الأمن ومراجعة ملفات المعتقلين

>
عبدالله ناصر العولقي
عبدالله ناصر العولقي
رفع اليقظة الأمنية ضرورة ملحة، وخاصة في ظل ما شهدته ولازالت تشهده محافظة عدن من جرائم بشعة وجديدة على مجتمعها من قتل وإرهاب واعتداء وحشي وسرقة.. وقد لوحظ في الفترة الأخيرة جهود طيبة بذلها أمن عدن في كشف ملابسات بعض الجرائم والقبض على مرتكبيها، وبذلك يكون قد أعاد بعض من ثقة المواطن المفقودة أساسا بالأمن ونسج خيوط أمل في نفسه المتعبة وتباشير بتعزيز القدرات واليقظة الأمنية. كما ينبغي على الجهات القانونية من نيابة عامة وقضاء الإسراع بإجراءاتهم القانونية وتقديم الجناة للمحاكمة ليقول القضاء كلمته العادلة، وتنفذ العقوبة على وجه السرعة من أجل تحقيق العدل الذي يعيد الاطمئنان إلى النفوس، والحد من اقتراف الجرائم والتخفيف من الآم واحزان اهالي الضحايا المصدومة من هول ما حاق بها.
في الجانب الآخر، هناك الكثير من المعتقلين الذين اقتادهم الأمن قسرا إلى المعتقلات دون إطلاع أهلهم على صحيفة اتهامهم ومكان احتجازهم، وأسباب منع زيارتهم، فكل تلك التساؤلات تثير حالة الغبن لدى أهالي المعتقلين.

فكما يبدو أن أثر العمليات الإرهابية التي حدثت بعد تحرير محافظة عدن وهزت كيان المجتمع في المحافظة قد أربكت الأجهزة الأمنية وأعاقتها عن استيعاب حقائق الوضع القانوني لبعض المعتقلين، واختلاف ظروف ملابسات اعتقالهم.. وعلى ضوء ذلك، وبحسب تقديري، ماطلت الأجهزة الأمنية في البت بإطلاق سراح بعضهم رغم عدم تورطهم بأعمال إرهابية، وكانت لهم فقط صلة قرابة ببعض المتورطين أو كانوا مجرد مناصرين فقط، ولم يقدموا على أي عمل مخالف للقانون، فلا ينبغي أن تكون عقوبة هفواتهم النسيان خلف القضبان، فهم بحاجة إلى النصح والتوجيه السليم، وغرس احترام النظام والقانون في نفوسهم.

رغم وحشية ضربات قوى الإرهاب وفداحة ما أحدثته من خسائر في الأرواح، واستهدافها على وجه الخصوص الأجهزة الأمنية بضربات موجعة في معقلها وعقر دارها، ومع كل ذلك ينبغي على الأجهزة الأمنية انتهاج الشفافية وطول البال كي لا تخلط الحابل بالنابل، وتندفع في ممارسة التعسف على جميع معتقليها، ولتتجنب من يبث مشاعر انفعالات حماسية سلبية تشجع على التجاوزات غير القانونية بحق جميع المعتقلين في قضايا الإرهاب، وإن اقتضت الضرورة والمصلحة في بعض الحالات للتجاوز القانوني، فذلك لا يعني التعميم على الكل بل ينبغي استثناء من لم يتورطوا باقتراف أعمال إجرامية.

ونحن في هذه الأيام المباركة من شهر الرحمة والغفران، نأمل من أجهزتنا الأمنية أن تعمل على مراجعة ملفات معتقليها ومراعاة ظروف بعضهم الذين لم تلوث أيديهم، ولم يندفعوا بتوجيه أي أذى أو ضرر نحو الآخرين..  وأملنا أيضاً أن ترق قلوبهم لأمهات دموعهنّ تسيل على خدودهن وهن في انتظار عودة فلذات أكبادهن مع كل ساعة إفطار في هذا الشهر الكريم، فالأحلام تراودهن في انبعاث مشاعر الرحمة والعفو لتدفع القيادة السياسية والأمنية إلى الإقدام على اتخاذ القرار الرحيم والعادل بإطلاق سراحهم في شهرنا هذا شهر الرحمة والعفو.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى