قـصـة شهـيـد "سامح خالد عبدالله امهوب" (أول شهيد في الوهط)

> تكتبها / خديجة بن بريك

> يقول حميد مجيد السلامي مدون قصص الشهداء في محافظة لحج: «منذ اليوم الأول الذي وطأت وغزت فيه المليشيات الحوثية ومن ناصرهم وتبعهم، الحوطة بلحج المحروسة بالله، ومنذ الساعة الأولى التي سيطرت فيها على الخداد والقريشي والبساتين الخضراء وسفيان، واعتلت العمارات الشاهقة في الشارع العام وحارات الدباء والبساتين والرباط، هب شباب الحوطة هبة رجل واحد لنصرة دينهم وأرضهم وعرضهم من كل بيوت الحوطة ومن قرى تبن، رغم شحة إمكانياتهم وعدم امتلاكهم للسلاح إلا البعض منهم، كما أن جميع الأسر نزحت من الحوطة من جراء القصف المدفعي والكاتيوشا، وكانت أسرة الشهيد سامح واحدة من تلك الأسر التي خرجت إلى القرى الشرقية للحوطة إلى الحمراء والمجحفة ثم إلى هران وصبر واستقرت أخيرا في منطقة الوهط».
ويردف قائلا: «الشهيد سامح امهوب ورفاقه من شباب المقاومة لم يهدأ لهم بال حينما كانت مدينة الحوطة تحت قبضة المليشيات الحوثية العفاشية، فانتفضوا وقرروا مقاتلة ذلك العدوان.. حينها خرج الشهيد بإذن الله سامح رغم المخاطر والظروف الصعبة ليذهب إلى منزله بالحوطة لإخراج سلاحه الشخصي، لكن لم يتم له ذلك، فالحوطة تحت سيطرة المليشيات والاشتباكات فيها مشتعلة وسلاحه في المنزل والحوثيون اعتلوا العمارات العالية في مبنى مؤسسة اللحوم، ونصبوا القناصة الذين أعاقوا تحرك شباب المقاومة، هذه الأسباب المباشرة جعلت الشهيد سامح خالد يعود إلى الوهط نادما ومتحسرا على خيبة الأمل، وتواصل مع عدد من أصدقائه المقربين له بضرورة الحصول على الأسلحة».
ويختتم السلامي قائلا: «قال لي الأخ المقاوم عبده جعفر السقاف الذي كان زميل الشهيد ورافقه حتى لحظات استشهاده بأن سامح كان يردد قائلا: «نفسي أكون شهيدا ولكن والدتي تمنعني».. وسنحت له الفرصة وحصل على السلاح، وبعد يومين من حصوله على السلاح بدأت شرارة الحرب في الوهط في صباح يوم الإثنين بتاريخ 2015/4/20م، وحينها كان المؤذن لصلاة الفجر يردد (حي على الجهاد) فانتفضتُ من فراشي وأخذت سلاحي وذهبت للمسجد وبعد الصلاة توجهت إلى سامح وقلت له: ألم تسمع نداء (حي على الجهاد)؟، وعندما حانت ساعة الصفر لمواجهة مليشيات الحوثي لم يكن معه ذخائر فرميت له بمخزنين مليئة بالذخيرة وتوجهنا لساحة القتال ولم أرَ أشجع منه، كان مقداما شجاعا لا يهاب الموت، رجال كنا كلنا، الشباب المقاتل من عناصر المقاومة خلف المباني التي أمام المستشفى ومدرسة الوهط، وحاول الشهيد سامح مرتين اقتحام المدرسة والانقضاض على عناصر الحوثيين لوحده ولكن كنا نمنعه من اقتحامها لوحده لأن القناصة منتشرون على أسطح المدرسة والمباني العالية، إلى أن نفدت ذخيرتي وذهبت لإحضار الذخائر بعد أن وعدني سامح ألا يدخل المدرسة لوحده لأن إمكانياتنا قليلة بالنسبة لعتادهم وقواتهم البشرية والعسكرية.. وما أن عدت بالذخيرة إلا ورفاقنا المقاتلون التفوا حولي وقالوا لي صاحبك سامح استشهد.. بعد صمت سأل السقاف زملاءه: كيف وأين؟ وهل دخل المدرسة؟، فعلم بعدها أنه ذهب لفك الحصار عن ثلاثة من الشباب المقاتلين حاصرتهم عناصر المليشيات الحوثية في الأرض (الأطيان) التي خلف المدرسة واستطاع أن يفك الحصار عنهم وسلِم الجميع ماعدا سامح فقد استشهد خلال ذلك الهجوم على المليشيات الحوثية بمكان مكشوف حيث أصابته رصاصة قناص بالصدر.. وتمكن الشباب من سحبه وإخراجه وهو يشهّد ويذكر الله حتى أوصلوه إلى سيارة الإسعاف، لكن فاضت روحه الطاهرة إلى الرحمن».
تكتبها / خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى