> الكل يتصارع من أجل الوطن، أخٌ يقتل أخاه، أفراد وأحزاب ومجموعات ومكونات يتحاربون من أجل الوطن.. أي أن الجميع متفقون على أن مبدأهم وهدفهم هو الدفاع عن هذا الوطن.
إذاً، ما مفهومية هذا الوطن لكل منهم؟
أفراد شعروا بدفء هذا الوطن لوجود لديهم مصالح ووظائف ومكاسب سياسية ونصيب من ثروة الوطن.
والبعض الآخر لم يشعر بالنقيض لعدم ارتباطه بالوطن، بأي مما ذكر سابقا، أو أي نصيب من ثرواته، الأمر الذي جعله يعيش حياة الكفاف والفقر المدقع والبطالة وسوء المعيشة من كل نواحيها.
إذاً الكل لديه الحق والصواب في التحارب للدفاع عن هذا الوطن بالطريقة التي يفهمها كل منهم، ولكن دون وجود العقل والحكمة.
وللإيضاح أكثر نقول: إن الفئة الأولى تُحارب من أجل الحفاظ على مصالحها والإبقاء على مكاسبها السياسية، وفي نفسيتهم كل معاني الأنانية وحب النفس والتملك لهذا الوطن، دون استشعار بإحساس أخوه الذي يحاربه في الطرف الآخر.
أما الفئة الأخرى فهي تُحارب من أجل استرداد وطن يشعر به، مطالبا بالمواطنة المتساوية، وأن يتمتع بنفس المزايا التي يتمتع به الطرف الأول من نعمة هذا الوطن.
وعلى هذا نقول لجميع المتحاربين إن الوطن ليس ملكية خاصة أو لأحد دون آخر، فالوطن للجميع، وكل منا له حقوق كما عليه واجبات تجاهه.
كما أن الحل الأنسب لكل مشاكله يتمثل بدولة اتحادية بمفهومها (النظام الفيدرالي) والذي من شأنه أن يحفظ حقوق المواطنة المتساوية وتقاسم السلطة والثروة دون إقصاء أو تهميش لأي من المتصارعين في بلدي.