> ها نحن في شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالبركات، وعمل الطاعات.
ورمضان عبارة عن رحلة لا تأتي إلا مرة في السنة، ولن يدركه إلا الأحياء فقط، وقد لا نكون منهم، فأحسن الطاعات، وتب وعد إلى رب، وأبك على خطيئتك، واستغل هذا الشهر بفرصة قد تكون الأخيرة في حياتك ولن تعود.
في منا لا يريد الثواب والعمل الصالح، وحسن الختاك، نحن نعيش كل يوم بفاجعة الموت وفراق الحبيب أما بمرض ما أو بحادث سيارة..
كل منا له عزيز قد دفن تحت التراب، وهل هذا العزيز كنت معه خير رفيق تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر؟!
أخي، أختي الكريمان: أتعلم أن من هم تحت التراب من يتحسر ويندم.. لا على فراق أبنائه ولا على ماله وعزه، بل يبكون على ضياع رمضانات عديدة، لم يودعها في برحلة الأعمال الصالحة حتى تنجيه من الحالة الذي هو عليها.
إن في المستشفيات كانوا أو في المنازل مرضى منعوا من الصيام والقيام.. إنهم يبكون في حسرة على عدم مشاركته إخوانهم في الصيام والقيام.. فأحمد الله الذي عافاك واعطاك فرصة الصيام والقيام.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون فيقومون فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد). متفق عليه.
مرحبا أهلا وسهلا بالصيام ** يا حبيبا زارنا في كل عام
قف لقيناك بحب مفعم
كل حب في سوى المولى حرام
فأغفر اللهم منّا ذنبنا
ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا
قلق أسهرنا جنح الظلام.
أخي، أختي بارك الله فيكم.. اتاك شهر رمضان، شهر التوبة والغفران، شهر تضاعف فيه بصمات الأعمال الصالحة - تحط فيه الاوزار – فجد فيه بالطاعات وبادر فيه بالحسنات.
ألم يان لك أن تقلع عن معاصيك وهواك، ألم يأن لك أن ترجع إلى باب الرحمن، يبدوا لي إنك نسيت من خولك واعطاك وألبسك..
من منّا لا يخطأ.. ولكن عندما نقف بباب الرحمن نلقاه، وعندما نلاذبه يحمينا ويقينا، وعندما نتوكل عليه يكفينا.
ويا عسا لم تدرك العام القادم من شهر رمضان أو .. لا..!!
اجعل رحلة رمضان هي المدرسة التي نتعلم منها القيم والمبادئ، والفوز بها بأعلى الدرجات.. طبعا درجات الآخرة أفضل من درجات الدنيا.. وكل عام والجميع بألف خير، ورمضان كريم.