شوارع كريتر تغرق في المجاري والجهات المعنية تحمل المواطنين المسئولية

> تقرير/ كيان علي شجون

> تزايدت في السنين الأخيرة مشكلة طفح المجاري بشكل كبير جداً في كثير من أحياء مدن العاصمة عدن، الأمر الذي أفقدها جمالها وشوه صورتها الفاتنة، فضلاً عما خلقته من تداعيات سلبية على حياة القاطنين، من انتشار البعوض والذباب والحشرات الناقلة لعديد من الأمراض التي باتت منتشرة في المدينة.
تقول وديان محمد فضل، وهي طالبة جامعية: «رغم وجود موظفين كثر في مجال الصرف الصحي إلا أن هناك تقاعسا وتقصيرا كبيرين من قبل مكتب الصرف الصحي، فمثلاً عند طفح المجاري نقوم بإبلاغ المكتب، ولكنه لا يتجاوب معنا بسهولة ولا يتم النزول إلى موقع الطفح وإرسال العمال إلا بعد مرور عدة أيام، وذلك بعد أن يكون الطفح قد وصل إلى منطقة أخرى».
خالد فهد، وهو معيد في كلية الآداب، أوضح في حديثه لـ«الأيام» أن «عمال المجاري لا يأتون إلا بالمال، الأمر الذي يضطر على إثره ساكنو الحي الذي يشهد طفحاً لإعطائهم المال ليقوموا بمهامهم، وإلا سيظلون يماطلون».
*أضرار كثيرة
ولفت المواطن عزيز عبد الخالق(متقاعد) إلى أن «مظاهر الجمال في المدينة اختفت تماماً بسبب طفح المجاري المنتشرة في معظم شوارعها، فضلاً عمّا أنتجته من أضرار وأمراض كثيرة في الآونة الأخيرة لم يعهدها المواطن في الفترات السابقة، كمرض الكوليرا، وحمى الضنك المنتقل عبر البعوض».

وأضاف في سياق حديثه لـ«الأيام»: «من الأضرار الناتجة عنها أنها أصبحت تُشكل عائقاً أمام المارة من المواطنين لاسيما الأطفال والنساء وكبار السن ممن لا يستطيعون تجاوزها بسلام وإرغامهم على المرور في وسطها مكرهين، كما أن الأطفال لا يقدرون على التمييز بين المياه الطافحة في الشوارع ما إذا كانت مياه شرب ناتجة عن إهمال إصلاح الحنفيات أو الخزانات التي تتعرض للكسر أم مياه مجاري، فتجدهم يلعبون فيها غير آبهين للمخاطر التي قد يتعرضون لها بسببها».
*المواطن يتحمل المسئولية
وأكد مدير شبكة الصرف الصحي في المنطقة الأولى جمال قاسم، والتي تضم مديريات: كريتر، المعلا، التواهي، وخورمكسر، بأنه «لا يوجد أي خلل في شبكة الصرف الصحي، وأن المشكلة يتحملها المواطن بشكل رئيس، نتيجة لِما يقوم به من عبث واستهتار، كرمي بعض المخلفات الصلبة والعبايات والعلب والأكياس في أنابيب المجاري، المسببة بانسدادها ومن ثم الطفح».
وأضاف في تصريحه لـ«الأيام» أيضاً أن «البناء والربط العشوائي لعب دورا كبيرا في ازياد هذه المشكلة إلى جانب تزايد أعداد السكان في أحياء معينة من كريتر والتسبب بحدوث الطفح فيها شبه يومي كحيي شعب العيدروس والخساف، إلى جانب كثرة افتتاح المطاعم ومحلات الحلويات بدون تراخيص وبنائها بطرق عشوائية أو بعدم استيفائها للشروط المطلوبة والصحيحة، والتي في العادة تتحول مخلفاتها الزيتية إلى مواد صلبة بعد فترة والتسبب بالانسداد».
ولفت قاسم في سياق حديثه إلى أن «كثيرا من العمال يتعرضون للعديد من الاعتداءات أثناء عملهم من قِبل بلاطجة، دون أن توجد لهم أي حماية، مع غياب تام لأي إجراءات ضبط ضد من يقومون بالعبث في المناهل، بسبب الوضع الأمني في العاصمة».
*إمكانيات ومعدات معدومة
وأوضح جمال قاسم لـ«الأيام» أن «إمكانيات وآليات العمل معدومة، أو معطلة، وأن العمل يتم بسيارة واحدة فقط، وهي مقدمة من المجلس المحلي، ولا تغطي كافة أحياء كريتر، ما يؤدي في العادة إلى تأخر وصول العمال إلى مواقع طفح المجاري لمدة قد تصل إلى يومين أحيانا، ولا نستطيع أن نعمل على إصلاح المعدات بسبب قلة ميزانية المؤسسة».

ورداً على الاتهام الموجه لعمال المجاري أكد قاسم أن «المواطن غير ملزم بإعطاء العمال أي مبالغ مالية لإيقاف المجاري، وإذا حصل ذلك فإن المواطن يتحمل نتيجة خطئه، وإذا طلب أي عامل مبلغا من المواطنين يتوجب عليهم الإبلاغ، ليتم محاسبته واتخاذ الإجراءات المناسبة ضده».
*مساع للحل
وأوضح في ختام حديثه أن «المؤسسة قدمت مشاريع عديدة للمنظمات، محاولةً منها في تحسين شبكة الصرف الصحي، ومنها مشروع الممرات الخلفية والذي تم تنفيذه من قبل صندوق التنمية قبل سنوات.. ونسعى حالياً إلى تكملته في باقي أحياء كريتر»، مشيراً إلى أن «من أهم الحلول لتفادي طفح المجاري المستمر هو توعية المواطنين وحثهم على عدم رمي المخلفات والقمامة في داخل أنابيب المجاري، ووقف ظاهرة البناء والربط العشوائي أو البناء بالقرب منها».
تقرير/ كيان علي شجون

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى