الى عدن وعلى مدى الزمن المنظور..
بهكذا تدبير سيئ وتفكير إبليسي نراهم يرصون صفوفهم ليس حبا في الوحدة ولا ايضا في الاتحاد بل هو استمراؤهم تمثيل دور المنتصر دائما وأنهم الطرف القوي وهو أيضا استمرار إذلالهم لكرامة الجنوبيين كافة بما في ذلك من يعمل معهم ويخدم اجندتهم الاحتلالية التي لا جدال فيها اطلاقا.
ان هكذا تهافت ومعاودة الظهور على وسائل الاعلام المختلفة وتحديدا على قنواتهم ومواقعهم على وسائل الاعلام البديل وبشكل لافت للانتباه ماهو الا دليل على ان هؤلاء القوم ماضون في تهديدهم ووعيدهم باعادة شعب الجنوب الى المربع الاول بوقاحة وصلف، وبالمناسبة هنا تحضرني حكاية نادرة من تراثنا العربي مفادها أن رجلا سأل ذات يوم عن ما هو الفرق بين الجرأة والوقاحة، فأجابه رجل بقوله: إن الجرأة هي أن تدخل مطعما وتطلب من الاكل ما تشتهي وبعد ذلك تخرج من دون أن تدفع لقاء ما اكلته فلسا واحدا.. أما الوقاحة فهي ان تعود مرة ثانية الى نفس المطعم وتكرر نفس السلوك نهارا جهارا.
إنها حكاية مقتضبة ومختارة بعناية دالة لنعرف منها ونستدل بها على حقيقة هذه الشرعية المهزومة بكل رموزها ومطبليها وهي أنهم يعيشون اليوم ونهارا جهارا مرحلة ما بعد الجرأة والوقاحة وهي الصلافة والصفاقة والسفه السياسي ورفع برقع الحياء تماما، والذي نمت عنه تصريحات العديد منهم ممن لا يستحون وفي سباق محموم متزامن مع عديد التطورات المحلية والعربية والعالمية، وفي تنسيق مسبق متوافق عليه لإرباك الجنوبيين وكسب انتصارات ديبلوماسية عليهم هنا وهناك، على أمل تركيع ارادتهم واخضاعها للنظام اليمني الفاشل من جديد.
ان سياسة التلويح باستخدام القوة العسكرية اليوم كحق مقدس لاستعادة كرامة الوحدة اليمنية المهدورة يذكرنا ايضا كجنوبيين بنادرة مسمار جحا المعروفة، ونراهم كما سنراهم في قادم الايام وما من فج ابليسي الا وجاؤوا لنا منه بما عرفناه وما لا نعرف.. إنه الانفضاح التام لهذا النظام اليمني الذي وصل به الحال الى مرحلة ما بعد الحضيض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى