> اجتمع ثلاثة صعاليك يقطعون الطريق، الثلاثة هم مالك ابن الريب وشظاظ وأبو حردبة.. طال بهم الليل ولم يمر بهم أحد حتى يقطعوا عليه الطريق ليدور بينهم حديث ظريف فقال أبو حردبة: لننمْ فنحن متعبون.
قال مالك: لا ... فربما باغتنا جند مروان بن الحكم.
فقال شظاظ: إذن ماذا نفعل الآن؟
قال مالك: لنفكر في أمر نقطع به عنق الليل.
فقال أبو حردبة: لنتحدث بأعجب ما عملنا في سرقاتنا
فقالا ابدأ يا أبا حردبة أنت أولا.
فقال: حسنا.. أعجب ما صنعت أنني صحبت جماعة فيها رجل على جمل فأعجبني ، فقلت والله لأسرقن ّجمله، فراقبته حتى نام، فأخذت خطام جمله وهو عليه وعدلت به عن الطريق وصيرته في موضع لا يغاث به المستغيث، فأنخت الجمل، وصرعته، وأوثقت يديه ورجليه، وسقت الجمل إلى مكان بعيد خبأته به، ورجعت إلى الجماعة فوجدتهم يبحثون عن صاحبهم فقلت: مالكم ؟ فقالوا: فقدنا صاحبنا، فقلت: أنا أعلم الناس بأثره، فخرجت بهم أتبع الأثر حتى وقفوا عليه، فقالوا له: مالـَك ؟! فقال: لا أدري نعست فانتبهتُ فإذا بخمسين رجلا قد أخذوني، وقاتلتهم فغلبوني.
وعندما سمعت هذا أخذت أضحك من كذبه وعندما ذهبوا عدت إلى الجمل وأخذته مع ما حمل من متاع.