رئيس المجلس الانتقالي بلحج د. فضل هماش: توجهات لتشكيل حراك مجتمعي استمرارا للثورة الجنوبية

> تغطية/ هشام عطيري

>
> أقيمت بمقر المجلس الانتقالي، بمدينة الحوطة، محافظة لحج، فعالية سياسية في إطار نشاط المجلس خلال شهر رمضان المبارك، قدم خلالها عدد من الأكاديميين مداخلات حول العديد من القضايا الراهنة، وخاصة القضية الجنوبية ودور التحالف والمجلس الانتقالي  وتطورات الوضع العسكري وانعكاسه على الجنوب، حضر الفعالية العديد من أعضاء الجمعية الوطنية بالمحافظة وأعضاء من المجالس المحلية للانتقالي في عدد من المديريات وممثلو منظمات المجتمع المدني والقطاع النسوي.

وفي افتتاح الفعالية أعلن د. فضل هماش، رئيس المجلس الانتقالي بلحج، تدشين الأمسيات الرمضانية في عدد من فروع المجلس بالمحافظة وإقامة العديد من الفعاليات التي تهدف إلى تشكيل حراك مجتمعي، استمرارا للثورة الجنوبية.. مؤكد على أهمية مثل هذه الفعاليات التي تهدف إلى تعزيز روح الانتماء الوطني الجنوبي، ومعالجة نقاط الضعف، من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى بالتحرير والاستقلال للجنوب، شاكرا في نفس الوقت الحاضرين لتلبية الدعوة والمشاركة في هذه الفعالية.

وفي مداخلته اكد  أ.د. خالد مثنى حبيب، عضو الجمعية الوطنية، ان انطلاق عاصفة الحزام غير مجرى التاريخ بالنسبة للجنوب، والتي ادت الى التصدي للحركة الحوثية الفاشية، التي أرادت أن تعود بالبلاد عقودا الى الخلف، ووقوفها، أي عاصقة الحزام، الى جانب الشعب في الشمال والجنوب للتصدي لهذه الحركة التي ارادت ان تنقل افكارا خارجية وشيطانية.. لافتا الى وصف بعض الجهات التحالف بالاحتلال، فدولة الامارات العربية المتحدة لم تكن دولة احتلال، إنما جاؤوا للمساعدة ولإنقاذنا، كون السلطة الشرعية لم تكن في ذات المسئولية بعد أن فشلت في محاربة الحوثي.. موضحا أن هناك حملة إعلامية ضخمة تديرها مطابخ إعلامية وعشرات المواقع، وتبذل فيها مبالغ مالية ضخمة ضد الامارات، وهو ما يستدعي التصدي لها بقدر الإمكان.. مشيرا إلى أن الشرعية عادت لتوجه سهامها نحو الجنوب لغرض اعادة السيطرة عليه، والحوثي يسيطر على الشمال.. مبينا أن التحالف العربي جاء من أجل صد التوسع الحوثي الايراني في المنطقة.. مؤكدا ان الجنوب مع الخليج في خندق واحد.

وبين باحبيب، في مداخلته، ان الشعب في الجنوب يعاني من تدهور الخدمات وفساد كبير في المرتبات، وغيرها من القضايا التي تتحمل مسئولياتها الشرعية التي تدير البلد اقتصاديا وخدميا، ولكن لم تديرها بشكل أفضل.. مشيرا إلى ان الشرعية اصبحت تستنزف التحالف وتستغله استغلالا كبيرا وتبتزه ابتزازا بورقة الشرعية، فكل ما يعطي التحالف من أموال لصرفها على الخدمات والتسليح تتبخر هذه الأموال من قبل الشرعية وتذهب هباء منثورا، وهو ما أدى إلى عدم تحقيق الشرعية أي نجاحات عسكرية في هذا الجانب، وهو ما دفع التحالف في الاخير الى تشكيل وحدات خاصة به حتى يعتمد عليها.

وأوضح باحبيب ان المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية هما شريكان للتحالف في مكافحة الارهاب، وفي صد الحوثيين، وقد حققا نجاحا، وتبين لدى التحالف أن المقاومة الجنوبية هي الشريك الصادق والأمين لهذا التحالف.. مبينا في نفس الوقت أن المجلس الانتقالي ليس بيده شيء في سبيل تحسين الخدمات للمواطنين، كون الأمر كله بيد الشرعية التي لا مناص من تحملها لمسئولياتها، وعلى الشعب في الجنوب بشكل عام ألا يسكت عن مطالب توفير الخدمات والحقوق التي دأبت الشرعية في شراء الذمم و الولاءات الخاصة، وتحرم المتقاعدين من الرواتب.. قائلا: «لو اجتمعت أموال الخليج كلها لتحولت داخل اليمن إلى ثقب أسود يستنزف هذه الأموال».

 ودعا باحبيب إلى تنظيم الوقفات الاحتجاجية ضد الحكومة للمطالبة بتحسين الخدمات والمطالبة بحكومة تنوقراط.

وكشف باحبيب، خلال المداخلة، ان المجلس الانتقالي قبل الانضمام في إطاره كل من يحمل قضية الجنوب، حتى إن كان إصلاحيا او مؤتمريا.. قائلا: «ما كان للانتقالي أن يستحوذ على الجنوب، فهو للجميع، ولا يوجد ضيم على أحد.. مشيرا  إلى ان هناك محاولات لوأد قضية الجنوب من خلال اجندات يتم تمويلها بالعملات الصعبة من اجل شق الصف الجنوبي.. لافتا إلى ان أي طرف يقاتل الحوثيين في الشمال نحن سوف ندعمه.. موضحا ان الحوثي خطر يجب مقاتلته، ويشكل خطرا اكبر من علي عبدالله صالح.. لافتا إلى ان وجود القوات الجنوبية في الساحل الغربي وتحقيقها الانتصارات داخل المناطق الشمالية شيء مهم جدا لصالح القضية الجنوبية.. قائلا «كلما تحققت الانتصارات في الاراضي الشمالية تعززت قضية الجنوب وفرضت شروطها، رغم التضحيات التي قدمت من قبل الجنوبيين ولكن مردودها على القضية الجنوبية سيكون ايجابيا.. مشيرا إلى ان الانتصارات التي تتحقق في الشمال ضرورية جدا واصبحنا كجنوبيين شركاء للمجتمع الدولي في محاربة الارهاب على مستوى العالم.. موضحا ان التحالف العربي عنده أدلة قاطعة تثبت تورط أطراف في الشرعية بدعم الارهاب والتفجيرات في الجنوب.

د.عبود عبدالله سعد، نائب رئيس الدائرة القانونية في الجمعية الوطنية للانتقالي، قال إن المرحلة الحالية هي استكمال كافة الهيئات للمجلس الانتقالي في المحافظات والمديريات وهي، حسب قوله، خطوة جبارة.. مؤكد ان انتشار واتساع رقعة الانتقالي يشكل نجاحا للمرحلة المستقبلية القادمة التي نثق جميعا ان الجنوب قادم لا محالة رغم ما يتعرض له من اعاقات وتدخلات ومؤامرات، وما حدث في عدن خلال يناير خير دليل على ذلك من خلال قيام اطراف بالدفع بجهات من اجل عدم استقرار الوضع.
 وأشار عبود إلى ان التحالف العربي وجد شريكا اساسيا له، وهو المقاومة والحراك الجنوبي الذي انبثق منه المجلس الانتقالي ممثلا للجنوب، بغظ النظر على الخلافات الموجودة.. لافتا إلى ان الحرب لن تستمر إلى ما لا نهاية، بل سيصل الجنوبيون لاستحقاقات وبناء الدولة وهيئاتها دون القفز او احراق المراحل التي تتطلب ذلك.

وكشف الدكتور عبود أن المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية في الداخل والخارج يؤكدون ان الجنوبيين اصحاب قضية، ولكن بدون تمثيل، وهو ما يستدعي من جميع الجنوبيين الوقوف مع المجلس الانتقالي الذي يمثل هدف استعادة الدولة، وقضية الجنوب أولى المهام، وقد حقق نجاحا في هذا الجانب.. مؤكدا انه بعد احداث يناير اصبحت قضية الجنوب في كل مكان في العالم.

وأشار عبود في مداخلته الى وجود العديد من الاعلاميين والحقوقيين التابعين لمنظمات وجميعات  تمثل قضية الجنوب، وهي اطراف شمالية.. مؤكد ان هناك اطرافا من الجنوب تسعى إلى أن يكون المجلس الانتقالي هو الممثل لشعب الجنوب.. متسائلا: من حرك هذه الأطراف؟.. مبينا وجود شرعية جنوبية وشمالية اتفقوا أن يكون المجلس هو المعبر لقضية الجنوب، وهو ما دفع بهم إلى التشويش على قضية الجنوب والمجلس الانتقالي.
وتطرق إلى تفاصيل لقاء المبعوث الأممي مع قيادة الانتقالي في أبوظبي الذي أكد لهم، أي المبعوث الأممي، بالقول إن القضية الجنوبية لن تكون مغيبة بعد الآن ولن تكون هناك مفاوضات إلا والطرف الجنوبي موجود.

 واوضح د. عبود ان الانتصارات التي تحققها القوات الجنوبية في الساحل الغربي، وخاصة الحديدة، سوف تحرك جبهة نهم بسبب خوفهم من ان هناك اطماعا للجنوبيين، ونحن ليست لنا اطماع فنحن جزء من هذا التحالف الذي ساعدنا خلال ثلاثة أيام في طرد المليشيات من المحافظات الجنوبية، فخلال الثلاث السنوات أثبتت المقاومة الجنوبية أنها القوة الأصيلة التي ساهمت في حسم المعارك.. مشيرا إلى أن دخول المقاومة الحديدة سوف يقطع أهم منافذ التهريب، بعد أن قطعتها من السابق في المهرة، حيث اتضح أن هناك قوات محسوبة على الشرعية كانت تهرب عبر عدد من المنافذ سلاحا للمليشيات.

وأوضح ان المعركة سواء حسمت أم لا فإن قضية الجنوب سوف تظل باقية ولن تستطيع أي قوة ان تفرض واقعا غير الواقع الذي يريده الشعب في الجنوب.

من جانبها، الناشطة الجنوبية وعضو الجمعية الوطنية، إنتصار خميس، قالت لا توجد ثقة بين الشعب في الجنوب والشرعية، فقد انتزعت هذه الثقة من الجنوبيين من خلال التعيينات والفتن والتعذيب الجماعي للشعب في الخدمات.. مؤكدة ان الجنوبيين هم مالكو هذه الارض ولكن تنقصهم اللحمة الجنوبية بشكلها الصحيح.. مشيرة إلى ان المجلس الانتقالي هو من يقود الشعب، ولكن الشرعية بكل تآمراتها أرادت ان تتكالب على المجلس الانتقالي، فليس لصالحها ان يكون قائدا لأنها تعرف أنه يتملك المقومات.. داعية الى التفاوض بين الجنوبيين للرسو على هدف معين، ونأخذ ما يجمعنا، وليس بالضرورة ان نكون متطابقين،  ولكن يجب ألا نتخلى عن هدفنا الاساسي، وهو استعادة الارض الجنوبية.

ودعت خميس خلال مداخلتها إلى ضرورة التركيز على اللحمة والوحدة الجنوبية، وعدم التخلي عن حلفائهم في الدم والمصير «دولة الإمارات العربية المتحدة».. قائلة «سوف نعاهدهم الوفاء، وسنرد لهم الوفاء بالوفاء، ولن نتخلى عنهم، فإما النصر او الشهادة».
هذا وقدمت في الفعالية العديد من المداخلات من قبل الحاضرين اثرث بها الفعالية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى