سوق رمضان في صنعاء بضائع كثيرة وسكان غير قادرين على شرائها

> صنعاء «الأيام» أ.ف.ب

>
 صنعاء «الأيام» أ.ف.ب
 في العاصمة اليمنية صنعاء عشية رمضان، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في المدينة الخاضعة لسيطرة المتمردين، لتزداد معاناة سكان تراجعت قدرتهم الشرائية بشكل كبير بسبب الحرب.
وبحسب علي صالح، بائع التمر في سوق صنعاء الرئيسي، فإن «المبيعات ليست جيدة على الإطلاق» قبل بدء شهر الصوم الخميس، لأن «أولوية الناس هنا أصبحت تتركز على تأمين المواد الضرورية».
ويحل رمضان على صنعاء في وقت تستمر الحرب، التي قتل فيها نحو عشرة آلاف شخص، في حصد أرواح اليمنيين، وفي تعميق الأزمة الإنسانية الناجمة عنها والتي تعتبرها الأمم المتحدة من بين الأكبر في العالم.
ويشهد البلد الفقير الواقع في جنوب شبه الجزيرة العربية، نزاعا مسلحا بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا وقوات من المتمردين المناهضين لها والذين سيطروا على العاصمة في سبتمبر 2014.
وازداد النزاع دموية مع تدخل السعودية، الجارة الغنية، على رأس تحالف عسكري في مارس 2015، دعما للقوات الحكومية في مواجهة المتمردين الحوثيين الشيعة بعد سيطرتهم على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وتقول الأمم المتحدة ان النزاع المستمر في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 27 مليون نسمة يضع حياة 22 مليون شخص على المحك اذ يعاني هؤلاء من سوء التغذية، بينهم أكثر من سبعة ملايين يواجهون خطر المجاعة. 
لكن سكان صنعاء، ورغم الحرب والظروف المعيشية الصعبة، يستعدون لإحياء شهر رمضان بالصوم والإفطارات والتبضع، انما بكميات ومواد أقل من تلك التي اعتادوا عليها في فترة ما قبل اندلاع النزاع المسلح. 
بطاقات الدعم
في سوق صنعاء القديمة، لا يوجد نقص في المواد الغذائية، إلا أن الأسعار المرتفعة تصعّب على الباعة إيجاد الزبائن القادرين على الشراء.
ويشكو عبدالله مفضّل وهو أحد سكان المنطقة القديمة من أن الأسعار «ارتفعت بشكل كبير عشية رمضان، ولم تعد تتناسب مع القدرة الشرائية للسكان، وخصوصا أولئك الذين يملكون بطاقات الدعم».
ويقوم المتمردون الحوثيون بتوزيع بطاقات دعم على الموظفين الحكوميين تساعدهم على شراء المواد الضرورية، بسبب عدم قدرتهم على دفع الرواتب لهؤلاء الموظفين.
ويوضح مفضّل «الأموال غير متوفرة، والرواتب لم تعد تصل. عليهم (الحوثيون) توزبع بعض الأموال من أجل (تلبية احتياجات) رمضان».

وبالقرب منه في أحد أكشاش السوق، يحذّر أحمد العقبي من أن الوضع «سيء جدا»، مشيرا إلى أن الرواتب «لم تدفع منذ ثمانية أشهر». ويتابع «الله سيتكفل بنا، لكن الأسعار تواصل الارتفاع. كل شيء يزداد كلفة».
وبحسب سكان، ارتفع سعر كيس الأرز البالغ وزنه 40 كلغ بنحو الثلث تقريبا، بينما ارتفع سعر كيس السكر بـ25 بالمئة.
ويقوم التجار بدفع عدة ضرائب جمركية، من لحظة وصول البضائع إلى اليمن، إلى وقت دخولها منافذ صنعاء. لكن هناك أيضا نقاط تفتيش أمنية يقوم القيّمون عليها بطلب الأموال في بعض الأحيان للسماح للشاحنات المحمّلة بالبضائع بالمرور. 
خبز وقهوة
يعيش العديد من اليمنيين حالة من الترقب في رمضان، يفكرون في طرق لتحصيل الأموال من أجل دفع الإيجارات وشراء المواد الغذائية الرئيسية التي تستخدم في إعداد طعام الإفطار مثل الحساء والسلطة.
وتقول يمنية من سكان العاصمة «بعت قارورة الغاز من أجل تسديد قيمة الإيجار. لم تعد هناك طريقة لأطبخ بها، وليس لدي طحين، ولا أرز». 
بالقرب منها، تأكل بناتها قطعة من الخبز وتشرب معها القهوة.

وفقدت الأم اليمنية زوجها في معارك تعز، في جنوب غرب اليمن، لتنتقل بعدها إلى صنعاء حيث تعتمد في حياتها اليومية على مساعدات اجتماعية قلما تصل. وتسيطر القوات الحكومية على الجزء الأكبر من مدينة تعز، في حين يسيطر المتمردون الحوثيون على مناطق عدة في محيطها.
وتشهد تعز حاليا معارك دامية بين طرفي النزاع، يبدو أنها ستتواصل، إلى جانب معارك في مناطق أخرى، رغم حلول رمضان، شهر الصوم والصلاة.
وتقول الأم اليمنية إن الحرب تقلقها أكثر من معضلة توفير الطعام، موضحة «لم يعد يتبقى لدي أي شيء سوى بناتي».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى