مدير عام المسيمير رمزي عبدالله ناصر لــ«الأيام»: المديرية خارج خارطة الاهتمام الحكومي ونطالب المنظمات المعنية مزيدا من الدعم

> حوار/ هشام عطيري

> أكد مدير عام مديرية المُسيمير بمحافظة لحج رمزي عبدالله ناصر أن المديرية تُعد من أفقر المديريات على مستوى محافظة لحج والجنوب بشكل عام، وأن أبناءها يعيشون أوضاعًا صعبة في مختلف المجالات.
وأوضح ناصر، في حواره مع «الأيام»، أن الفساد الذي استشرى خلال قيادة السلطات السابقة هو من أوصل المديرية إلى وضعها المتردي.
كما تمنى من القائمين على مصنع أسمنت الوطنية أن يولوا اهتماما أكبر بمرضى المديرية وخصوصًا مرضى السرطان.
فإلى تفاصيل اللقاء:
* حبذا لو تُطلعنا في البدء على الواقع العام للمديرية؟
- وفقاً للإحصائيات تُعد مديرية المسيمير من أفقر مديريات محافظة لحج، وقد تكون على مستوى الجنوب بشكل عام.
وكما يعلم الجميع تسلمنا زمام إدارتها في ظل فترة بالغة التعقيد، وغياب للدولة ولمؤسساتها، مع انتشار ملحوظ للجماعات المتطرفة لفترة ما بعد الحرب الأخيرة، وعملنا جاهدين رغم كل الصعوبات على التنسيق المستمر مع المنظمات الإنسانية والإغاثية والخدمية واستطعنا أن نوصلها إلى كافة قرى ومراكز المديرية، وفي الحقيقة ما زلنا بحاجة ماسة للعمل الإنساني والإغاثي والخدمي، نتيجة للكثافة السكانية في المديرية والوضع المعيشي المتردي لأبنائها، خصوصاً في ظل الغياب التام للجانب الخدمي للحكومة.
* المديرية غنية بإيراداتها فقيرة بمشاريعها.. لماذا؟
- الأمر يرجع للفساد المستشري الذي مارسته السلطات السابقة في المديرية والمحافظة على مرأى ومسمع من الجميع، ونحن استلمنا قيادتها في ظل مخلفات فساد متراكم.
وحاليًا يوجد لدى المديرية رصيد لا بأس به، واستطعنا أن نحافظ على هذا الرصيد وعملنا بشكل حثيت على تهيئة واستتاب الأوضاع الأمنية وقطعنا شوطا كبيرا في هذا الجانب، ونحن أيضاً بصدد تدشين خطة مشاريع واسعة بالتنسيق مع الجهات المختصة في السلطة بالمحافظة.
* كم الإيراد الشهري المخصص للمديرية من مصنع أسمنت الوطنية وأين يصرف؟
- بالنسبة إلى إيرادات المديرية من مصنع الأسمنت غير مستقرة أو محددة برقم معين، لكونها تخضع لكمية الإنتاج، والمبلغ الموجود لدينا يزيد عن 200 مليون، وسنعمل في المديرية وبالتنسيق مع المحافظ لتسخير هذا المبلغ بتنفيذ مشاريع حيوية تلامس متطلبات أبناء المسيمير وهمومهم.
* هل هناك اتفاقية بين قيادة المصنع والمديرية لمعالجة مرض السرطان وغيره من الأمراض الخطيرة؟
- لا توجد أي اتفاقية بهذا الخصوص، وهناك مساعدات رمزية تقدمها الشركة لبعض المرضى الذين نُرسلهم إليها، ونتمنى أن يولي المصنع اهتماما أكبر بمرضى المديرية وخصوصًا مرضى السرطان.
* ما الذي قدمته السلطة المحلية في سبيل تحسين الخدمات في المديرية؟
- عملنا منذ فترة تسلمنا قيادة المديرية على إدخال العديد من المشاريع، غالبيتها بتمويل من الجهات الداعمة ومنظمات إنسانية وإغاثية وخدمية، منها أربعة مشاريع مختلفة تمثلت في مصدات (جابيونات) وقنوات في المجال الزراعي، وكذا ترميم إحدى المدارس في منطقة الملحة ووادي الفقير، وهي مشاريع ممولة من الأشغال العامة والتخطيط الدولي، كما أنجزنا وبدعم من المنظمات بعض المشاريع في جانب المياه، كحفر آبار وإيجاد مضخات وبمراكز مختلفة في المديرية، إلى جانب المشاريع الإغاثية التي تستهدف المديرية بشكل ملحوظ، وكذا مشاريع أخرى، حتى وإن كانت بسيطة لكنها تلامس هموم المواطنين، كتوفير أسطوانات الغاز إلى كافة القرى والمراكز وبأسعار رمزية بالتنسيق مع الجهات المعنية بالمحافظة وبإشراف المحافظ ذاته، ومازال التنسيق جارٍ من قِبل السلطة المحلية في المديرية لفتح نوافذ دعم خدمي إنساني إغاثي.
وعبر “الأيام” نناشد كل المنظمات الدولية والمحلية، بمختلف توجهات دعمها، سرعة استهداف المديرية للحاجة الماسة التي يقتضيها هذا الجانب في المديرية.
* إلى أين وصلتم بمشكلتي الكهرباء والمياه؟
- من المعلوم أن كهرباء المسيمير كانت مرتبطة بشبكة الكهرباء بمنطقة الراهدة التابعة لمحافظة تعز، ونتيجة لوقوع تلك المناطق الحدودية في الحرب ومازالت، تدمرت الشبكة وتم إتلافها كاملاً بدءا بمناطق المديرية وحتى مدينة الراهدة، وهو ما خلق لنا معاناة أخرى، وتحركنا كثيرًا في هذا الجانب وطرحنا ملفها كضرورة أولوية لدى السلطة في المحافظة، كما طالبناهم بتحويل كهرباء المديرية من محافظة تعز وربطها بمحافظة لحج، وذلك لاستحالة إعادة ربط مشروع الكهرباء بمحافظة تعز، خصوصاً أن مناطق الراهدة مازالت تشهد حربا مشتعلة، إلى جانب أن المسيمير تُصنف ضمن المناطق الحارة وإحدى مديريات محافظة لحج، وقد لمسنا تجاوبا وتفاعلا كبيرين بهذا الصدد من قِبل المحافظ اللواء ركن أحمد عبدالله التركي الذي وجه بدوره بسرعة إنزال فريق من المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة والوحدة التنفيذية، ووفقاً لتلك التوجيهات أنزلنا الفريق إلى المديرية لإجراء الدراسات ورفعنا التقارير لسيادته، ومازلنا مستمرين في الخطوات لحلحلة هذا الموضوع، وإن شاء الله نتوفق في خدمة أبناء مديريتنا بهذا المشروع الحيوي الهام.
ونجدها هنا فرصة لنوجه مناشدة عبر «الأيام» للجهات المختصة في الحكومة، وكذا السلطة العليا في البلد بأخذ هذا المشروع بمحمل الجد والمسؤولية، وبوضع الحلول السريعة لإعادة ربط التيار الكهربائي واستكمال ربطه في عموم المراكز.
كما أن خدمة المياه تُعد من أهم مشاكل المديرية نتيجة الجفاف الذي لم تشهده خلال الفترات السابقة، حيث نضبت على إثره الكثير من الآبار وفي مقدمتها بئر عاصمة المديرية.
وبدورنا سعينا في السلطة المحلية لإيجاد حلول لمشروع العاصمة من خلال حفر بئر أخرى وتزويد المشروع بمضخة جديدة على نفقة الشركة الوطنية للأسمنت، ولكننا واجهنا مشكلة أخرى في ماء البئر لملوحته، ونحن على وشك حفر بئر أخرى خلال أيام، أيضاً أوجدنا حلولاً لبعض مشاكل المياه في عدد من قرى المديرية، وآخرها مشروع مياه منطقة فرعة الذي يجري العمل فيه على نفقة الهلال الأحمر الإماراتي.
ومع هذا مازالت أغلب قرى المديرية تُعاني من مشكلة شحة المياه بسبب الجفاف الشديد، ولتجاوز هذه الأزمة أعددنا خطة عمل لمعالجتها سيتم تنفيذها خلال الأشهر القادمة بالتنسيق مع المحافظ.
* تقع بعض مناطق المديرية في خطوط التماس مع المليشيات، هل لهذا الأمر أثر على السكان والمديرية؟
- نعم هناك عدة نقاط تماس لمناطق المديرية كمناطق نعمان، حبيل حنش، الدريجة، وزيق، وهي مناطق حدودية مع مديرية ماوية محافظة تعز، وأثناء الحرب حاولت قوات الحوثي التسلل والتقدم من تلك المناطق وعززنا حينها بنقاط من المقاومة الجنوبية، وتمكنت مقاومتنا من التقدم والسيطرة على منطقة ذابة والقرى المجاورة لها، ولكن أتت التوجيهات بالعوة إلى الشريط الحدودي والتموضع فيه، ومازالت المقاومة تتمركز في تلك المناطق حتى اللحظة.
أما بالنسبة إلى حياة أبناء تلك المناطق ونشاطهم فيمشي بشكل طبيعي ويتخذ سكانها من عاصمة المديرية سوقًا لهم.
* ما تقييمكم لدور المنظمات المحلية والدولية في المديرية؟
- للمنظمات المحلية والدولية دور بارز في المسيمير يتمثل بتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين، ولكننا نطمح إلى تفاعل أكبرد.
* ماذا عن الضعف الأمني الذي تشهده المديرية؟
- الأمن يُعد أبرز المشكلات والمعوقات الكبيرة التي عانينا منها وما زلنا حتى اليوم، ودفعنا هذا الأمر إلى تبني هذه مسألته لدى الجهات المعنية والتحالف العربي، وفعلاً تحصلنا على تجاوب من قِبل الأشقاء باعتماد قطاع الحزام الأمني في المديرية، كونها منطقة حدودية مترامية الأطراف وتُعد بوابة محافظة لحج، وبإذن الله سيُباشر الحزام خلال الأيام القادمة عمله، لاسيما بعد تخرج دفعة الحزام قطاع المسيمير من معسكر رأس عباس (عدن)، وهناك ترحاب كبير لأبناء المديرية بقيادته ومنتسبيه وذلك لِما من شأنه أن يحفظ أمن المواطن واستقراره ورفد العملية الأمنية في المديرية وللوطن الجنوبي.

ونحن هنا أيضاً نُطمئن جميع المواطنين أن أمن واستقرار المديرية سيكون هدفنا الكبير الذي سنمضي به مع كل الشرفاء من أبناء مديرتنا نحو مستقبل أفضل، ونؤكد بأن تواجد الحزام الأمني سيكون للمواطن ولحقوقه خصوصاً أن أفراده وعناصره من أبناء المسيمير.
* وماذا عن الوضع الصحي؟
- قمنا ومنذ وقت مبكر بإجراء تغييرات إدارية لانتشاله من وضعه المتدني، غير أن المشكلة الأساسية للوضع الصحي كانت تكمن بافتقاره للدعم والإمكانات التي من شأنها أن تمكنه من تقديم الخدمات الكاملة للمواطنين.
ويمكننا اليوم القول إن الوضع الصحي بالمديرية يشهد تحسنا أفضل من ذي قبل وذلك من خلال الدعم اليسير المقدم من بعض المنظمات للوحدات الصحية في المديرية، ونحن نسعى مع المنظمات والجهات المعنية لتحسين أدائه للأفضل.
* هل من دور للمشايخ والأعيان في المديرية؟
- من المعلوم أن المشايخ في معظم المناطق الجنوبيةلا يتمتعون بأية مزايا أو استثناءات، لهذا تجدهم هم الآخرين يعيشون نفس المعاناة والظروف الصعبة التي يتجرعها المواطنون، وعلى الرغم من كل ما سبق إلا أننا نلمس منهم دورا إيجابيا من خلال وقوفهم معنا وحل مشاكل الناس وخدمتهم في وقت تشهد فيه أغلب مديريات المحافظة غيابا تاما لدور أعضاء المجالس المحلية.
* شهدت المديرية منذ أسابيع تظاهرة للمواطنين تطالب بتحسين الخدمات وبالتغيير ما تعليقكم؟
- من حق أي شخص الخروج والتعبير عن رأيه ووجهة نظره، وهذا طابع حضاري ممكن أن يُقيّم أي عمل أو أداء، وفي الحقيقة مهامنا هي مهام تكليفية وليست تشريفية، ونؤمن إيمانًا كبيرًا بضرورة التغيير، إلا أن الخروج الذي أشرت إليه ليس بهذا التهويل، فالمتظاهرون لا يتجاوزون العشرين شخصا، ومن حقهم ذلك، لكن للأسف إن هذا الخروج غلب عليه الطابع السياسي، وكنا نتمنى أن يستثمر لأجل المواطن والمديرية، ولاحظنا جميعًا كيف تم تهويل الخبر في التغطيات الإعلامية من قبل بعض المواقع التابعة لبعض الأحزاب، والشيء المستغرب منه أنه تم بث نفس الخبر في قناة عدن التابعة لمليشيات الحوثي التي قامت بتغطيته في إحدى نشراتها الإخبارية، والمضحك أنها دأبت عند بثها الخبر على إرفاق مقطع فيديو لمظاهرة أخرى لا نعلم من أي محافظة أو مديرية، وبصرف النظر عن كل ذلك أؤكد على احترام وجهات النظر المختلفة، ونؤيد حق التعبير، وحرية الرأي والرأي الآخر، لا سيما وهذا التعبير منبعث من مصلحة المديرية ومواطنيها، شريطة ألا تأخذ هذه المظاهرة جانب التسيس والمضرة لإرادة المواطن، ولا تكون مستثمرة ومدعومة بالفوضى من قِبل جهات معادية للوطن الجنوبي.
ونحن إلى جانب كل من يدعم عملية البناء والأمن والاستقرار، وجميعنا مع مطالب المديرية ونضم أصواتنا إلى أصواتهم، بل وفي مقدمتهم، إلى كل الجهات المسؤولة وأصحاب الشأن لجعل هذه المديرية نصب أعينهم، لما لها من ثقل في صنع التحولات الكبيرة لنصرة الشعب الجنوبي، وقد قدمت قافلة كبيرة من التضحيات لتحرير الوطن الجنوبي، كما أنها رقم صعب في معادلة التضحية والفداء للذود عن الوطن رغم واقع الفقر والحرمان الذي تعيشه والتغييب عن خارطة الاهتمام الحكومي، وثقتنا كبيرة في إيجاد التغيير الحقيقي لِما يخدم المديرية وأبناءها.
* هل من كلمة لك في ختام هذا اللقاء؟
- إن كانت من كلمة فهي شكر صحيفة “الأيام” على اهتمامها الكبير بأوضاع المديرية وبمواطنيها وتلمس همومهم وأحوالهم، وشكر خاص أيضاً للسلطة المحلية في المحافظة متمثلة باللواء ركن أحمد عبدالله التركي، لما يبديه من اهتمام متواصل لنا.
ونجدها فرصة لنُكرر مناشدتنا للجهات المسؤولة في الحكومة والسلطات العليا في البلد، وإلى كل المنظمات الإنسانية والإغاثية والخدمية المحلية والخارجة مواصلة أعمالهم الإنسانية في المديرية، نتيجة للفقر المدقع الذي يعيشه أبناؤها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى