تظاهرات جديدة وجلسة لمجلس الامن غداة حمام دم في غزة

> غزة «الأيام» أ.ف.ب

>
> شيع الفلسطينيون العشرات من القتلى في قطاع غزة الثلاثاء في ذكرى "النكبة"، غداة حمام دم في المنطقة الحدودية راح ضحيته 60 فلسطينيا على الاقل برصاص الجيش الاسرائيلي بينما تعرضت اسرائيل لموجة من الادانات الدولية والدعوات لاجراء تحقيق مستقل.
وفي ظل القلق والتنديد الدوليين، استدعت تركيا وجنوب افريقيا سفيريهما في اسرائيل، فردت الأخيرة بطرد القنصل التركي في القدس بعد هجوم لاذع من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وبدأت جلسة طارئة لمجلس الامن حول اعمال العنف في غزة  دعت اليها الكويت ودافعت خلالها سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي عن إسرائيل التي قالت انها "تحلت بضبط النفس" الاثنين.
واعلن السفير الكويتي لدى الامم المتحدة منصور العتيبي ان بلاده ستقترح الثلاثاء او الاربعاء مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يهدف الى "تأمين حماية المدنيين" الفلسطينيين.
وفي القطاع، خرجت جنازات في مناطق مختلفة  بينما قتل فلسطيني واحد الثلاثاء برصاص الجيش الاسرائيلي اثر تجدد المواجهات على طول الحدود الشرقية بين قطاع غزة واسرائيل، بحسب وزارة الصحة في غزة.
بذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في المنطقة الحدودية في غزة الى 61 منذ الاثنين الى جانب اكثر من 2400 جريح.
وكان يوم الاثنين الاكثر دموية في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني منذ الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في صيف 2014.
ونددت السلطة الفلسطينية ب"المجزرة" بينما برر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اللجوء الى العنف بحق اسرائيل في الدفاع عن حدودها ازاء ما وصفه بانها أعمال "إرهابية" تقوم بها حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على القطاع.
وشيعت الثلاثاء رضيعة تدعى ليلى الغندور (8 أشهر) توفيت اثر تنشقها غازا مسيلا للدموع قرب الحدود في شرق غزة الاثنين.
وشارك المئات في تشييع فتى يدعى يزن طوباسي (23 عاما) قتل شرق مدينة غزة. وقال والده ابراهيم (50 عاما) وهو يبكي بحرقة "انا سعيد لانه شهيد. ابني مثل عشرات الناس من أجل فلسطين ومن أجل القدس".
وارتفع إلى أكثر من مئة عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء "مسيرات العودة" في 30 مارس في غزة حيث يتجمع الالاف على طول السياج الامني مع اسرائيل للتظاهر.
تنديد واستدعاء وطرد سفراء
وبعد أن طلبت تركيا من السفير الاسرائيلي في انقرة ايتان نائيه مغادرة البلاد مؤقتا، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما لاذعاً الثلاثاء على رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو قائلا انه "رئيس وزراء دولة عنصرية تحتل أرض شعب أعزل منذ ستين عاماً في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة (...) يداه ملطختان بدماء الفلسطينيين ولا يمكنه التغطية على جرائمه عبر مهاجمة تركيا".
وكان اردوغان يرد على نتانياهو الذي انتقد إدانة تركيا قتل الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين الاثنين في غزة.
وعلى الإثر أعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها طلبت من القنصل التركي في القدس مغادرة اسرائيل.
واستدعت بلجيكا السفيرة الاسرائيلية لديها سيمونا فرانكل بعدما وصفت جميع الضحايا في غزة بانهم "ارهابيون"، فيما دعا رئيس الوزراء شارل ميشال الى "تحقيق دولي تجريه الامم المتحدة" معتبرا ان "اعمال العنف التي ارتكبت بالامس في قطاع غزة مرفوضة".
واستدعت ايرلندا السفير الاسرائيلي في دبلن زئيف بوكر الثلاثاء "للاعراب عن صدمة ايرلندا وشجبها لمستوى أعداد القتلى والجرحى أمس في قطاع غزة".
وصرح روبرت كولفيل احد المتحدثين باسم مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان أن أي فلسطيني يتظاهر في غزة يمكن ان يتعرض "للقتل" برصاص الجيش الاسرائيلي سواء كان يشكل تهديدا او لا.
ومن جهتها، دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في "جرائم حرب اقترفها الجيش الاسرائيلي ضد صحافيين فلسطينيين".
وتعهدت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا الثلاثاء اتخاذ "أي اجراءات" ضمن صلاحياتها لمقاضاة المسؤولين عن جرائم في غزة.
ورفض مجلس الوزراء السعودي الذي عقد جلسة الثلاثاء برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز نقل السفارة الاميركية الى القدس، كما افادت وكالة الانباء السعودية الرسمية.
أما ايران فطالبت الثلاثاء بمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين على انهم "مجرمو حرب" لارتكابهم "مجازر وحشية لا مثيل لها" بحق الفلسطينيين.
كما دعت الصين إلى ضبط النفس "خصوصا" من جانب إسرائيل.
واعلنت حكومتا المانيا وبريطانيا تأييدهما اجراء تحقيق مستقل، ولكن في الوقت نفسه، وعلى غرار الولايات المتحدة، حملت برلين حركة حماس مسؤولية ما حصل.
وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب باعمال عنف. كما يقول الجيش الاسرائيلي انه لا يستخدم الرصاص الحي الا كحل أخير.
ودان الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط الثلاثاء "بأشد العبارات ما ترتكبه إسرائيل من مذابح في حق الفلسطينيين العزل"، واصفاً ما تقوم به بأنه "يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب".
يوم عظيم
داخل السفارة الاميركية الجديدة في القدس التي فرض حولها طوق امني مشدد لم يكن شيء يوحي بالاحداث العنيفة التي يشهدها قطاع غزة.
وحده صهر الرئيس الاميركي ومستشاره جاريد كوشنر الذي حضر المراسم مع زوجته ايفانكا المح على ما يبدو الى الاحداث عندما قال "الذين يتسببون باعمال العنف هم جزء من  المشكلة وليس الحل".
وتثير المبادرة الاميركية الانفرادية غضب الفلسطينيين اذ تشكل تكريسا للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الاسرائيلي والذي يتبناه دونالد ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلا لمطالبهم حول القدس.
واحتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة ابدية" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
ورغم اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لا تزال الاسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية ارضا محتلة وانه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين.
ولم يحدث القرار الاميركي بنقل السفارة حتى الان الاثر الذي كان ترجوه اسرائيل اذ لم تعلن سوى دولتين هما غواتيمالا وباراغواي انهما ستقومان بالامر نفسه.
ودعت منظمة "مراسلون بلا حدود" المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في "جرائم حرب اقترفها الجيش الاسرائيلي ضد صحافيين فلسطينيين"، بحسب ما اعلنت المنظمة الثلاثاء.
واشارت المنظمة في بيان الى "اطلاق قناصة من الجيش الاسرائيلي طلقات مباشرة على عشرين صحافيا فلسطينيا في اراضي غزة" وذلك في خضم التظاهرات الفلسطينية في غزة المستمرة منذ 30 مارس 2018 والتي قتل فيها الاثنين نحو 60 فلسطينيا.
وقال كريستوف ديلوار الامين العام لمراسلون بلا حدود "من خلال التظلم امام المحكمة الجنائية الدولية، تدعو مراسلون بلا حدود السلطات الاسرائيلية الى الاحترام التام للقانون الدولي".
واعتمدت المنظمة على الفصل 15 من قوانين المحكمة الجنائية الذي ينص على ان مدعي المحكمة "يمكنه فتح تحقيق بمبادرة منه بناء على معلومات تتعلق بجرائم" تندرج في صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت المنظمة ان العديد من الصحافيين استهدفوا خصوصا الاثنين 14 مايو 2018 برصاص جنود اسرائيليين عندما كانوا يغطون تظاهرات شرق مدينة غزة. واشارت الى اصابة عمر حمدان وهو مصور صحافي يعمل للقناة الوطنية الجزائرية، برصاصات في الساق وايضا الى اصابة مراسل الجزيرة وائل دحدوح في يده.
واضاف ديلوار ان "السلطات الاسرائيلية لا يمكن ان تكون جاهلة بوجود صحافيين بين المدنيين المتظاهرين. لقد اخلت بابسط واجباتها في حماية وتمييز هؤلاء الاشخاص المحميين، عند اطلاق الرصاص الحي".
واكد الامين العام للمنظمة ان "هذه الانتهاكات المتعمدة والمتكررة للقانون الدولي الانساني تشكل جرائم حرب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى