الهجرة إلى إسرائيل..!!

> عبدالقوي الأشول

> ربما يبدو مثل هذا العنوان لافتاً بعض الشيء، لكنه لم يعد مستبعداً كما كان عليه الحال في العقود الماضية.
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول

فهل تغيرت الأمور إلى هذه الدرجة على الصعيد العربي، بعد أن عجزت إسرائيل على مدى تاريخها عن إقناع العرب بجنتها الموعودة على الصعيد الاقتصادي، كما ظل يروج أبرز قادتها، ومن أبرزهم رئيس وزراء إسرائيل الذي تم اغتياله بسبب أفكاره تلك التي ظلت تروج لفكرة نمو شرق أوسط جديد تقدم فيه إسرائيل ما لديها من عقول بشرية وتقنيات مقابل أن يقدم العرب العمالة والمواد الخام ونحوها من المقومات التي لدى كل طرف.
«شمعون بيريز» كان ضحية أفكاره تلك بعد أن استهدف من متطرفي الفكر الاسرائيلي، وهو الزعيم الإسرائيلي الذي ظل يشير إلى امتدادات الأراضي العربية وثرواتها التي لم تستغل، مؤكداً حينها ان السلام هو السبيل الوحيد لخلق عوامل رخاء واستقرار. كلام نظري قطعاً تجابهه عقبات عدة بحكم تعقيدات الصراع العربي الإسرائيلي وحساسيته الشديدة بحكم استهدافه القبلة الثانية للعرب والمسلمين.
فهل تستطيع إسرائيل مغازلة العرب أو بعض الشعوب العربية الفقيرة عبر فتح مجال لاستيعاب الأيادي العاملة التي تجوب الآفاق بحثاً عن مواطن هجرات جديدة تمكنها من تحقيق عوامل استقرار ومداخيل تساهم في كفاية أسرهم التي تعاني من وطأة الفقر جراء غياب فرص العمل لديها في بلدانها وتقلص ما كان مباحاً في بلدان الاشقاء خصوصاً في الخليج النفطي الذي شهد مؤخراً سلسلة إجراءات طالت الكثير من الايادي العاملة العربية، وهو ما دفع هؤلاء للبحث المستمر عن بلدان جديدة للهجرة علها تساهم في تنمية قدراتهم، ناهيك عن أن بعض هؤلاء لديهم تجارب عمل تجارية وأموال يكونون من خلالها قادرين على اقتناص أي فرص قد تأتيهم.
الجدير ذكرة أيضاً أن العمالة اليمنية تحديداً رغم تواضع قدراتها المعرفية خصوصا في مجال تقنيات العصر إلا أنها عمالة مرغوبة وتحظى بالاهتمام من قبل أرباب رؤوس الأموال لما لديها من مقومات نجاح وإن كانت في المجالات التقليدية التي تحقق من خلالها نجاحات ملحوظة، ناهيك عما لديها من مقدرات العمل في المهن الشاقة كالبناء ونحوها.
إسرائيل.. قطعاً لم تكن قط وجهة هذه العمالة إلا أن نذرا كثيرة تشير إلى سعي بعض الباحثين عن فرص عمل للتوجه إلى إسرائيل التي قد تستوعب أعدادا من هؤلاء.
حتى إن البعض يعتبر هذا التوجه الجديد نقطة تحول غير عادية في الواقع الإسرائيلي الذي ربما يجد في مثل هذا التوجه درجة من درجات اغتنام الفرص التي تسقط مع مرور الزمن ما ترسخ في الأذهان عن إسرائيل شديدة العداء للعرب.
فهل تمنح حروب المنطقة العربية ومآسيها وأوضاعها الاقتصادية الصعبة وغياب الأمن والاستقرار وفرص العمل في هذه المجتمعات، هل تمنح إسرائيل ورقة جديدة تكون قادرة من خلالها على ترميم صورتها المشوهة للغاية في جوارها العربي تحديداً؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى