> كلنا نعلم بأنه ما بعد حرب 1994م الظالمة، التي شنها نظام الاحتلال اليمني بقيادة علي عبدالله صالح على الجنوب، تم تسريح كافة أبناء الجنوب من أعمالهم ومناصبهم العسكرية والأمنية والمدنية، وهو ما يؤكد همجية ذلك النظام وسياسته الانتقامية المتسمة بحقد صنّاعها على شعب الجنوب العظيم، وهو تعامل مجرد من كل الصفات الأخلاقية والإنسانية، والذي لم يسبق له مثيل، إلا ما حصل فيما بعد، في العام 2001م لشعب العراق أثناء الاحتلال الأمريكي، حيث قام بريمر بتسريح كافة الجيش العراقي وحظر حزب البعث العراقي الحاكم وتطهير كافة منظومة حكم صدام حسين.
فلا فرق بين ما قام به علي عبدالله صالح في الجنوب وبين ما قام به بريمر الأمريكي في العراق، فالشبه واحد بين الاحتلالين (اليمني والأمريكي) باعتبار تلكم الممارسات صفة من صفات الاحتلال في أي زمان ومكان.
واليوم وبعد أن بات الجنوب محرراً من الاحتلال اليمني عسكرياً، وبعد أن باتت لدى شعبنا الجنوبي قيادة سياسية موحدة، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، فإنه قد بات من الضروري جداً ومن أولويات مهام المجلس الانتقالي الجنوبي العمل على عودة المسرحين قسراً من ضباط وصف ضباط وجنود القوات المسلحة والأمن العام والأمن السياسي، للاستفادة من خبراتهم المتراكمة التي اكتسبوها طيلت سنوات عملهم ما قبل التسريح في جميع المجالات التكتيكية والقتالية عسكرياً، والأمنية والاستخبارية أمنياً، ودمجهم مع المقاومة الجنوبية الباسلة لإعادة إنتاج الجيش والأمن الجنوبيين.
وهذا ما يعد بمثابة إعادة اعتبار لأولئك المسرحين قسراً، وبمثابة نواة حقيقية لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة التي من أجلها قدم شعبنا في الجنوب قوافل من الشهداء والجرحى ومازال يقدم وسيظل كذلك حتى تحقيق الهدف المنشود.
ولذلك فإن عشرات الآلاف من الجنوبيين المسرحين منتظرون بفارق الصبر لقرار عودتهم، وهذا ما يميز جنوب اليوم المحرر عن جنوب الأمس المحتل، الأمر الذي يمثل ثمرة من ثمار تضحيات شعبنا الجنوبي العظيم.. هذا هو المطلوب اليوم قبل الغد، لما له من أهمية، ومنها الحفاظ على تلك الشريحة المهمة من خلال الاهتمام بها حتى لا تصاب بالإحباط ثانياً، وكأنك يا بو زيد ما غزيت. ومن الله التوفيق والهداية.