خنذوذ في حدجة ..!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* كثرت (الخناذيذ) التي تحتال وتتغذى على آلام الشعب، كل (خنذوذ) سياسي يرى (الجنوب) مجرد (حدجة) خاصة به، يأمر وينهي والشعب خادم مطيع، يتحاشى لسعته القاتلة.. كل (خنذوذ) له مشروعه الذي يرتهن فيه للخارج. و(الخناذيذ) في مفهومنا العلمي هي (الدبابير) التي نكش عشها قليلو الخير..
* لا تتعجب عندما يخرج عليك (خنذوذ) من ركام التاريخ، بينه وبين (الجنوب) قطيعة ثم يدعي أن (الجنوب) حقه، وحق حاشيته من (الخناذيذ) المقنطرة المخنذذة..
* ولا تندهش من (خنذوذ) أكل أخضر الجنوب ويابسه، ثم فجأة اكتشف أنه وطني، وأن (حدجة) الجنوب لا تتسع إلا لحاملي مشروع تقسيم الجنوب إلى (حدجات) في إطار مشروع (الحدجة) الاتحادية، متوعدا من يخالف مشروع تقسيم (الحدجات) بالويل والثبور وعظائم اللسعات والقرصات..
* من يتابع حركة (الخناذيذ) في الخارج والداخل سيدرك كيف أن قلوب بعض الجنوبيين السياسيين شتى، والنفوس ممتلئة بالكثير من ترسبات حتى..
* أما ما يقهر القلب ويدمي العين أن (خناذيذ) سياسية دمرت معالم الجنوب بحجة أن فيها ملمحا رأسماليا ومسحات برجوازية تتقاطع مع ثقافة توزيع البؤس على فقراء أبناء الجنوب ، ولأنها أيضا لا تتماشى مع المد الشيوعي الذي يشير دوما إلى أن المجد للشاكوش ، والنصر للسندان، وربما لعشش الصفيح.. هذه (الخناذيذ) نامت وشبعت نوما ، وعندما استيقظت في الوقت بدل الضائع اكتشفت أن لها تركة في الجنوب تحت ركام وجبات اقتتال الرفاق..
* تظن (الخناذيذ) التي تعيش في أبراج مكيفة أن شعب الجنوب بعد كل هذه الألعاب الدراكولية غير الظريفة ساذج يمكن إطعامه بأوهام العيش الرغيد ، والشعارات البراقة التي تستهدف قطع دابر قضيته العادلة ، وإدخاله في أتون صراعات مناطقية تفضي في النهاية إلى التحارب الأهلي، ومن ثم العودة الى مشروع (الخناذيذ) التسلطي..
* تعتمد (الخناذيذ) السياسية (شمالية جنوبية) على مبدأ خلق صراعات بين الجنوبيين، تفضي في النهاية إلى فرض مشروع نرجسيتها في المزاد الشعبي، ورهانهم في ذلك سينصب على شراء قلوب وألسنة وحناجر وعقول الناس ، مستغلين وضع المواطن المعيشي ، والمال هو أرخص وسيلة لشراء النفوذ ، وكسر الإرادة الشعبية، ثقافة دخيلة لكنها شائعة مع الأسف الكثير..
* أغلب (الخناذيذ) التي تملأ سماء جنوبنا الغالي سبق وأن ذاقوا مرارة نظام (الوحدة) الديكتاتوري العائلي، وهم الآن يسيرون على نهج زعيمهم الذي علمهم السحر ، يعتقدون (وعندهم حق طبعا) أن الجنوبيين لا يستطيعون أن يصنعوا لأنفسهم رأيا، فتجارب الجنوبيين مع تاريخ صرعات الرفاق، ومن ثم مع نظام (الوحدة) تؤكد أن الجنوبيين يتركون التفكير في مشاكلهم لقيادات انتهازية ، وهم كما قال (توفيق الحكيم): يستسهلون ارتداء الآراء التي تصنع رأيهم وقرارهم، والنتيجة أن الشعب يعيش مغيبا وبلا قرار وبلا شراكة ..
* الأحوال السياسية للجنوب تشير إلى تكاثر (الخناذيذ) والتفافها على حق الشعب الجنوبي، والهدف ليس تمييع القضية بكيانات سياسية متفرقة فقط، بل وتمزيق جسد الجنوب إربا بحيث يتوزع دمه بين القبائل..
* مناخ الجنوب غائم كليا في ظل تضاعف منسوب (الخناذيذ) الداخلية والخارجية، والذين أطلقوا أسراب (الخناذيذ) من عشها يستهدفون خلط الأوراق ، وخلق فوضى خلاقة واعدة بالمزيد من المكايدات والمماحكات السياسية، يريدونكم ترفعون الراية البيضاء ، تتقاتلون وتتصارعون على زعامة فانية، أو تمضون دون وعي في ركب مشروعهم التجاري، مشروع لئيم يجعل الجنوب مجرد (خنذوذ) في (حدجة) طرشان الزفة..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى