تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران والأولى تقصف 50 موقعا في سوريا

> عواصم «الأيام» أ.ف.ب

> عواصم «الأيام» أ.ف.ب:
أثار التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران في سوريا قلق الأسرة الدولية إزاء خطر اندلاع حرب مفتوحة، ولو أن البلدين العدوين أكدا رغبتهما في تفادي اشتعال المنطقة.
وشنت اسرائيل ليل الاربعاء الخميس عشرات الغارات الجوية على أهداف قالت انها ايرانية في سوريا، وذلك ردا على إطلاق صواريخ على الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان ونسبته إلى إيران.
وإذا تأكدت الجهة المسؤولة عن اطلاق الصواريخ، فسيكون الهجوم المباشر الاول لايران على مواقع اسرائيلية بين البلدين على خلفية التوتر السائد بينهما منذ عقود. اما الرد الاسرائيلي فغير مسبوق من حيث حجمه منذ بدء النزاع في سوريا في 2011.
وكانت القوات الاسرائيلية في شمال الدولة العبرية في حالة تأهب شديد في انتظار معرفة كيف يمكن ان ترد ايران على الضربات التي اطلقت عليها اسرائيل اسم «عملية بيت الورق» قائلة انها ضربت نحو 50 هدفا داخل سوريا في وقت مبكر الخميس.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ان «الهجمات المتكررة للكيان الصهيوني على الاراضي السورية التي جرت بذرائع مفبركة ولا أساس لها، تعد انتهاكا للسيادة الوطنية ووحدة الاراضي السورية، وعملا يتعارض مع جميع القوانين والقرارات والمعايير الدولية».
ودعا وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس الجمعة الرئيس السوري بشار الاسد الى «طرد الايرانيين» من سوريا.
وقال ليبرمان في بيان اثناء زيارته للقسم الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان «استغل فرصة زيارتي اليوم (أمس) للجولان، لأدعو الاسد الى طرد الايرانيين، وطرد قاسم سليماني وفيلق القدس من سوريا».
وسليماني هو قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني المكلف العمليات الخاصة خارج ايران.
وتابع ليبرمان متوجها الى الاسد قائلا ان «الايرانيين ساعدوك لكن وجودهم مضر ومؤذ ولن يجلب لك سوى الدمار والمشاكل».
واطلقت القوات الايرانية في سوريا ليل الاربعاء الخميس نحو عشرين مقذوفا وصاروخا باتجاه القوات الاسرائيلية في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان، بحسب ما اعلن الجيش الاسرائيلي.
وأتت الغارات بعد مقتل تسعة مقاتلين موالين لقوات النظام السوري ليل الثلاثاء الاربعاء جراء قصف صاروخي استهدف منطقة الكسوة في ريف دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتابع ليبرمان «لا اعتقد ان كل شيء انتهى حتى الان» في اشارة الى التصعيد، مضيفا «سنتابع الوضع بدقة ونحن نعمل بمسؤولية وتصميم».
وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني بان بلاده لا تريد «توترات جديدة» في الشرق الاوسط، رد ليبرمان «هي رسالة مهمة أتمنى ان تكون حقيقية، فنحن لم نأت الى حدودهم، هم جاؤوا إلينا».
من جهته، أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني ان بلاده لا تريد «توترات جديدة» في المنطقة وانها «عملت على الدوام على خفض التوترات في المنطقة».
كما أعلن رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي في لشبونة ان «الهدف الاساسي من هذه الهجمات التي تدعمها الولايات المتحدة هو تحويل انتباه الرأي العام عن سلوك الرئيس الاميركي وقراره الخروج من الاتفاق» النووي الايراني.
إلا أن خبراء اعتبروا انه حصل تصعيد في العداوة بين اسرائيل وايران في سوريا حيث تدعم طهران نظام بشار الاسد عسكريا. وقالوا ان روسيا حليفة الاسد والمقربة من ايران ومن اسرائيل، في الوقت نفسه، لديها دور حاسم لتؤديه، ولو انهم شددوا على مدى قابلية الوضع للتفجر.
لكل الأعمال العدائية والاستفزازات لتجنب مواجهة جديدة في الشرق الاوسط، وذلك على خلفية الغموض والتوتر الاقليمي بعد قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني.
*تصعيد مقلق للغاية
ودعا الاتحاد الاوروبي الى «التحلي بضبط النفس» و«تجنب أي تصعيد»، وكذلك لندن وباريس وموسكو.
وحذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من ان «الوضع في الشرق الأوسط بات مسألة «حرب أو سلام» بعد الضربات الإسرائيلية، إلا أنها أيدت حق اسرائيل في الدفاع عن النفس.
وفي موقف نادر من وزير خارجية عربي، أعرب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في تغريدة عن تأييده لحق اسرائيل في الدفاع عن النفس.
ومملكة البحرين حليفة المملكة السعودية في الخليج. وتتهم الدولتان ايران بالتدخل في شؤون الدول العربية في المنطقة، وتعتبرانها «أكبر مصدر للارهاب» في العالم.
وأطلقت عشرات الصواريخ ليلاً من الأراضي السورية باتجاه الجزء المحتل من قبل اسرائيل في هضبة الجولان، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح الخميس من دون أن يحدد ما اذا كان مقاتلون ايرانيون وراءها.
وأعلن الجيش الاسرائيلي ان الصواريخ لم توقع ضحايا وان الدفاعات الجوية اعترضت أربعة منها بينما سقطت الصواريخ الاخرى خارج المواقع الإسرائيلية.

حالة استنفار قصوى
وأسفرت الضربات الاسرائيلية على عدة مناطق في سوريا عن مقتل 23 مقاتلا على الاقل بينهم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصرا من القوات الموالية له، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.
وقال المرصد «قتل لا يقل من 23 مقاتلا بينهم خمسة من قوات النظام أحدهم ضابط و 18 آخرين ما بين سوريين وغير سوريين في الغارات الاسرائيلية بعد منتصف الليل في عدة مناطق في سوريا».
بينما قالت وزارة الدفاع الروسية ان الجيش الاسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلاً على مواقع في سوريا، موضحة ان الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ.
وقالت الوزارة ان هذه الضربات جرت في 10 مايو بين الساعة 1,45 و3,45 بالتوقيت المحلي «بذريعة الرد على إطلاق نار استهدف مواقع إسرائيلية في الجولان» واستهدفت «مواقع للقوات الإيرانية ومواقع على صلة بمنظومة الدفاع الجوي السوري في منطقة دمشق وفي جنوب سوريا».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء انه طلب من السلطات في هضبة الجولان المحتلة فتح وتحضر الملاجئ المضادة للصواريخ بسبب «انشطة غير مألوفة للقوات الايرانية في سوريا». وقال إنه «تم نشر منظومات دفاعية كما ان القوات الاسرائيلية في حالة استنفار قصوى في مواجهة خطر هجوم».
ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت اسرائيل مرارا أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا، لكن الاستهداف طال مؤخراً مواقع يتواجد فيها ايرانيون.
ويقاتل في سوريا منذ سنوات مقاتلون ايرانيون ومن حزب الله اللبناني الى جانب الجيش السوري وساهموا في تغيير المعادلة على الارض لصالحه.
ولطالما كررت اسرائيل أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى