الربيع الساحر

> سعاد خدابخش

>
سعاد خدابخش
سعاد خدابخش
كان يطلق عليها سيدة الثلج لأن وجهها يشبه قطعة ثلجية ملساء لا تعابير فيه. وفي عينيها حزن وبريق ناتج عن دموع تحولت إلى قطع من الثلج..
صارمة، منظمة، ومنضبطة في حياتها لاتقبل الخطأ ولا الاحتجاج ولا النقاش.. حياتها قاسية وكأنها تعيش في معسكر.
سارت الحياة رتيبة ولم يتغير شيئا فلا يزورها أحد ولاتذهب لزيارة أحد، عندما تراها تجدها امرأة عادية مثل بقية النساء تتحدث بلطف ومحبة للحياة، صحيح أنها تجاهد وحيدة في بحر الحياة وهي لاتعرف العوم، لكنها خططت وقررت أن تحيا حياتها الخاصة كما هي بحلوها ومرها ولم تسمح لأحد بالتدخل فيها سواء من الأقارب أو من الأصدقاء، وضحت بجزء كبير من شبابها وعمرها لتقود السفينة إلى بر الأمان معتمدة على قوة إرادتها وخبرتها البسيطة في الحياة ونجحت..
فجأة تغير شيء في حياتها فقد لمحها أحد الجيران وهي تشتري زهورا وترتدي فستانا أبيض، أنيقة وجميلة ولم يصدق أنها هي سيدة الثلج ذات الوشاح الأسود..
رآها وهي تركب عربيتها وتنطلق وشعرها يتطاير في الهواء..
ما الذي تغير؟ شغل هذا السؤال أقاربها وكل جيرانها والأصدقاء..
هي لاتبوح أن الحب هو الذي غير حياتها وأعاد لها أنوثتها وجدد شبابها وجعلها تتخلص من سيدة الثلج وتتحول إلى عاشقة محبة فرحة ولهانة، ولكنهم عرفوا أنها وقعت في الحب لكن كيف ومتى احبت ومن؟ لااحد يدري، هي من النسوة اللواتي لا يحببن الثرثرة في الأمور الخاصة.
تغير كل شيء كأنه تم بفعل ساحر، فقد اشتعلت الأنوار في منزلها وصدحت الأنغام..
سألوها من هو؟؟ لم تجب بل كانت ترد بأن التغيير سنة الحياة وهي تبتسم في وجوههم وقلبها ينبض بحب وكأنه يغني «آدي الربيع عاد من ثاني والبدر هلت أنواره».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى