مناطق بلحاف في المهرة.. حرمان من خدمة المياه منذ عقود

> تقرير/ ناصر الساكت

> تُعد منطقة الفيدمي إحدى أهم مناطق مديرية الغيظة الساحلية، عاصمة محافظة المهرة، وتبعد عنها بنحو 35 كيلو مترامربعا، إلى الشرق، وبالقرب منها تقع مناطق: يروب، الحصن، مونغ، ورزميت، وتجمعات سكانية أخرى.
تقطن هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية والطقس الحار قبيلة بلحاف المهرية العريقة، والتي يعمل معظم أبنائها في صيد الأسماك كمصدر دخل رئيس لهم.
وعلى الرغم من قربها من عاصمة المحافظة إلا أنها تُعاني من غياب خدمة المياه منذ عقود بسبب عدم توفر مصادر المياه الجوفية في باطنها، الأمر الذي زاد من معاناة ساكنيها وأجبرهم على شراء المياه بشكل شهري وبمالغ كبيرة.
يقول سالم محمد مرزوق، وهو شاعر مهري معروف بـ(أبو جابر): «يُعاني أبناء مناطق قبيلة بلحاف (الفيدمي، يروب، الحصن، مونغ، رزميت) في شرق مدينة الغيظة، عاصمة محافظة المهرة، من عدم وجود مشروع مياه في مناطقهم، حيث يقوم الأهالي بشراء الماء، ووصل سعر البوزة الصغيرة إلى 15 ألف ريال، في الوقت الذي تحتاج فيه أقل أسرة إلى بوزتين في الشهر الواحد».
ويضيف في حديثه لـ«الأيام»: «من المؤسف أن مناطقنا تابعة لعاصمة المحافظة، ولم يتم ربطها بالمشروع الخاص بالمياه حتى اليوم، وكل ما نجده وعودا عرقوبية من كل المسؤولين والمحافظين السابقين، ولهذا نتمنى من السلطة المحلية في ظل قيادة المحافظ الجديد راجح باكريت الإسراع في إنجاز مشروع المياه الجديد الذي وعد به لإنقاذنا من الموت عطشًا، ولدينا أمل كبير بإتمامه لاسيما أنه قد تم حفر عدد من الآبار في وادي الجزع والأعمال جارية فيه من قبل المهندسين».
*وعود لم تنفذ
وقال المواطن محمد أحمد جباز: «الماء من أساسيات الحياة ومن حق كل فرد الحصول عليه بسهولة ويسر.. لكن مناطق بلحاف بالمهرة محرومة من هذه النعمة بسبب غياب المشاريع الخاصة بهذه الخدمة التي أصبح الحصول عليها يتطلب الكثير من الجهد والتعب والمال».
جانب من أعمال المشروع
جانب من أعمال المشروع

وأضاف لــ«الأيام»: «توجهنا بمناشدات عدة إلى السلطة المحلية منذ سنين، ومازلنا، ولكن لا حياة في من تنادي، مع أن السلطة تؤكد لنا في كل مرة بأن المشروع شبه منجز وأن الخزانات والشبكات جاهزة.. وعبر «الأيام» أجدد مناشدتي السلطة المحلية بقيادة المحافظ راجح باكريت سرعة النظر إلى معاناة الناس بوضع حلول جذرية لهذه المأساة، والتي لن تتحقق إلا بتنفيذ مشروع المياه الخاص بمناطق بلحاف».
*أزمة منذ عقود
وقال أمين أحمد محمد بلحاف، وهو إحدى الشخصيات التربوية في منطقة يروب، إحدى بلحاف في المهرة: «إن أبناء المنطقة منذ عام 1990م وهم يطالبون بتنفيذ مشروع المياه الذي لم يرَ النور حتى اليوم رغم الوعود الكثرة بتنفيذه»، مضيفاً: «كانت هناك بشائر انفراج كبيرة في عهد المحافظ السابق المرحوم علي خودم تمثلت بإجراء حفريات للبيبات من الغيظة إلى جانب بناء خزانات فيها ولكن شاءت الأقدار أن يتوفى المحافظ ليتوفى معه حلمنا».
وأضاف: «ومن خلال «الأيام» صحيفة الشعب، أُناشد قيادة السلطة المحلية والوكيل الأول مختار بن عويض، ووكيل الشؤون الفنية م. سالم العبودي، ومديرة مؤسسة المياه مريم السليمي ضرورة إعادة الحياة لمشروع المنطقة الحيوي، وإدخال الفرحة إلى كل بيت في مناطق بلحاف بوصول الخدمة».
واستغرب المواطن سالم مسلم علي شنجل أن تكون مناطق بلحاف تابعة لعاصمة المحافظة وتفتقر في ذات الوقت لمشروع مياه منذ عشرات السنين».

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: «مناطقنا ليست بعيدة من مدينة الغيظة، ومع ذلك تسحقنا أزمة المياه الخانقة التي تجاوز سعر البوزة الصغيرة الـ15 ألف ريال».
وأوضح المواطن علي حسين بلحاف أن «هذه المشكلة ليست بالجديدة ولكنها صارت مؤخراً قضية تزداد تداعياتها السلبية يوما بعد آخر على المواطن نتيجة للزيادة السكانية والتوسع العمراني وارتفاع سعر نقل المياه من الآبار، فضلاً عن الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار».
*المُشكلة ستحل قريبا
وأكد مدير عام الهيئة العامة لمياه الريف بالمحافظة م. يوسف أحمد بن محيسن أن «قضية خدمة المياه ستُحل قريبًا وستصل إلى كل بيت في مناطق: الفيدمي ويروب والحصن ومونغ والمناطق الأخرى».
وأشار إلى أن «فنيي ومختصي المؤسسة بدأوا بالأعمال الفنية لتنفيذ توجيهات المحافظ التي أصدرها في مطلع العام الحالي 2018م والخاصة بتنفيذ المشروع تحت إشراف وكيل المحافظة للشؤون الفنية م. سالم العبودي، وبمتابعة مباشرة منه».

وأوضح م. محيسن في تصريحه لـ«الأيام» أن «مكونات المشروع في مرحلته الأولى تحتوي على أنابيب ربط الآبار الثلاث التي تم حفرها بالخط الرئيسي (6) هنش إلى خزان التجميع في الجزع، وتركيب ثلاث مضخات كهربائية غاطسة مع الملحقات إلى جانب مضخة أفقية طاردة، وشبكة كهرباء للآبار الثلاث مع غرفة لمعدات الضخ ومحول كهربائي»، لافتاً إلى أن «الهدف من المرحلة الأولى هو ضخ المياه من الآبار إلى الخزان التجميعي في الجزع ومن ثم إعادة الضخ حتى الخزان البرجي بمونغ، والذي سبق التجريب له، فيما المرحلة الثانية منه توريد وتركيب مضخة كهربائية طاردة مع ملحقاتها في مونغ ومحول كهرباء خفض مع الشبكة وربط الأنابيب بالخزانات وخط الضخ الرئيس، وإعادة تأهيل الأنابيب الداخلة والخارجة من الخزانات البرجية وصيانتها في مناطق المشروع، بالإضافة إلى ربط أنابيب الإسالة النازلة مع الشبكة الرئيسية المنفذة سابقا، وذلك لضح المياه من خزان مونغ إلى جميع خزانات التوزيع لكافة المناطق». وبحسب محيسن، فإن التكلفة الإجمالية للمرحلتين تبلغ 129 مليونا و700 ألف ريال بتمويل محلي، تتبعها مرحلة ثالثة مستقبلية تتمثل بتنفيذ شبكة داخلية مع التوصيلات المنزلية».
تقرير/ ناصر الساكت

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى