رئيس قسم الطوارئ بمستشفى الثورة في تعز: قادرون على استقبال كل الحالات إذا وفر لنا نصف الدعم المقدم للمستشفيات الخاصة

> تقرير/ صلاح الجندي

> لم تتوقف هيئة مستشفى الثورة في محافظة تعز عن عملها الإنساني والوظيفي، ولم تُثنِ القذائف التي استهدفت أقسام الهيئة كادرها العامل عن ترك واجبهم تجاه المرضى والجرحى في ظروف استثنائية عاشتها المدينة وماتزال نتيجة الاستهداف والحصار المستمرين من قِبل مليشيا الحوثي.
ولكونها المركز الطبي الأكبر في المحافظة فقد استقبلت الهيئة الآلاف من الجرحى ومثلهم من المرضى، بل إنها مثلت الملجأ لكثير من جرحى ومرضى المحافظة الذين اغلقت في وجههم أبواب المستشفيات الخاصة، رغم كثرة الاعاقات والمشاكل التي واجهتها الهيئة ابتداء من المشكلة الأمنية إلى وقت قريب، فضلاً عن غياب التعزيز المالي منذ بدء الحرب وحتى اللحظة.
*خدمات مجانية
وأوضح رئيس قسم الطوارئ في المستشفى سالم الشميري أن القسم يعمل على مدار 24 ساعة، ويستقبل بالمتوسط 30 حالة يوميًا، بين جريح حرب، وحوادث مرورية، وضحايا خلافات شخصية، وسقوط، وأمراض وإصابات أخرى.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الأيام» أن "أيام المواجهات واشتداد المعارك يتجاوز عدد الحالات التي يستقبلها القسم السبعين حالة، الأمر الذي يُشكل عبئا كبيرا عليه وعلى طاقمه الطبي الذي يبذل أفراده كل جهدهم للقيام باللازم تجاه النزلاء".
وبحسب الشميري فإن القسم استقبل خلال الثلاثة الأشهر الماضية، أكثر من 2835 حالة، وبشكل مجاني ابتداءً بالطوارئ، مرورًا بالكشافة، فالمختبرات، والعناية المركزة، والعمليات، وأقسام الرقود الجراحية، مؤكداً في ذات السياق توفر كل الأدوية والمستلزمات فيه، بدعم من منظمة أطباء بلا حدود ومشاركة هيئة المستشفى".
وأفاد الشميري «الأيام» أن منظمة أطباء بلا حدود هي المنظمة الطبية الإنسانية الوحيدة الداعمة للمستشفى باحتياجات المرضى والجرحى في القسم حسب الإمكانات المتاحات لها، ابتداء من دخول المريض للمستشفى وحتى مغادرته، فضلاً عن دعمها لنحو 135 موظفا من موظفي الهيئة بحافز مالي وحسابات بنكية خاصة بكل موظف".

وأشاد الشميري بالكادر الذي قال إنه لا يتوانى عن الاستجابة وتقديم الخدمات لأي مريض ومصاب وفي أي وقت منذ بدء الحرب، رغم غياب الميزانية، ووجود المشاكل والصعوبات التي تواجه المشفى بين الحين والآخر، بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة للطاقم من قِبل المسلحين، وكذا دخول مرافقي الجرحى العسكريين بكثرة، وعدم الالتزام بما فيه مصلحة المريض والجريح”.
*غياب الدعم
وأوضح رئيس قسم الطوارئ أنه عند وجود مواجهات في الجبهات، أو قذائف من قِبل المليشيات، تتوافد الحالات بكثرة للمشفى ويتم استيعابها دون استثناء، على الرغم مما تشكله من أعباء كبيرة عليه في الوقت الذي لا تستقبل فيه المستشفيات الخاصة المدعومة إلا العدد القليل".
وأضاف: “نضطر أحياناً إلى إرسال حالات معينة إلى بعض هذه المستشفيات الخاصة، ولكن للأسف يقومون بإرجاعها مباشرة، حال معرفتهم بأن الحالة المحولة لا يوجد لديها مال، وهو ما يجبرنا بالعمل ما يمكن عمله لها رغم كثرة المرضى والجرحى".
وقال: "في الوقت الذي تُدعم فيه تلك المستشفيات من قبل المنظمات والمراكز الداعمة بمبالغ مهولة، هناك غياب تام لهذا الدعم عن هيئة مستشفى الثورة، مع العلم أن المستشفى قادر على استيعاب واستقبال كل الحالات دون استثناء إذا ما توفر ولو نصف ما يقدم من دعم لتلك المستشفيات الخاصة”، والمؤسف أن هناك تغييبا متعمدا لدور المستشفى من قبل الكثير من الوسائل الإعلامية، في الوقت الذي يجد فيه الترويج والتطبيل لبعض المستشفيات الخاصة التي لا تعمل ولو القليل مما تعمله هيئة مستشفى الثورة بكل أقسامها، فهناك إعلاميون يصطادون في الماء العكر، ويروجون بأن مستشفى الثورة يأخذ مبالغ مالية من المرضى، مع تأكيدنا أن كل الحالات الطارئة والإسعافية يقدم لها التطبيب مجانا، وبدعم من منظمة أطباء بلا حدود، وتكاتف وتعاون الكادر برئاسة د. أحمد أنعم، الذي ضحى ومازال من أجل خدمة المرضى والمصابين”.

*أعباء ومشاكل أخرى
وأوضح رئيس قسم الطوارئ في المستشفى سالم الشميري أن هناك مشاكل وأعباء إضافية تخص الوضع الصحي في المحافظة تتمثل بغياب الهرم الصحي، والتنسيق بين المستشفيات، وعدم وجود غرفة عمليات مشتركة في حالة الطوارئ من شأنها التنسيق والإدارة بين الجبهات والمستشفيات، ولهذا كان الأجدر بالمسؤول الأول في تعز عن الجانب الصحي أن يقوم بعمل هذه الخطة والتنسيق منذ بدء الحرب بدلا من الظهور الإعلامي بفقاعات وبهرجة إعلامية فقط".
وناشد الشميري عبر «الأيام» قادة الجبهات ومسؤولي الأمن بالمحافظة النظر إلى هيئة مستشفى الثورة كبيت للجميع يجب حمايته لمصلحة الكل، بدلًا من الاعتداء عليه. وطالب السلطة المحلية ومسئولي تعز بوضع المنظورات الحزبية جانبا والعمل لأجل المحافظة”.
كما ناشد الحكومة الشرعية ومركز الملك سلمان والمنظمات الطبية، بدعم المستشفيات العامة التي تمتلك بنية تحتية قادرة على استيعاب مرضى وجرحى تعز العسكريين والمدنيين".

*مستشفيات للمتاجرة
وقال مصدر طبي في مستشفى الثورة بتعز إن الحالات المحولة إليهم من المستشفيات الخاصة - خلال شهر واحد فقط- تزيد عن تسعين حالة، بذريعة أن تلك المستشفيات لا تستقبل إلا الحالات الكبيرة فقط، مع العلم أن الحالات المحاورة إلى مستشقى الثورة كبيرة وتحتاج لتدخل جراحي عاجل.. وعند البحث نجد أن الحالات تكون من المدنيين ممن حالتهم المادية صعبة، واختيار الحالات في تلك المستشفيات يكون حسب المزاج وبدون معايير متبعة، فمثلًا لا الحصر، شخص مصاب بطلق ناري في الظهر، وآخر مصاب بالرقبة، تم تحويلهما إلينا وأجريت لهما عمليات كبرى، على الرغم أن المكلف بعمل هذه العمليات هي تلك المستشفيات التي تتلقى الدعم من مركز الملك سلمان. بل إن هذه المستشفيات تكتفي بتسجيل أسماء الحالات الواردة إليها منها مدنية ومهمشة وسرعان ما تحولها إلينا، مع أنها تتسلم عليها دعماً من مركز الملك سلمان ومن جهات أخرى، بل وصل بها الحد إلى إرسال مرافقي المرضى مع روشتات علاجية إلى مستشفى الثورة لأخذ العلاج كون الثورة يقدم العلاج مجانًا، على الرغم من أن تلك الحالات تابعة لتلك المشافي ومرقدة فيها، ويستلمون مبالغ كبيرة مقابل ذلك".

*خصخصة مشافي حكومية
وقال أحد المرضى في مستشفى الثورة، ممن حالت ظروفه المادية الصعبة بينه وبين العلاج في المستشفيات الخاصة: “إذا لم تمتلك نقودا ولا يتوفر لديك وسيط فلن تتمكن من الحصول على تخفيض في المستشفيات تعز الخاصة رغم أنها مدعومة من مركز الملك سلمان".
وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "قرأت لوحة معلقة في بوابة أحد تلك المشافي الخاصة مكتوب عليها (بدعم من مركز الملك سلمان يتم عمل 200 عملية مجانًا)، لكن حينما دخلت للعلاج والمجارحة نظروا إلى وضعي وظروفي المادية الصعبة، وسرعان ما طلبوا مني الذهاب إلى مستشفى الثورة بحجة أن العمليات المجانية قد تمت".
وتتشابه هذه الحالة مع حالات مرضية كثيرة بينهم مهمشون، اضطروا على إثرها بالنزول في مستشفى الثورة بعد أن تم رفضهم من تلك المستشفيات، لشحة الإمكانات المالية لديهم، كحال أم عمر، وهي من الأسر المعدمة التي عانت ويلات الحرب.
تقول أم عمرو لـ«الأيام»: "رحت لمستشفى التعاون الحكومي ووجدت الأسعار فيه نفس أسعار المستشفيات الخاصة، حتى الكشافة تصل فيه إلى 1700 ريال، ولما لم نستطع العلاج فيه أتيت إلى هذا المستشفى (الثورة)".
ووفقاً لمصادر ميدانية فإن "مستشفى التعاون الذي تلقى دعما من مراكز إغاثية طبية منها الإغاثة الطبية التابعة لدولة الكويت، يبيع الأدوية المجانية التي يتسلمها كدواء إغاثي بأسعار مرتفعة جدا".
تقرير/ صلاح الجندي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى