سقطرى.. جزيرة الأحلام والأساطير

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
هي إحدى جزرنا الجنوبية ذات الأهمية الاستراتيجية الرابضة في محيط المياه الزرقاء في المحيط الهندي أو هكذا تبدو سقطرى معزولة عن محيطها الجغرافي وهو الحال الذي تكبدت الجزيرة جرائه متاعب كثيرة بحكم صعوبة وصول المواصلات إليها حتى أنها كانت تفرض عليها شبه عزلة تامة في مواسم الرياح، ربما استطاعت الجزيرة عبر افتتاح مطارها تجاوز معضلة الطقس الذي عانى بسببه سكانها الكثير.
ما جعلني أشير إلى ما سلف هو حال الجزيرة على مدى عقود، الذي تميز بالبؤس وغياب الاهتمام بأحوال سكانها، فكل ما هنالك أن يأتي ذكر سقطرى مقترنا بكنوزها الطبيعة النادرة التي تعد إحدى المحميات العالمية ذات الأهمية الكبرى، حيث يوجد عدد كبير من الأشجار النادرة في أنحاء الجزيرة الواسعة بالإضافة إلى الطيور والحيوانات النادرة.
سقطرى على مدى عقود لم تكن إلا تلك التجمعات السكانية التي يعمل معظم أهلها في مهنة الاصطياد إضافة إلى الرعاة البدو من سكان المناطق المرتفعة بحكم سعة أرجاء الجزيرة التي عرفت بطقسها المتنوع أو المختلف بين مناطق ساحلية وأخرى جبلية، ناهيك عن فرادة تربتها التي يمكنك أن تطالعها، وأحجارها التي تميل إلى اللون الأبيض ما يرجح وجود المياه العذبة في أنحائها.
اللافت في هذه الأثناء هي درجة اهتمام البعض بالجزيرة وليس الإحساس بمعاناة سكانها إنما من منظور مكايدات سياسية يراد من خلالها وضع الجزيرة في أجواء متوترة هي في غنٍ عنها..
فأين كان كل هؤلاء الذين يذرفون دموع التماسيح على أحوال سقطرى اليوم.. سقطرى على مدى عقود مضت وفي نطاق تدابير سلطات صنعاء العسكرية تجاهها.. وضعت على ربوعها «حامية» عسكرية ثابتة طيلة العقود الماضية، موحين لهؤلاء باستيطان الجزيرة حتى إن ذلك التوسع العمراني الذي أخذ نسق الهيمنة على عقاراتها على الكثير من خصائصها الجغرافية ومجوهراتها الطبيعية من أشجار نادرة وثروة سمكية شديدة التنوع.
ظلت سقطرى تعاني ولم يلتفت هؤلاء قط إلى حال سكانها، فما الذي استجد اليوم لدى هذه الأطراف حتى يضعون سقطرى في صدارة اهتماماتهم؟ للأسف بأن ذلك من منظور ما لدى هؤلاء من حسابات سياسية تجاه الجنوب بصورة عامة، حتى إن فكرة المضي باتجاه سقطرى أتت متنوعة بحملة أقاويل لا تمت إلى حقائق الواقع كما هي على الأرض.
والأجدر لو أن ما يجري هو من باب الحرص والمسؤولية أن تعالج قضايا كثيرة تتعلق بأمر المناطق الجنوبية عموماً، لا أن يذهب هؤلاء إلى عمق مياهنا الإقليمية لبعث حالة من التوترات في أرجاء أرخبيل يعيش أوضاعاً خاصة، وكل ما يشاع حوله هو من باب المكايدات السياسية والحسابات الضيقة لدى بعض الأطراف التي تقف بحالة عداء صارخة تجاه الجنوب وقضيته، وهي حالة من التعارض التي لو استمرت بهذا المستوى سوف تكون لها نتائج وضجة على الأرض.
ورغم كل ما يقال ويشاع ستظل فاتنة المحيط السقطرية بملامحها الجمالية وعذريتها وأسطوريتها التي تخلب الألباب.
واقفة بشموخ في مياه المحيط تناجي آمال وأحلام المستقبل بكل كبرياء وشموخ، وتحت أشعة شمسها الدافئة سوف تتبخر أساطير السياسيين ومكايداتهم التي لا ترتقي إلى مستوى الحقيقة بشيء. إنها الأرض الموعودة بالحياة والتجدد.
خدوعك من الخوف على أرخبيلنا الرائع، فلكل جهة رب يحميها، وفق القول المأثور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى