لا داعي للسفر إلى الخارج.. موت بالداخل يا مواطن

> ناصر صالح عليوة

>
ناصر صالح عليوة
ناصر صالح عليوة
فى أحايين كثيرة نقرأ إعلانات تقوم بها المستشفيات الخاصة للترويج لنفسها بأنها تعاقدت مع أطباء اختصاصيين من الخارج، فتكتب شعارا لتقنع المرضى بأنها ستعالجهم بدلا من سفرهم للخارج بعبارة شهيرة "لا داعي للسفر إلى الخارج"، وبمجرد قرأتنا للإعلان نتساءل في أنفسنا أين مستشفياتنا ومجمعاتنا الصحية الحكومية من القيام بدورها المناط؟ وما وضع وزارة الصحة من الإعراب؟ هل بصمتها وتخليها عن واجبها؟ هل هي أداة "فاعل" في قتل الناس وزيادة معاناتهم؟ أما هي "مفعول به" من النصب والاحتيال؟ باعتبارها المعنية والمسئولة عن تردي وضعها وكل عمليات الفساد والسطو على المساعدات المقدمة لها من الخارج.
وما تعانيه بلدنا، وخاصة مدينتنا الحبيبة عدن، التي كانت رائدة وسباقة في كثير من المجالات على مستوى الجزيرة والخليج من تدهور وفقدانها معالم تاريخها، خاصة في مجالات التعليم والصحة.
وفي سطوري هذه أسلط الضوء على حال قطاع وزارة الصحة وما وصلت إليه مستشفياتنا الحكومية من تردٍ، وكذا حال بعض الاختصاصيين من الأطباء الذين نسميهم بـ"الذباحين"، الذين انتشروا بعياداتهم الخاصة ليمارسوا مهنة الذبح والسمسرة على صحة المواطنين الفقراء والمغلوب على أمرهم، ومثل هؤلاء الأطباء للأسف لا نجدهم يؤدون وظيفتهم بشكل سليم في أداء عملهم الإنساني في المستشفيات الحكومية، لعدم تواجدهم إلا في عيادتهم الخاصة، بالرغم من استلام مرتباتهم الحكومية ومخصصاتهم التي لا يتم المساس بها.
فهل لوزارة الصحة دور، وهل هي جزء من عملية السمسرة؟ وإن لم تكن كذلك، فهل من مراقبة لمثل هؤلاء الأطباء؟
أم أن وزارة الصحة من مهامها كشريك وجزء من منظومة الفساد والذي كان له أثر واضح في تدهور مجال الصحة والطب في عدن ومختلف أنحاء البلاد، وهذا ما نلمسه للأسف من بعض مستشفياتنا الحكومية والمجمعات الصحية، حيث تكاد تخلو من أطبائها الاختصاصيين، والبعض الآخر من تلك المستشفيات تكاد تكتض بالخريجين والمطبقين والمتدربين من المعاهد الصحية وكليات الطب، والذي تعطي لهم اسم طبيب، وإنما في الواقع هو ليس بطبيب وإنما طالب يتدرب على العينة التي توفرت له، وهي "الموطن المغلوب على أمره” والأسوأ من ذلك أن مثل هؤلاء المتدربين ليس لهم حسيب أو رقيب، بمعنى أنه عند إنزال أي متدرب يجب أن يكون له مشرف خاص يرجع إليه عند أصعب وأسوأ الحالات.
لذا نناشد قطاعات ومكاتب وزارة الصحة والسكان، ممثلة بوزيرها وإدارتها الحكيمة، بأن يراعوا الله لحال الطب والصحة، وبأن يهتموا بالمستشفيات الحكومية والمجمعات الصحية والمرافق الطبية الخاصة من مستشفيات ومستوصفات ومختبرات، حيث إن بعضها أصبح كمثل المسالخ، فتارة يسلخون المواطن بالفحوصات الكاذبة وتارة أخرى يسلخونه بالأدوية المكلفة التي لا فائدة طبية ترجى منها، والله ولي التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى