رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. 1- اللواء محمد محسن الشاجري: مشوار حافل بالعطاء والطهارة 2- العميد قاسم عثمان الداعري: خاض ويخوض معركة وجود

> نجيب محمد يابلي

> 1- اللواء محمد محسن الشاجري
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي

الميلاد والنشأة
اللواء الركن محمد أحمد محسن الشاجري من مواليد الحوطة، حاضرة السلطنة اللحجية العبدلية العطرة الذكر في 13 يونيو 1948م في أسرة فلاحية متوسطة الحال، وكان والده رب الأسرة مزارعاً تنوعت موارده بين الأرض وثروة حيوانية متواضعة (أغنام، أبقار، جمال) ومعاصر سليط جلجل ومعمل للحلويات التي اشتهرت بها لحج الخضيرة.
كان محمد الشاجري أكبر إخوته الأمر الذي أهَّله لمساعدة والده في إدارة أعماله الزراعية والتجارية، وقد اكتسب الشاجري صفة التنوع في مشوار حياته، فقد درس الابتدائية والمتوسطة في المدرسة المحسنية الخالدة الذكر، وبرز في النشاط الرياضي المدرسي وكان من اللاعبين المتميزين في رياضة الجمباز المدرسي.
*"ناصر" ملهم الشاجري وكل الشباب في لحج وغيرها
تأثرت العديد من المناطق العربية برياح ثورة 23 يوليو 1952م المصرية بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ومنها سلطنة لحج ومناطق أخرى شمالاً وجنوباً.
تأثر قطاع الشباب ضمن قطاعات أخرى، حيث تأثر الشاب محمد الشاجري في سن مبكرة من عمره برياح الحركة الوطنية، وتجسدت مواقفه من خلال عضويته في جبهة التحرير، وكانت نتاجاً لدمج منظمة التحرير والجبهة القومية، وأبرز مظاهر نشاطه كانت المظاهرات الطلابية.
الشاجري في “آرم بوليس”
في العام 1967 وضمن اكتتاب عسكري في الشرطة المسلحة Armed Police (الذي عرف شعبياً باسم “آرم بوليس”) التحق محمد الشاجري بمعسكر آرم بوليس (الذي عرف لاحقا بمعسكر 20 يونيو) الذي شهد تمرداً عسكرياً يوم 20 يونيو 1967 احتجاجاً على إجراءات اتخذتها السلطات ورأها المنتسبون بأنها تعسفية..
تعرض الشاجري للمضايقات الأمر الذي دفعه لترك الخدمة والعودة إلى الحوطة ليمارس نشاطه الوطني في صفوف التنظيم الشعبي للقوى الثورية (PRFO) التابع لجبهة التحرير، وكان رئيسها عبدالقوي مكاوي وأمينها العام عبدالله عبدالمجيد الأصنج.
مارس محمد الشاجري نشاطه في المظاهرات الشعبية في لحج وتوزيع البيانات والمنشورات ضد نظام الحكم السلاطيني والوجود البريطاني.
*الشاجري من الخروج من المعتقل إلى دخول التاريخ
تعرض الشاجري (الذي اشتهر باسم محمد محسن) للاعتقال عند نوال الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967، وأطلق سراحه مع آخرين في مطلع يناير 1967م، وعاد إلى خدمته السابقة في الشرطة الشعبية في محافظة عدن وأولى محطاته شرطة كريتر، وتنقل بين مختلف مراكز الشرطة في محافظة عدن وتحصل على عدة دورات تدريبية وتأهيلية، وتطورت خدماته كما وكيفا في أقسام البحث الجنائي على مستوى مراكز الشرطة وقيادة أمن المحافظة.
*العودة من موسكو ونقطة الانطلاق القيادية
بعد عودة محمد محسن (الشاجري) من دورته الدراسية في موسكو، عاصمة الاتحاد السوفيتي (سابقاً)، جمهورية روسيا الاتحادية (حالياً)، تدرج في مجال البحث الجنائي، حيث عمل نائبا لرئيس التحريات ثم رئيسا لقسم التحريات ثم التحقيقات ثم نائبا لمدير البحث الجنائي بالعاصمة عدن، وشغل بعدئذٍ منصب مدير البحث الجنائي بمحافظة عدن في أواخر تسعينات القرن الماضي، وكان رجل البحث الجنائي الأول في عدن ولقب بـ(أبو البحث الجنائي) لخبرته وحنكته في انتزاع الاعترافات من المتهمين بهدوء دون استخدام القوة.. وقد كلف مسؤولون كبار اللواء محمد محسن بتولي قضايا أمنية جسيمة في محافظات أخرى ومنها قضية إفلاس البنك الأهلي في حضرموت ومئات من القضايا المعقدة في القتل قبل وبعد 22 مايو 1990م.
اللواء محمد محسن في مؤتمر وزراء الداخلية العرب
شارك اللواء محمد محسن (الشاجري) في مؤتمر وزراء الداخلية العرب كأحد أعضاء وفد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، سابقا، في مطلع ثمانينات القرن الماضي، وهذا مؤشر على قيمة الرجل في وزارة الداخلية.
*اللواء محمد محسن يحصد الأوسمة
حصد اللواء محمد محسن عدداً من الأوسمة تقديرا لدوره الوطني النضالي ودوره في خدمة قضايا البحث الجنائي والوصول إلى الحقيقة بمهنية عالية، ومن حصاده حصوله على وسام بطل الشرطة ووسام 14 أكتوبر ووسام النجمة الذهبية في الاتحاد السوفيتي، والعديد من الأوسمة.. وكان- رحمه الله- نصيراً للحق فقد رفض أوامر بإخراج أسرة عدنية من مسكنها ليحل محلها أحد أفراد الجبهة الوطنية (شمالية)، وعرّض نفسه للاعتقال في بداية عام 1978م، حيث قضى في الاعتقال ستة أشهر.
*اللواء محمد محسن وسلسلة أحزان
فجر الإثنين 18 ديسمبر 2017 نعى الناعي وفاة اللواء محمد أحمد محسن الشاجري في أحد المشافي المصرية إثر مرض عضال، فخلال الستة الأشهر الأخيرة توفيت أم أولاده وتوفيت بعدها شقيقته، وكان الفقيد مع أم أولاده قد عاشا فترة حزن قبل (12) عاماً إثر وفاة نجلهما (نصر) البالغ من العمر (18) عاماً.
خلف الفقيد محمد محسن (الشاجري) رصيداً كبيراً من العطاء والوفاء والطهارة و(10) أولاد، الإناث منهم اثنتان والذكور (8) أحدهم مات وبينهم وافي وباسل وكمال والقاضي عياد..
رفع عدد كبير من الأصدقاء والمحبين والمسؤولين رسائل تعازٍ في الفقيد يتقدمهم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الداخلية حسن محمد عرب والمناضل الوطني الكبير محمد علي أحمد ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي.
2 - العميد قاسم عثمان الداعري
الميلاد والنشأة
العميد قاسم عثمان الداعري من مواليد عام 1958م في ردفان، الرقة، جبل الحجيلي، وتلقى دراسته الابتدائية في ردفان واجتاز المرحلتين الإعدادية والثانوية بالانتساب وحصل على الثانوية العامة (قسم أدبي) عام 1982م.
سكنت عدن في وجدان قاسم الداعري، حيث درس في مدرسة بازرعة ومدرسة القديس يوسف (البادري)، وأسعفه الحظ وهو في التاسعة من عمره حضوره جنازة الشهداء جلال وعادل وسمير أبناء المناضل الكبير عبدالقوي مكاوي، والجنازة الرمزية للقائد الشهيد عبدالسلام عارف (رئيس جمهورية العراق آنذاك)، وتعود ذاكرة ووجدان قاسم الداعري في عدن.
*الداعري في مشوار كفاحي عسكري
التحق قاسم عثمان الداعري بخدمة الجيش في 18 فبراير 1974م في مركز خرز بالصبيحة، وانتقل بعد ذلك إلى مكيراس ثم إلى حوف بالمهرة وعاد إلى مكيراس، وقامت وحدة 22 مايو 1990 وهو في معسكر العند.
*الداعري وأسبوعان في ضلاع همدان
بعد حرب صيف 1994 الظالمة تعرض عسكريو الجنوب لحركة تعسف ما أنزل الله بها من سلطان، وتلقى الداعري أمراً بالمغادرة إلى ضلاع همدان للتحقيق معه قبل تسلم راتبه وتم التحقيق معه لمدة أسبوعين.
الداعري في زنازين تحت الأرض والسؤال عن علاقته بـ“هشام”
تعرض قاسم عثمان الداعري للاعتقال والتعذيب أربع مرات منها مرتان في زنازين تحت الأرض في سجون غالب القمش رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي في صنعاء.. قام السجانون بتعليقه من رجليه لإجباره على الاعتراف بنشاطه السري، وأن يفصح عن علاقته- وجماعته- بالزميل هشام باشراحيل، وتلقى مزيداً من الجرعات لإجباره على الاعتراف فقطعوا عنه الغذاء والماء.
الداعري وحركة “تاج” والتصالح والتسامح والمتقاعدين
قاسم الداعري وعشرات الآلاف من الجنوبيين الذين استهدفتهم حرب صيف 1994 الظالمة والقذرة بكل المقاييس، ونشأ نضال سلمي مشروع دفاعاً عن حقوقهم المهدورة، وشهد الجنوب عامة وعدن خاصة توسع دائرة ضحاياً “خليك في البيت” لا عمل ولا راتب.
أفرز ذلك الوضع السادي العدواني الظالم مكونات العمل السلمي فنشأت حركة “تاج” في الخارج وكان الداعري من ضمن آخرين يقومون بتوزيع منشورات “تاج”.. ونشأت حاجة ملحة لتأسيس “حركة التسامح والتصالح” التي تأسست في اجتماع عام بمقر جمعية ردفان الخيرية الاجتماعية في حي عبدالعزيز عبدالولي بالمنصورة في عدن يوم 13 يناير 2006م ليتجاوز الجنوبيون آثار 13 يناير 1986م.
*رباعيات ردفان تدخل التاريخ مع رباعيات الخيام
دخل الشاعر الكبير عمر الخيام تاريخ الأدب العالمي بـ“الرباعيات المشهورة” وترجمها الشاعر الكبير أحمد راضي من الفارسية إلى العربية، وقام بتلحينها الموسيقار رياض السنباطي وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم، إلا أن ردفان الجنوب دخلت التاريخ في رباعيات ردفان يوم 17 مايو 2007م للتحضير لقيام جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وعمل قاسم عثمان الداعري من خلال ترأسه للجمعية في محافظة لحج على توحيد الأطر والطاقات وإعلان قيام الجمعية في يونيو 2007م، وانحنى العالم أمام إرادة شعب قال “لا” للاحتلال الغاشم على أرضه وموارده المادية والبشرية.
حركة 11 فبراير 2011 في صنعاء للقضاء على 7 / 2007م
جن جنون نظام الحكم في صنعاء وهو يرى الجنوب موحداً في الساحات ويعلن عن حقه في استرداده أرضه وكرامته، وأصبح الحراك الجنوبي الذي قام في 2007/7/7م وحول تاريخ النكسة 1994/7/7 إلى يوم انتصار في 2007/7/7، فعملت الأجهزة الاستخبارية الدولية على إفراز ساحة مزورة اسمها ساحة الثورة في صنعاء يوم 11 فبراير 2011 لتحقيق هدفين:
1 - إخراج صالح من المأزق الذي أوقعه فيه الجنوبيون.
2 - سحب الحصير من تحت أقدام الحراك السلمي إلى ما تسمى بالمقاومة وتعزيزها بقيادة جنوبية لتصبح الحرب جنوبية جنوبية.
الداعري في مواجهة الدعارة المحلية والإقليمية والدولية
ذلكم هو حال العميد قاسم الداعري ومعه كل أهل الجنوبي في خندق واحد في مواجهة الدعارة المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى إعادة الجنوب إلى بيت الطاعة بواسطة جنوبيين.
العميد قاسم عثمان الداعري متزوج ولديه (10) أولاد، الذكور منهم (6) وهم: 1 - غمدان، 2 - نشوان، 3 - ذو يزن، 4 - ريدان، 5 - عثمان، 6 - دغمان، والإناث (4) إحداهن توفيت إثر مرض وهو في الشتات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى