آهات أحمد رامي

> محمد حسين الدباء

> يقول الكاتب المصري محمد ثابت: «لو قال كل حبيب: «آه» في وقت واحد؛ لانهارت الأرض بكل ما فيها، فالحب نار وعذاب؛ وأقسى درجات العذاب أن يهون أمرك على حبيبك كأنك لا شيء؛ لستَ موجودا، لا هو يحبك، ولا هو يكرهك».
وشاعرنا أحمد رامي، أحد الذين أحبوا وهاموا وعَشِقوا، قال «آه» وألف «آه»، فانهارت معه كل العقول والقلوب، إلا قلب واحد؛ قلب حبيبة عمره.. السيدة «أم كلثوم»؛ أحبها وتحدث عنها طوال حياته، كأنها بين ذراعيه، لا تفارقه، يكتب لها أجمل الأغاني والأشعار من أعماق روحه، أما هي في عالم آخر؛ عالم الشهرة والمجد، كأنه يكتب كلاما في الهواء، فالحب من طرف واحد..«شيكات بلا رصيد».. لا معنى ولا قيمة له.
أحب «رامي» أم كلثوم حبا أفلاطونيا؛ أي حبا عذريا وحالة عاطفية بعيدة عن أي مفهوم مادي أو جنسي. قال مرة: «إنني أحب أم كلثوم كما أحب الهرم، لم ألمسه، ولم أصعد إليه، لكني أشعر بعظمته وشموخه، وكذلك هي!».
مائة وسبعة وثلاثون أغنية، كتبها أحمد رامي لـ «كوكب الشرق»، لم يتقاض مليما واحدا؛ لأن الأغنية عنده قطعة من نفسه وروحه وخياله، هذّب معانيها وألفاظها، فلم يشأ أن يسري عليها نظام العرض والطلب، فقالت له: «أنت مجنون لأنك لا تأخذ ثمن أغانيك!»، قال لها: «نعم، أنا مجنون بُحبِك، والمجانين لا يتقاضون ثمن جنونهم، هل سمعتِ أن قيس أخذ من ليلى ثمن أشعاره التي تغنّى بها؟». ظنته يمزح فردت قائلة: «سمعني آخر حاجة يلاّ؟».
قيل إنها كانت تحبه «حب المصلحة»، فهو «شاعر لا يباريه أحد في كلماته» كما قال عنه الرئيس أنور السادات، رقة وعذوبة لا مثيل لها، واعترفت «أم كلثوم» وقالت: «أحب في رامي الشاعر وليس الرجل»، وجرحه ذلك، فكتب لها أغنية تقول: «عزة جمالك فين.. من غير ذليل يهواك»:
ياللي كان يشجيك أنيني
كل ما أشكي لك أسايا
ياللي كان يشجيك أنيني
كل ما أشكي لك أسايا
كان منايا يطول حنيني
للبكا وأنت معايا وأنت معايا
حرمتني من نار حبك
وأنا حرمتك من دمعي
حرمتني من نار حبك
وأنا حرمتك من دمعي
ياما شكيت وارتاح قلبك
ياما شكيت وارتاح قلبك
أيام ما كنت أبكي وأنعي
محمد حسين الدباء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى