قـصـة شهـيـد "علي عبدالله اليماني" (حماس وإخلاص)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> لشهدائنا الجنوبيين قصص ومآثر بطولية ينبغي أن تدون في صفحات التاريخ بحروف من دمائهم الزكية التي سالت في سبيل عزة وكرامة شعبهم ودفاعا عن بلدهم.. والذين كان منهم الشاب علي عبدالله اليماني، البالغ من العمر (30 عاما)، والذي خرج ملبيا النداء للدفاع عن دينه وأرضه لصد العدوان القادم من الشمال للقوات التابعة لصالح ومليشيات الحوثي في 2015.
يروي الوالد عبدالله اليماني قصة ولده الشهيد علي فيقول: «التحق ولدي بصفوف شباب المقاومة منذ بدء الغزو الحوثي على عدن، وكان مرابطا في جبهة الصولبان بخورمكسر تحت قيادة القائد رياض الصبيحي، وأثناء خوضه المعارك أصيب بتاريخ 29 / 5 / 2015م برصاصة قناص حوثي أثناء محاولته إنقاذ أحد أصدقائه بجبهة الصولبان، اخترقت الرصاصة الجزء الإيمن من الفك».
وتابع والد الشهيد بالقول: «بعد تحرير عدن عاد لحياته الطبيعية، ومن ثم التحق بقوات الجيش الجنوبي وتلقى التدريب في معسكر راس عباس، بعدها توجه إلى خرز وكهبوب وشارك في عملية تحرير باب المندب بقيادة الشيخ عبدالرحمن اللحجي، وأخيرا المخا التي رابط فيها حتى منّ الله عليه بالشهادة في 29/ 1/ 2017م إثر ضربة جوية خاطئة أدت إلى استشهاده وابن خالته أحمد فضل محمد وآخرين».
وختم قائلا: «فهو لم يحمل السلاح في حياته إلا في حرب العدوان على عدن في 2015م، كانت كلمته التي لا يفارقها «ما وهنا» و «العيش بكرامة أو الموت بشرف»، كان علي بارا بأبويه ومحبوبا عند الجميع ويحب مساعدة الاخرين، تلقى تعليمه الجامعي، تخصص محاسبة».
صديقه في جبهة الصولبان فواز الفضلي يعود بذاكرته إلى الأيام الأولى في الحرب ومرحلة انضمامه في صفوف المقاومة في جبهات القتال بعدن يقول: «سعى الشهيد منذ بدء الحرب للالتحاق بصفوف المقاومة لكنه لم يملك حينها قطعة سلاح فاستعار سلاحا من أحد أصدقائه في المنطقة التي يسكن فيها».
وعن مشاركته في جبهة العصيمي المواجهة للصولبان والعريش، يقول: «تعرضنا سويا للإصابة في أول معركة لنا لتحرير الصولبان اثناء تقدمنا من محطة العصيمي، كان ذلك في 29 مايو 2015م الموافق لشهر شعبان، حينها لم نكن نملك الأسلحة والعتاد الكافي للقتال.. تعرضنا سويا للإصابة، حيث أصيب هو في الجهة اليمنى من الفك من رصاصة قناص حوثي أثناء محاولته إنقاذي من إصابة في البطن تعرضت لها، إلا أنه عاد للجبهات بعد ثلاثة أسابيع من تلقيه العلاج... كنا نردد معه عبارته الشهيرة «ما وهنا» أي «ما ضعفنا. كان عند عودته من الجبهات لزيارة أهله لا يحب الاستعراض والتباهي بسلاحه الشخصي.. وقد شهد جميع من عرف الشهيد علي، رحمة الله عليه، بأخلاقه الرفيعة وتواضعه وحب الناس له».
فيما روى غسان علي بن داود، الذي شارك مع الشهيد علي اليماني في معارك تحرير المخا وجرح في لحظة استشهاده قائلا: «كنا معا لمدة ثلاثة أشهر، كان الشهيد علي اليماني، رحمه الله، يحفز إخوانه على الصبر والصمود وتحمل الصعاب أثناء اشتداد المواجهات، حيث كان شبه مسؤول على مجموعتنا وراميا يجيد التصويب من منصة سلاح الدوشكا، وكان من أوائل الذين حرروا المداخل القريبة من مدينة المخا، وكانت أولها تعرف بالمنطقة الجديدة على مشارف المخا».
ويضيف غسان: «رابط الشهيد علي اليماني متمركزا معنا على إحدى أسطح البنايات في منطقة تعرف بـ«خط الرقمي» بالمخا نظرا لأهميتها وموقعها الاستراتيجي في الوسط يفصل بينها خطوط رئيسية عن تعز ومفرق الحديدة، مهمتنا كانت قطع امدادات العدو، وكان الشهيد يستخدم ناظورا لمراقبة تحركات العدو، وبقي متمركزا لثلاثة أيام، وفي صباح ذلك اليوم 26 يناير 2017م اشتدت ضراوة المعارك حتى فترة المساء، وكانت لحظة استشهاده بعد صلاة المغرب بضربة طيران خاطئة واستشهد معه تسعة من شباب المقاومة أحدهم ابن خالته، فيما تعرضت أنا للإصابة بتلك الغارة الخاطئة».
وختم صديقه غسان بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، وواصفا تحلي الشهيد علي اليماني بـ«دماثة الأخلاق وابتسامته وطيبة قلبه الذي لن ننساه.. وقبل استشهاده واللقاء بأهله في زيارته الأخيرة اشترى قطعة سلاح روسي من ماله الخاص».
هو الآخر «فضل عبدالله اليماني» (شقيق الشهيد علي)، انتفض ضد العدوان الحوثي العفاشي، وشارك في معارك الدفاع عن عدن في جبهة بئر أحمد - الوهط أمام مزرعة علي جاحص، بقيادة الشهيد بإذن الله سامح الحسني.
وقدم فضل اليماني حينها ملاحم بطولية في الدفاع عن الأرض والدين والعرض، وأصيب في تلك المعركة في 21/ 4/ 2015م، وسال دمه الزكي وروى به تربة وطنه الغالية.
وبذلك تكون أسرة عبدالله اليماني قدمت فلذات أكبادها قربانا في سبيل عزة وكرامة الدين والأرض والعرض، ودونت الأسرة اسمها بأحرف من نور على صفحات التاريخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى