شرطيات اليمن.. عندما يقبل المجتمع تعترض الحرب

> تقرير / غمدان الدقيمي*

> لا تخفي ياسمين الريمي، وهي ضابطة شرطة يمنية برتبة ملازم ثان، اعتزازها ببزتها العسكرية التي ترتديها منذ 17 عاما.
ياسمين، في منتصف عقدها الرابع، من النساء القلائل اللواتي اقتحمن المؤسسة الأمنية في مجتمع قبلي محافظ لا يروقه عمل النساء.
ومنذ عام 2000، صار بإمكان الفتيات في اليمن الانضمام إلى سلك الشرطة.
لكن دراسة أعدها في 2014 المركز اليمني لقياس الرأي العام، وهو منظمة مدنية محلية، قالت إن 2868 امرأة فقط يعملن في جهاز الشرطة، مقابل قرابة 196 ألف رجل، أي أن النساء يشكلن فقط 1.7 في المئة من مجموع منتسبي الشرطة اليمنية.
ولا توجد إحصائيات جديدة منذ ذلك التاريخ، خاصة أن عمل الأجهزة الأمنية النسائية شبه متوقف بسبب الحرب.
وما يزال الالتحاق بالجيش، في أغلب أجهزته، حكرا على الرجال في اليمن.
سمح اليمن، منذ عام 2000، للنساء بالالتحاق بأسلاك الشرطة .
*مضايقات أسرية
أثار إعلان الحكومة، قبل 18 عاما، عن إنشاء جهاز للشرطة النسائية في البلاد انتقادات رجال دين وزعماء قبليين بارزين حينها، لكن الحكومة أصرت على المضي قدما في تخريج أول دفعة من الشرطة النسائية في العام التالي.
تخرجت ياسمين ضمن هذه الدفعة من مدرسة الشرطة النسائية نهاية 2001م.
تقول «كنت ضمن الدفعة الأولى. لم يكن هناك قبول اجتماعي بالتحاق المرأة بالعمل الأمني. أهلي شجعوني على ذلك.. لكني أعرف زميلات تعرضن لمضايقات أسرية".
حسب ياسمين، فقد تبرأ أشقاء من شقيقاتهم واعتبروا انضمامهن للشرطة عيبا وعارا.
مع ذلك، تعتقد الضابطة اليمنية أن الوضع الآن أحسن مما كان عليه قبل سنوات. بدأ المجتمع يتقبل شيئا فشيئا.

تقول ياسمين إنها دربت أكثر من 800 فتاة في قطاعات الأمن العام والشرطة العسكرية والأمن القومي ومكافحة الإرهاب، منذ عملها مدربة في مدرسة الشرطة النسائية سنة 2005.
لكن الحرب أوقفت هذا المسار. تؤكد ياسمين أن اليمنيات توقفن عن الالتحاق بالشرطة منذ 2011.
ويقع المركز الرئيسي لمقر مدرسة الشرطة النسائية في العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين.
وكانت توكل للشرطيات في اليمن عادة مهام تتعلق بالنساء، مثل تفتيش النساء في المطارات والمرافق العامة وإثر المداهمات الأمنية.
*مكافحة الإرهاب
شاركت النساء في جهود مكافحة الإرهاب في اليمن الذي يحتضن أحد فروع تنظيم القاعدة الأكثر نشاطا.
تقول قبول الصعدي، وهي قائد العنصر النسائي في وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للأمن المركزي بصنعاء، «نفذنا مهاما كثيرة ضد تنظيم القاعدة. عثرنا على أحزمة ناسفة وأسلحة، وأحبطنا مخططات وعمليات إرهابية قبل التنفيذ».

خضعت قبول الصعدي، التي تحمل رتبة نقيب، لدورات تدريبية داخل اليمن وخارجه، على حمل السلاح والمداهمات الأمنية ومكافحة الجريمة المنظمة.
لكن دور شرطيات جهاز مكافحة الإرهاب توقف تماما بسبب الحرب، حسب قبول.
«يقتصر عملنا الآن على مهمات محدودة كالتفتيش في النقاط الأمنية، أو تشكيل حزام أمني في حالة وجود طارئ».
تقول قبول الصعدي إن دور شرطيات جهاز مكافحة الإرهاب صار يقتصر على مهمات محدودة كالتفتيش في النقاط الأمنية.
وتنتقد هناء الفقيه، 27 عاما، وهي ضابطة برتبة نقيب في قوات الحماية الرئاسية «إهمال الشرطة النسائية وتجميد نشاطها الأمني منذ بدء الحرب الحالية في البلاد»، في إشارة إلى جماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء.

وأسست الجماعة وحدة أمنية نسائية تابعة لها، تحت اسم «زينبيات”.
بعد تخرجها من كلية الشرطة، قبل سنوات، انتقلت هناء للعمل ضمن فريق من المجندات بمهمة الحماية الجسدية لرئيس الجمهورية.
«بداية مشوارنا، كان المجتمع يحاربنا بشكل كبير.. تغير الوضع بشكل إيجابي» تقول هناء.
لكن المشكلة في الحرب. هناء متوقفة عن العمل أيضا.
* موقع ارفع صوتك
تقرير/ غمدان الدقيمي*

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى